الشيخ الصفّار في الليلة السابعة من المحرم: يدعو إلى تفعيل التأثير المتبادل بين القيادة الدينية والجمهور

مكتب الشيخ حسن الصفار

بخلاف ما يطرح عن تأثير القيادات الاجتماعية على جمهورها حاول أن يعالج سماحة الشيخ حسن الصفّار في الليلة السابعة من المحرّم مسألة تأثير الجمهور على قياداته الدينية في اتخاذ المواقف وإبداء الآراء، منطلقًا في ذلك من الآية القرآنية الكريمة: ﴿الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاَتِ اللهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلاَ يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلاَّ اللهَ وَكَفَى بِاللهِ حَسِيبًا[1] .

فتساءل في المحور الأول عن الدور الذي من الممكن أن تقوم به الجماهير تجاه قياداتها الدينية، بعد أن بيّن ما لهذه القيادات من دور واضح في التأثير على المجتمعات، مبيِّنًا الحاجة الملحّة في استعانة علماء الدين بالكفاءات الاجتماعية والخبرات العلمية، خاصّة في تحديد موضوعات الأحكام الفقهية وفي إدارة المؤسسات الدينية الاجتماعية.

وفي المحور الثاني ركّز سماحته على الجانب السلبي الذي قد يقوم به الجمهور في الضغط على القيادة الدينية في إبداء الرأي واتخاذ الموقف، ليحمّل الطرفين (القيادة والجمهور) المسؤولية الشرعية في مثل هذه المواقف، معدّدًا أسبابًا ثلاثة لها المدخلية في تحلي القيادات الدينية بالشجاعة في إبداء الرأي واتخاذ المواقف، هي: امتلاك الرؤية الواضحة وقوّة الشخصية والتحلّي بالإخلاص والاستعداد للتضحية.

والمحور الثالث خصَّصه لاستعراض نماذج من مواقف الرسول وأهل بيته مارسوا فيها الشجاعة في تبيين الحق واتخاذ الموقف الصحيح، وإن كان مخالفاً للجمهور رغم ما واجهوه من ضغوط، انطلاقًا من الرؤية الواضحة التي كانوا يملكونها عن الواقع الذي كانوا يعايشونه.

وهذا هو نص المحاضرة:

المحور الأول: واقع التأثير المتبادل

الالتفاف الشعبي حول القيادة الدينية

من الواضح أن القيادات الدينية ـ والتي تتمثّل في هذه العصور في علماء الدين ـ تمارس تأثيرها على الجمهور، وذلك لما يتمتّع به علماء الدين من وثاقة لدى عامّة الجمهور، وكذلك باعتبارها تمثّل وجهة نظر الدين فيما تطرحه من آراء وأحكام ومواقف، ولأنّ الناس متديّنون بطبيعتهم ويريدون الالتزام بدينهم فإنهم يأخذون معالم دينهم من هذه القيادات الدينية، ويتابعونها في مواقفها وآرائها.

ورغم ما مرّت به المجتمعات الإسلامية من محاولات لإبعاد أبنائها عن الدين وعن الالتفاف حول علماء الدين، من قبيل تلك التيارات الفكرية التي عصفت بالأمة وأرادت أن تشكّك أبناء الأمّة بدينها، وكذلك الإشاعات والدعاوى والاتهامات التي أثيرت بشِكْل واسع ضدّ القيادات الدينية، رغم كل ذلك لم تفلح في إبعاد جماهير الأمة عن قياداتها الدينية لالتزامهم بدينهم من جهة، ومن جهة أخرى لأن الأمّة رأت أن تلك البدائل المطروحة لم تكن بالدرجة المرجوّة، ولم تكن تتمتّع بالإخلاص والحكمة.

فقد جرّبت الأمّة الإسلامية الأحزاب التي جاءت بمختلف الشعارات والتوجّهات والدعاوى، فما حصدت الأمة من ورائها إلاَّ الويلات، ولم تستطع هذه التوجّهات أن تصلح ولا أن تغيّر ولا أن تطوّر، وإنما أصيبت الأمّة بالكثير من المشاكل والمصاعب والأزمات، ولذلك ازدادت ثقة الناس بدينهم وببقياداتهم الدينية.

وما حصل في العراق أنموذج لهذه التجارب، حيث كانت الاتجاهات المناوئة للإسلام تشيع الدعايات ضدّ الدين، والأفكار المناوئة له ولرموزه، فالسلطات التي حكمت العراق طيلة عقود باسم تلك التيارات والأحزاب سعت لإبعاد العلماء عن الناس، وحاولت تحجيم دور الحوزة العلمية، ودور المراجع والعلماء، وأمعنوا في الحوزة تنكيلاً وتبعيدًا وقتلاً واعتقالاتٍ، فكم قتلوا من علماء الحوزة وفقهائها في العراق، وسجنوا وطردوا وأبعدوا وأقصوا، ولكنّ لمّا انكشف الغطاء وانجلت الغبرة تبيّن أن الساحة في العراق توالي قيادتها الدينية وتلتفّ حولها بشِكْلٍ أذهل العالَم.

هذا الالتفاف حول القيادات الدينية موجود في كثير من البقاع والمناطق وفي مختلف المذاهب، ولكنّ الدرجات تتفاوت من مكان لآخر ومن مجتمع لآخر.

وما نريد أن نوضّحه هنا أن هناك تأثيرًا واضحًا من قبل القيادات الدينية على الجمهور في الأحكام الشرعية وفي المواقف السياسية والاجتماعية.

تأثير الجمهور على نخبه وقياداته

ولكن ما ينبغي بحثه هو مسألة تأثير الجمهور على القيادات الدينية، حيث لا يمكن إنكار ما يمارسه الجمهور على هذه القيادات من تأثير، وهذا التأثير قد يكون في بعض وجوهه إيجابيًّا وفي بعضها سلبيًّا. وهو أمر يمكن أن نرجعه لسببين:

السبب الأول: أن القيادات الدينية بشريّة وإنسانية، وبالتالي لها مشاعرها وأحاسيسها تتأثر بالبيئة التي تعيش فيها والمحيط الذي تنشأ فيه، وذلك يؤثّر في تقويمها للأمور وتشخيصها للحالات وفي درجة المواقف التي تتخذها.

وهذا أمر نخصّ به علماء الدين، دون القيادات الدينية المعصومة، فهذه القيادات لها وضعيتها الخاصّة، فالأنبياء والرسل والأئمة المعصومون مسدّدون بعناية إلهية خاصّة تعصمهم وتوجّهم لتجنّب الوقوع في الخطأ.

لكنّ الإنسان بشِكْل طبيعي يتأثّر بالمحيط الذي يعيش فيه، فالدرجة العلمية للعالِم لا تمنعه من التأثُّر بمحيطه وبيئته.

السبب الثاني: تطبيق الأحكام الشرعية على موضوعاتها الخارجية، فهناك أحكام شرعية، وهذه الأحكام تطبّق على موضوعات خارجية، والموضوعات الخارجية تحتاج إلى تشخيص وتحديد وتقييم، وهذه المهمّة يحتاج فيها العالِم لرأي الناس ومشورتهم، ولا يمكنه الاستغناء عن هذه المشورة في كثير من المواضع.

كما أن للموضوعات أحكامًا أولية، وأخرى ثانوية، وتحديد أيٍّ منهما يحتاج إلى تشخيص دقيق للواقع، قد يستعين الفقيه في تحديده بأصحاب التخصص والكفاءة من الجمهور، مطلوب من الفقيه أن يستفيد من آراء هؤلاء المتخصِّصين.

وهذه نقطة من المهمّ الإشارة والتنبيه عليها، وذلك لما يعتقده البعض من أن العالِم والفقيه لا يحتاج إلى الناس، فهو من يقرِّر كل شيء ويحدّده، وهذا الاعتقاد خاطئ، فالقيادات الدينية عليها أن تستفيد من خبرات وتجارب الآخرين، خاصّة عندما تعيش وسط مجتمع يملك الكفاءات والخبرات والمثقفين وأصحاب التجارب كمجتمعاتنا، فإن هذه الخبرات التي نملكها لا ينبغي لعالِم الدين أن يتجاهلها في تشخيص الموضوعات ودراسة الظروف.

ومن أبرز ما يحتاج فيه عالِم الدين إلى الناس هو القيام بإدارة شؤونهم الدينية والحياتية، من قبيل المؤسسات الدينية الاجتماعية. وكذلك مسألة إدارة أموال الحقوق الشرعية، التي يُطلب صرفها في وجوهها المستحَقَّة، إذ إن تحديد الموارد الأكثر إلحاحًا وحاجةً قد لا يتأتّى لعالم الدين بمفرده، وفي هذه الحالة على عالِم الدين أن يستعين بآراء الخبراء والاقتصاديين الموجودين في المجتمع.

ومن الموارد التي يحتاج فيها عالِم الدين لرأي الجمهور برامج التوجيه والتوعية، ومن أبرزها المنبر الحسيني، حيث يحتاج الخطيب ـ ليؤدّي دوره في خدمة المجتمع ـ أن يأخذ بآراء المتخصِّصين في علم النفس والاجتماع، حيث تساعد آراؤهم في إعطاء صورة جيّدة تستند إلى الدراسات والأبحاث.

ومجتمعنا ـ للأسف ـ يعيش نقصًا واضحًا في مؤسساته الدينية في هذا الجانب، حيث لا تستفيد هذه المؤسسات من الخبرات والتجارب الموجودة في المجتمع، وذلك بسبب تجاهل علماء الدين لمثل هذه الكفاءات في بعض الأحيان، كما يتحمّل أصحاب الكفاءات بعض المسؤولية في هذا الاتجاه، فلا ينبغي أن يبعدوا أنفسهم عن التواصل مع العلماء لترشيد المسيرة ولإفادة المجتمع من خلال تجاربهم وطاقاتهم، فالحالة الدينية يجب أن تمتلك مؤسسات تستفيد  من الخبرات والتجارب العصرية.

النبي القدوة في المشورة

وإذا ما عدنا للنبي محمد نراه وهو النبي المسدَّد من الله سبحانه، ويملك كمال العقل وسداد الرأي يُؤْمَرُ من قبل الله تعالى أن يستشير الناس. يقول تعالى: ﴿وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ﴾[2] .

وقد كان النبي أكثر أصحابه مشاورة لهم، يروى عن أبي هريرة أنه قال: «ما رأيت أحدًا أكثر مشاورة لأصحابه من رسول الله »[3] . ومثل هذا الحديث يروى عن أم المؤمنين عائشة أنها قالت: «ما رأيت رجلاً أكثر استشارة للرجال من رسول الله »[4] . كما يروى عنه أنه كان يقول لأصحابه في مواقف عديدة: «أشيروا عليَّ» أو «أشيروا علينا»[5] .

وفي طبقات الكبرى لابن سعد أن النبي كان يخطب إلى جذع في المسجد قائما، فقال إن القيام قد شقّ عليّ، فقال تميم الداري: ألا أعمل لك منبرا كما رأيت يصنع في الشام؟.

تقول الرواية: فشاور المسلمين فرأوا أن يتخذوه[6] .

وينقل لنا التاريخ كيف كان رسول الله يأخذ بالآراء التي يطرحها بعض أصحابه عليه، ومن ذلك ما ينقل في واقعة بدر، حينما جاء رسول الله ومَن معه من المسلمين وعسكروا في منطقة عند بئر بدر، فجاء له من أصحابه الحُبَاب بن المنذر بن الجَموح، فقال له: «يا رسول الله أرأيتَ هذا المنزل، أمنزلاً أنزلكه الله ليس لنا أن نتقدّمه، ولا نتأخر عنه؟ أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟!» فقال : «بل هو الرأي والحرب والمكيدة» فقال الحباب: «يا رسول الله، فإنَّ هذا ليس بمنزل، فانهض بالناس حتى نأتي أدنى ماء القوم فنَنْزله». فقال رسول الله : «لقد أشرتَ بالرأي»، فنهض رسول الله ومن معه من الناس[7] .

وهكذا في قضية حفر الخندق في معركة الأحزاب، حينما حاصر الكفّار والمشركون واليهود المدينة، فجمع الرسول أصحابه وطلب منهم المشورة، فقام سلمان الفارسي وقال: «يا رسول الله إن القليل لا يقاوم الكثير في المطاولة»، فقال : «فما نصنع؟» فقال سلمان: «نحفر خندقًا يكون بيننا وبينهم حجابًا، فيمكنك منعهم في المطاولة، ولا يمكنهم أن يأتونا من كل وجه، فإنا كنّا معاشر العجم في بلاد فارس إذا دهمنا دهم من عدونا نحفر الخنادق فتكون الحرب في مواضع معروفة»، فأمر النبي أن يحفروا الخندق حول المدينة عملاً برأي سلمان [8] .

ويروى عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب من قصار كلماته أنه قال: «من استبدّ برأيه هلك، ومن شاور الرجال شاركها في عقولها»[9] .

وقد استشار الإمام الصادق مرة أحد أصحابه فقال له: أصلحك الله مثلي يشير على مثلك؟ قال نعم إذا استشرتك[10] .

وهذا أمر لا ينبغي للقيادات الدينية أن تغفله أو تتجاهله، وفي الجهة المقابلة على الجمهور أن يطرحوا رأيهم أمام هذه القيادات، ففي بعض الأحيان يكون لدى بعض الناس تهيُّب من طرح وجهة النظر التي قد يخالف فيها عالم الدين، ويكتفي بالتذمّر أو الحديث عنها في المجالس المغلقة، بينما المفترض أن تصل هذه الاقتراحات وآراء الناس للعلماء والمرجعيات الدينية، فهذه مسؤولية، علينا كجمهور أن بها كما أن على العلماء أن يقوموا بمسؤوليتهم.

والقيام بهذه المسؤولية له أثر على العالِم ومن ثمّ الشريحة الأوسع من الجمهور، فعندما يرى العالم أو الخطيب كثرة من الناس تعترض عليه أو تنتقده سيضطر لإعادة بحث الموضوع وتقييم مواقفه، وقد يقتنع بأن المسألة تحتاج إلى تصحيح أو مراجعة.

المحور الثاني: ضغوط الجمهور والموقف الشرعي

القيادة الدينية بين الجرأة والحذر

في بعض الأحيان تكون الجهة الدينية لديها رأي شرعي، أو موقف ترى فيه المصلحة الاجتماعية، ولكنّ غالبية الجمهور أو الشريحة الأوسع منهم ـ يعارضون هذا الرأي أو ذلك الموقف.

وفي هذه الحالة تتنوّع ردود أفعال القيادات الدينية، فالبعض منهم يكون لديه درجة عالية من الجرأة والإقدام، خصوصًا إذا كانت هذه القيادة تستند إلى الحجّة الشرعية المؤمِّنة، وتستند إلى ما يؤيِّد موقفها العام، فتصرّ على رأيها وموقفها.

وفي المقابل فإن بعض القيادات ترتأي التراجع والسكوت بسبب ما يتّخذه الجمهور من ردّة فعل، قد تكون في بعض الأحيان فيها من الشدّة ما يضطّر هذه القيادات أن تكون في حالة من التردّد في طرح الرأي والموقف.

وهذا يرتبط بثلاثة أسباب:

السبب الأول: مدى وضوح الرؤية عند الجهة الدينية

فإذا كانت الرؤية واضحة تكون عاملاً مساعدًا للإقدام والصمود عند القيادة الدينية، بينما إذا كانت الرؤية غير واضحة وفيها بعض التشويش فهذا يسبّب حالة من التردّد، وفي هذا الصدد يُروى عن الإمام الصادق قوله: «العالم بزمانه لا تهجم عليه اللوابس»[11] .

وهذا نص صريح في أن العالِم كلما كان على معرفة جيّدة بالوضع العام السياسي والاجتماعي من حوله بشِكْل أجلى تكون الرؤية أمامه أوضح.

أمّا إذا لم تكن لديه هذه المعرفة فإنها تهجم عليه اللوابس، فيتردّد ويتهيّب.

السبب الثاني: ضعف الشخصية وقوّتها

الناس يتفاوتون ـ حتّى على مستوى العلماء ـ في شخصيّاتهم، فهناك مَن يملك الشخصيّة القويّة والشجاعة، وهناك من لا يملك هذه القوّة.

والعلم والمعرفة لا تبدّل شخصية الإنسان بشِكل كامل.

فالقيادة التي تمتلك قوّة الجَنان تملك الجرأة في طرح رأيها وموقفها.

السبب الثالث: درجة الإخلاص والاستعداد للتضحية

وخاصّة إذا كانت التضحية تتعلّق بثقة الناس وبسمعة العالم عندهم، فهذا أمر صعب، فإذا كانت بعض المواقف تسبب للعالم خسارة مالية أو مادّية أو أذى جسميًّا قد يتحمّل، ولكن إذا كان من مضاعفات اتخاذ الموقف ما يمسّ سمعته فهذا أمر أصعب من تلك الخسائر المادّية، فالأصعب على الإنسان أن يُتّهم في سمعته أو دينه أو معتقده.

وفي هذا الصدد ينقل أن أحد الأنبياء حينما بعثه الله تعالى طلب منه أن يكفّ ألسنة الناس عنه. فأجابه الله تعالى: «هي خصلة لم أجعلها لنفسي، كيف أجعلها لك؟!».

من هنا يحتاج العالِم إلى درجة كبيرة من الإخلاص والتضحية فيما إذا استلزم الأمر أن يتّخذ موقفًا شرعيًّا لمصلحة الدين والمجتمع.

ومن أمثلة القيادات الدينية التي تحمّلت في سبيل مصلحة الأمّة الإمامُ الحسن المجتبى الذي كان يدخل عليه بعض أصحابه ويقول له: «السلام عليك يا مذلَّ المؤمنين»[12] ، وهذا أمر لم يكن بسيطًا على نفس الإمام، خصوصًا إذا كان يصدر عن خلّص أصحابه. ولكنّ الإمام كان يرى أن المصلحة فيما اتخذه من موقف، ومن أجل ذلك تحمّل عناء هذه الاتهامات.

دوافع الجمهور للضغط على القيادات:

ومن الجيّد الإشارة إلى الأسباب التي تدعو الجمهور إلى الضغط على قياداته الدينية، نذكر منها ثلاثة أسباب:

(1) الأعراف والتقاليد السائدة

في كل مجتمع هناك أعراف وتقاليد وآراء سائدة عند الناس، وعادةً ما يتمسّك الناس بها فترة من الزمن. فإذا ظهرت لهم الجهة الدينية برأي جديد خلاف عاداتهم وتقاليدهم وما هو سائد عندهم، ففي مثل هذه الحالات لا يكون القبول سهلاً عند الناس.

(2) الاستعجال في النتائج

بحيث تكون هناك مصالح عاجلة يلحظها الناس، بينما يرى العالم أن هناك مصلحة دينية أو اجتماعية مستقبلية أهمّ، ولكن لا يكون جميع الناس بالمستوى الذي يدركون فيه مثل هذه النظرة المتأنّية والبعيدة.

(3) تضارب المصالح بين مراكز القوى

إن وجود مراكز قوى دينية واجتماعية قد يكون عاملاً في إثارة الناس ضد بعض القيادات الدينية، بحيث تتخذ إحدى القيادات الدينية موقفًا أو رأيًا شرعيًّا، فيكون هناك علماء آخرون يخالفون هذه الجهة أو القيادة في هذا الموقف أو الرأي. والمخالفة في حدود النقاش والبحث العلمي لا بأس بها، بل هي مطلوبة، ولكن في بعض الأحيان لا تقف عند حدود المخالفة العلمية، بل تصل إلى حدّ التهييج وإثارة الناس على ذلك العالم أو صاحب الرأي الجديد، ويتوسّلون في ذلك بشائعات من قبيل الادعاء عليه بأنه يريد تبديل العقيدة أو الدين، أو أنه يخرج عن آراء العلماء، وفي هذه الأجواء يكون هناك ضغوط من الجمهور على صاحب هذا الرأي، ونجد لذلك أمثلة ونماذج كثيرة عند كل المذاهب الإسلامية، فنرى هذه الحالة قد حصلت لبعض مراجع التقليد عندنا، كما حصل للمرجع الأعلى في زمنه السيد محسن الحكيم (قده)، حيث كان الرأي السائد في عصره عند الفقهاء القول بنجاسة غير المسلمين على اختلاف أديانهم، بمن فيهم أهل الكتاب، وكان السيد الحكيم يفتي بهذا الرأي، وبالتالي لا يستطيع المسلم لمس غير المسلم برطوبة أو أن يشرب سؤره وما شابههما من أحكام.

ولكن السيد الحكيم جدّد النظر في المسألة فتوصّل إلى الرأي القائل بطهارة أهل الكتاب، فخالف بهذا الرأي ما كان سائدًا في ذلك الوقت، فقامت بعض الأطراف واستغلّت الموضوع للتهريج، فاتهموا السيد الحكيم باتهامات باطلة مما أثار ضجّة في النجف الأشرف عليه وما ذلك إلا بسبب هذا الرأي الفقهي.

وينقل العلاّمة الشيخ محمّد جواد مغنيّة (ره) في كتابه فقه الإمام الصادق أنه «عاصر ثلاثة مراجع كبار من أهل الفُتيا والتقليد... قد أفتوا جميعًا بالطهارة (طهارة أهل الكتاب)، وأسرّوا بذلك إلى من يثقون به، ولم يعلنوا خوفًا من المهوّشين»[13] .

ويقول الشيخ عفيف النابلسي في كتابه فقه أهل البيت[14] : وقد عاصرت ثلاثة مراجع كبار من أهل الفتيا والتقليد، الأول كان في النجف الأشرف وهو الشيخ محمد رضا آل ياسين، والثاني في قم وهو السيد صدر الدين الصدر، والثالث في لبنان وهو السيد محسن الأمين، وقد أفتوا جميعا بالطهارة – طهارة أهل الكتاب – وأسروا بذلك إلى من يثقون به خوفا من المهووسين.

وفي هذه النقطة ينقل الشهيد مرتضى المطهّري عن المرجع الأعلى في زمانه في إيران السيد البروجردي (قده) أنه كان يقول بأن «التقية من أصحابنا أهم وأعلى» من التقية تجاه من يخالفنا[15] .

وينقل أيضا في نفس المصدر القصّة التالية، يقول (ره): «لقد ارتأى المرحوم آية الله الشيخ عبد الكريم الحائري اليزدي ـ أعلى الله مقامه ـ، مؤسس الحوزة العلمية في قم، أن يطلب من عدد من الطلبة تعلّم اللغات الأجنبية وبعض العلوم كمقدّمات، لكي يستطيعوا عرض الإسلام على الطبقات المثقفة الجديدة، وفي البلدان الأجنبية، ولكن ما إن انتشر هذا الخبر حتّى جاءت جماعات من العامّة وأشباه العامّة من طهران إلى قم، وقالوا: إن هذه الأموال التي يدفعها الناس باسم سهم الإمام لا يقصد بها أن تصرف لتعلّم الطلبة لغة الكفّار، وإنهم سوف يفعلون كذا وكذا إذا نفذ [الشيخ الحائري] الاقتراح. فلمّا رأى المرحوم أن ذلك سيكون سببًا لانهيار الحوزة العلمية من أساسها ألغى فكرته مؤقّتًا»[16] .

وتنقل لنا الأحداث ما أثير ضدّ السيد محسن الأمين العاملي حينما طرح رأيه حول تنزيه الشعائر الحسينية، حيث ثارت عليه ضجّة وصلت إلى حدّ تكفيره في بعض الأحيان، لدرجة أنه كان يريد التوجّه بعدها إلى زيارة النجف الأشرف فجاءته الرسائل بأن لا يأتي لأن هناك من يتهدّده بالإهانة وربما القتل.

وهذا ليس حِكْرًا على مذهب دون آخر، فهذا الشيخ محمد أبو زهرة (ره) ـ من علماء الأزهر وله كتب وآراء ناضجة ـ قال في أحد المؤتمرات كما نقل عنه الشيخ يوسف القرضاوي: (أنه عنده رأي كتمه عشرين عاماً ويريد أن يبوح به الآن)، وأضاف الشيخ القرضاوي (إنني كتمت بعض الفتاوى لسنين طويلة خشية أن يهاجمني المهاجمون ثم بدأت أفصح عن هذه الفتاوى وأنشرها)[17] .

وكذلك رئيس مجلس الشورى في المملكة الشيخ صالح بن حميد قال في حفل تكريم والده الشيخ عبدالله بن حميد الذي أقيم في جامعة أم القرى بمكّة المكرّمة ـ حسب ما نقلت ذلك جريدة المدينة في عددها الصادر في 30/ 10/ 1426 هـ في محلق الرسالة: (أن والده تمكن في السبعينيات من كسب معركة بناء الجامع الكبير في بريدة بالأسمنت المسلح، بعد أن لقي معارضة شديدة من أهالي المدينة، الذين اعترضوا بشدة، وطالبوه بأن يكون البناء بالطين وسعف النخيل على ما درج عليه أجدادهم معتبرين ذلك معركة حياة أو موت).

لذلك من الضروري أن تمتلك القيادات الدينية البصيرة والشجاعة، والتحلّي بدرجة عالية من الإخلاص، والاستعداد للتضحية، إذا كان ما تسعى إليه هذه القيادات من الأمور المهمّة، فتقدم على اتخاذ الموقف، وتبيّن الرأي الشرعي وتذيعه، دون مراعاة هذه الحساسية الجماهيرية المنفعلة.

نماذج من القيادات الدينية الواعية

وهذا النوع من القيادات لا نعدمها في تاريخنا المعاصر، فإننا نجد في هذا العصر روّادًا طرحوا آراءهم التجديدية في الفكر والفقه الإسلاميين، وأسّسوا المشاريع الإسلامية الرائدة، فنجد في العراق ـ كمثال ـ الشهيد السيد محمد باقر الصدر الذي طرح مشروعًا فكريًّا جديدًا في الاقتصاد الإسلامي وفي الفلسفة الإسلامية، وأسس حركة إسلامية واعية في العراق، وقد واجه من أجل ذلك ضغوطًا كثيرة يذكرها من كتب عنه من تلامذته ومن درسوا الحالة العراقية في وقته.

وفي لبنان نجد الإمام موسى الصدر والشيخ محمد جواد مغنية والشيخ محمد مهدي شمس الدين وغيرهم من علماء الدين الذين أسّسوا وساهموا في نشر الوعي الإسلامي الوطني في لبنان، وقد واجه جميع هؤلاء مشاكل وافتراءات وضغوطًا، ولكنّهم تحمّلوا مسؤولياتهم وأدّوا ما عليهم من أدوار.

ولا ننسى أن في منطقتنا ـ والحمد لله ـ بعض العلماء الروّاد في طروحاتهم الفكرية والعلمية، وفي هذا المجال يجدر بنا أن نشيد بشخصيّة العلاّمة الدكتور الشيخ عبد الهادي الفضلي ـ منَّ الله عليه بالصحّة والعافية ـ.

هذا العالم الذي يمكن اعتباره ـ وبدون مبالغة ـ أبرز كفاءة علمية في منطقتنا في هذا العصر، إذ لا يصحّ أن نبخسه حقّه في هذا الجانب، يقول تعالى: ﴿وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ[18] ، فنحن ـ وللأسف ـ قد نكون جريئين في الإشادة بشخصيات من خارج المنطقة، أو الإشادة بشخصياتنا بعد رحيلها، وهذه الحالة ليست من سمات المجتمعات الحيّة المنصفة، فالشيخ الفضلي كفاءة علمية عظيمة ينبغي الإشادة بها، فهو فقيه، وكتاباته وآراء العلماء تدلُّ على مكانته الفقهية والعلمية.

كما أنّه شخصية أكاديمية، فبالإضافة إلى دراساته الحوزوية في النجف الأشرف وحضوره البحث الخارج على أيدي كبار الفقهاء والمراجع هناك، واصل دراساته الأكاديمية، فنال درجة البكالوريوس من كلية الفقه في النجف، ودرجة الماجستير من جامعة بغداد، والدكتوراه من جامعة القاهرة. فهو أكاديمي حوزوي.

يضاف إلى درجته العلمية نتاجه الفكري والثقافي، فله مجموعة كبيرة من الكتب والمؤلَّفات تصل إلى أكثر من 60 كتابًا في مختلف المجالات، من أبرزها دروس في فقه الإمامية في أربعة مجلّدات. وبعض كتبه تدرَّس في الحوزات العلمية من قبل أكثر من ثلاثين سنة.

وفي مجال النشاط الحركي كان من المؤسسين للحركة الإسلامية في العراق، وكان عضوًا في جمعية منتدى النشر، وعضوًا في جماعة العلماء، وفي رابطة النشر، وكان عضوًا في هيئة تحرير مجلّة الأضواء وهيئة تحرير مجلّة النجف، وغيرها من الأنشطة الثقافية.

وابتداءً من سنة 1391 هـ جاء إلى مدينة جدّة وأصبح أستاذًا في جامعة الملك عبد العزيز في جدّة، وهو من أسس قسم اللغة العربية فيها، كما كان عضوًا مؤسِّسًا ودائمًا في لجنة المخطوطات في مكتبتها المركزية[19] .

هذا بالإضافة إلى أخلاقه وانفتاحه على الجميع، وإشادته الدائمة بالطاقات المحلّية، فلم يذهب له مؤلِّف أو باحث يطلب منه التقديم لكتابه إلا واستجاب لطلبه مهما كانت قيمة الكتاب.

وهكذا شخصية لها واجب علينا، فلا أقل من أن نرفع أيدينا بالدعاء له بالشفاء والعافية، حيث أصيب مؤخّرًا بجلطة دماغية، تجاوز معظم آثارها، وهو يخضع حاليًّا للعلاج في مدينة الأمير سلطان الطبية في الرياض.

المحور الثالث: نماذج من سيرة الرسول وأهل بيته

نحن نجد في سيرة الرسول بعض المواقف التي كان يتّخذ فيها موقفًا يتعارض مع رأي الصحابة، وذلك حينما تكون هناك مصلحة واضحة قد لا يلتفت عموم الصحابة إليها. ومن أبرز تلك المواقف ما حصل عند توقيع صلح الحديبية بين المسلمين وكفّار قريش في السنة السادسة للهجرة، حيث اعترض عدد كبير من الصحابة، وكان من أبرزهم الخليفة الثاني عمر بن الخطّاب، حيث جاء وهو غاضب، وقال: «يا رسول الله، أولسنا مسلمين؟!».

فأجابه : «بلى».

فقال: «أوليسوا مشركين؟!».

قال : «بلى».

فقال عمر: «فعلامَ نعطي الدنية في ديننا؟!».

فقال النبي : «أنا عبد الله ورسوله، لن أخالف أمرَه، ولن يضيّعني»[20] .

وقد كان من شروط الصلح التي أثارت بعض الصحابة ما كان فيها من إلزام للرسول بأن يرجع إلى قريش كل من يهاجر مسلماً دون رضا أهله.

وبينما كان رسول الله يكتب بنود الصلح هو «وسهيل بن عمرو [عن قريش]، إذ جاء أبو الجندل بن سهيل بن عمر يرسف في الحديد، قد انفلتَ إلى رسول الله ، وقد كان أصحاب رسول الله خرجوا وهم لا يشكُّون في الفتح لرؤيا رآها رسول الله ، فلمّا رأوا من الصلح والرجوع وما تحمّل رسول الله في نفسه دخل على الناس من ذلك أمر عظيم، حتى كادوا يهلكون؛ فلمّا رأى سهيل [ابنه] أبا جندل قام إليه فضرب وجهه، وأخذ بتلبيبه، ثم قال: يا محمد، قد لجّت القضية[21]  بيني وبينك قبل أن يأتيك هذا، قال : صدقتَ، فجعل ينتره[22]  بتلبيبه ويجرّه ليردّه إلى قريش، وجعل أبو الجندل يصرخ بأعلى صوته: يا معشر المسلمين، أأردُّ إلى المشركين يفتنونني في ديني؟ فزاد ذلك الناس إلى ما بهم، فقال رسول الله : يا أبا جندل، اصبر واحتسب، فإن الله جاعل لك ولمن معك من المستضعفين فرجًا ومخرجًا، إنا قد عقدنا بيننا وبين القوم صلحًا وأعطيناهم على ذلك، وأعطونا عهد الله، وإنا لا نغدر بهم»[23] .

ونجد مثالاً آخر في سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب حينما آلت إليه الخلافة، حيث واجه ضغوطًا من قبل من حوله وأصحابه حول قضايا كثيرة، من أبرزها تثبيت معاوية على ولاية الشام، فقد قال المغيرة بن شعبة لعلي : اقرر معاوية وابن عامر وعمال عثمان على أعمالهم حتى تأتيك بيعتهم ويسكن الناس، ثم اعزل من شئت، فأجابه علي وقال: «والله لا أداهن في ديني، ولا أعطي في الدنية أمري». وقال المغيرة لعلي: فإن كنت أبيت عليّ فانزع من شئت واترك معاوية، فإنه في معاوية جرأة، وهو في أهل الشام يستمع منه، ولك حجة في اثباته، كان عمر بن الخطاب قد ولاه الشام. فقال له: «لا والله، لا استعمل معاوية يومين»[24] .

وكذلك في مسألة المفاضلة في العطاء، فكان المسلمون معتادين قبل خلافة الإمام علي على المفاضلة في العطاء حسب الدرجات والمستويات، وفي هذا السياق يروى أنه جاءت امرأتان فأعطاهما على حد سواء، فلما ولتا سفرت أحداهما وقالت: يا أمير المؤمنين فضلني الله بما فضلك الله به وشرفك! قال: «وبما فضلني الله وشرفني؟» قالت: برسول الله قال: «صدقت. وما أنت؟» قالت: أنا امرأة من العرب، وهذه من الموالي. قال: فتناول شيئاً من الأرض، ثم قال: «قد قرأت ما بين اللوحين، فما رأيت لولد اسماعيل على ولد اسحاق فضلاً ولا جناح بعوضة»[25] .

وقد واجه الإمام علي ضغوطًا كبيرة ليسير بنفس السيرة السابقة في مسألة المفاضلة في العطاء، فقال لهم : «أتأمرونني أن أطلب النصر بالجور فيمن وليت عليه، والله لا أطور به ما سمر سمير أو أمَّ نجم في السماء نجمًا»[26] .

ونجد ذلك في حياة الإمام الحسن في صلحه مع معاوية.

وفي موقف الإمام الصادق أواخر الدولة الأموية، حينما بدأ العباسيون يتحرّكون تحت شعار «الرضا من آل محمّد»، حيث كانت ثورتهم باسم أهل البيت ، ما جعل الكثيرين يطلبون من الإمام الصادق التصدّي وتبنّي الثورة، وكان من أبرزهم أبو مسلم الخراساني، ولكن الإمام الصادق كان يرفض ويقول: «ما أنتَ من رجالي، ولا الزمان زماني»[27] ، فكان تشخيصه للوضع أنه ليس الوضع والوقت المناسب.

وقد سبب له موقفه هذا بعض ردّات الفعل، خصوصًا من أتباع الزيدية، إذ جاءه احد أصحابه وقال له: يا ابن رسول الله، إن الزيديّة يقولون ليس بيننا وبين جعفر [بن محمّد] خلاف إلا أنه لا يرى الجهاد، فأجابه الإمام : «أنا لا أراه؟!، بلى ـ والله ـ لأراه، ولكنّي أكره أن أدع علمي إلى جهلهم»[28] .

ولذلك على القيادة الدينية أن تكون بهذا الوعي وقراءة المواقف، فإذا كان الموقف يتطلّب الإقدام تقدم وإذا كان يتطلّب المهادنة والمداراة تهادن دون عناية كبيرة بآراء ومعارضة الجمهور التي قد تكون في كثير من الأحيان نتيجة العاطفة والتعجّل في اتخاذ الموقف.

وهذا ما نراه في سيرة ونهج الإمام الحسين عندما أتته الرسائل بعد استشهاد أخيه الإمام الحسن للثورة على معاوية، ولكنّه رفض الاستجابة لهذه الرسائل.

كما أنّه عندما أعلن معارضته لخلافة يزيد جاءه من الصحابة ومن كبار المسلمين من ينهاه عن المسير في هذا الاتجاه، ولكنّه كان يجيبهم بقوله: «شاء الله أن يراني قتيلاً».

 

[1]  سورة الأحزاب آية: 39.
[2]  سورة آل عمران آية: 159.
[3]  الإمام الشافعي: محمّد بن إدريس، كتاب الأم، باب المشاورة، ص 100.
[4]  المقريزي: أحمد بن علي، إمتاع الأسماع بما للرسول من الأبناء والأموال والحفدة والمتاع، باب مشاورته لأصحابه، ج2، ص 779.
[5]  الميزان للطباطبائي ج9 ص25، الدر ا لمنثور للسيوطي ج3 ص166 تفسير قوله تعالى: ﴿وإذ يعدكم الله... سورة الأنفال آية7.
[6]  ج1 ص250.
[7]  السيرة النبوية لابن هشام، تحقيق: مصطفى السقا وإبراهيم الأبياري وعبد الحفيظ شلبي، مج 1، ص 620.
[8]  المجلسي: محمّد باقر، بحار الأنوار، مج 20، الباب 17: غزوة الأحزاب وبني قريظة، ص 186.
[9]  نهج البلاغة للإمام علي بن أبي طالب، ج4، الكلمة 161، ص 38.
[10]  الحر العاملي: وسائل الشيعة ج12 ص44 ح15601.
[11]  الكليني: محمد بن يعقوب، الكافي، باب العقل والجهل، ج1، الحديث 29، ص 10.
[12]  الحرّاني: أبو محمد الحسن بن علي بن الحسين بن شعبة، تحف العقول عن آل الرسول ، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، ط 6، 1417 هـ، ص 224.
[13]  مغنية: محمّد جواد، فقه الإمام الصادق عرض واستدلال، مؤسسة أنصاريان للطباعة والنشر ـ قم، ط 4، 1424 هـ ـ 2003 م، ج1، ص 32.
[14]  ج1 ص34، ط1، 1427هـ،دار الهادي – بيروت.
[15]  المطهّري: الشيخ مرتضى، المشكلة الأساس مع جماعة علماء الدين، ضمن سلسلة محاضرات في الدين والاجتماع (3)، دار التعارف للمطبوعات ودار الرسول الأكرم، بيروت، ص 64.
[16]  م. س، ص 65.
[17]  جريدة الشرق الأوسط، 30/1/2001م.
[18]  سورة الأعراف آية: 85.
[19]  انظر في ترجمته: أعلام هجر للسيد هاشم الشخص.
[20]  السيرة النبوية لابن هشام، مج 2، ص 317.
[21]  لجت القضية: تمت.
[22]  ينتره: يجذبه جذبًا شديدًا.
[23]  م. س، ص 318.
[24]  ابن الأثير: الكامل في التاريخ، ج3، ص86-87.
[25]  الريشهري: محمد، موسوعة الإمام علي، ج4، ص194.
[26]  تهج البلاغة للإمام علي بن أبي طالب ، ج2، من كلام له في التسوية في العطاء رقم 126، ص 6.
[27]  القندوزي: سليمان بن خوجة بن إبراهيم، ينابيع المودة لذوي القربى، الباب الخامس والستون في إيراد في كتاب فصل الخطاب، ج3، ص 137.
[28]  الكليني: محمد بن يعقوب، الكافي، ج5، باب من يجب عليه الجهاد ومن لا يجب، ص 13.