الشيخ الصفار يشارك في منتدى الخليج الأول للتسامح

مكتب الشيخ حسن الصفار

شارك سماحة الشيخ حسن الصفار في منتدى الخليج الأول للتسامح الذي أقيم في قاعة النخلة بأرض المعارض في مملكة البحرين مساء يوم السبت 3 رمضان 1428هـ الموافق 15 سبتمبر 2007م، من قبل منظمة الشرطان الثقافية التي يرأسها الدكتور منصور العريض.

وكان حديث سماحته تحت عنوان «التسامح الديني منابعه وتجلياته» والذي اشتمل على المحاور والنقاط التالية:

أولاً: مدخل البحث:

لم يعد التسامح الديني مجرد قيمة أخلاقية، بل هو ضرورة حياة، فقد تداخلت المصالح وتشابكت العلاقات بين أبناء البشر في عصر العولمة، ولا بديل عن التسامح إلا النزاع والاحتراب.

حين يُفقد التسامح الديني فإن المواجهة لن تكون على الحدود بين الأديان فقط، بل ستتفجر الصراعات داخل الأديان نفسها، فالتعصب الديني تضيق دائرته لتشمل تنوع المذاهب داخل الدين الواحد، ثم تعدد المدارس في المذهب الواحد.

ثانياً: منابع التسامح:

1/ الإيمان بكرامة الإنسان (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ)، هذه الكرامة الناتجة من إنسانيته قبل أي صفة إضافية، حيث ميّزه الله في خلقته على سائر الكائنات، وجعله سيد الكون والحياة.

2/ الإيمان بحرية الفكر والاختيار، فقد وهب الله تعالى للإنسان عقلاً يفكر به، ومنحه إرادة يختار بموجبها طريقه، فلا يستطيع أحد أن يفرض على عقل ما يرفضه، ولا يحق لأحد أن يسلب الآخر إرادته، وأن الله تعالى لم يفرض الإيمان به على الناس، ولم يأذن لأنبيائه بمصادرة حقهم في الاختيار، ﴿لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ﴾.

3/ ضرورة التعايش، فالحياة ساحة مشتركة، ولا يستطيع أحد أن يلغي الآخر، والتسامح هو أرضية التعايش بين الناس، لتنتظم حياتهم، ويديروا مصالحهم وشئونهم في أوطانهم وعلى المستوى العالمي بأمن وسلام.

ثالثاً: مظاهر التسامح وتجلياته:

التسامح الديني لا يعني تنازل احد عن شيء من التزاماته الدينية، وإنما يتجلى في المظاهر التالية:

1/ الاعتراف بوجود الآخر، فالتنوع الديني والمذهبي واقع قائم، وكل منتم إلى دين يرى أحقية دينه، فلا بد وأن يكون هناك اعتراف متبادل ﴿لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ.

2/ الاحترام المتبادل للالتزامات الدينية لكل طرف، فيمارس الجميع حرياتهم الدينية وشعائرهم العبادية، والتزاماتهم بالأحكام الدينية لشرائعهم، بغض النظر عن حجم كل طرف أقلية كانت أم أكثرية.

3/ حاكمية العدل وسيادة القانون، ومراعاة حقوق الإنسان وحقوق المواطنة، حيث لا يسوّغ الاختلاف الديني أي نوع من أنواع التمييز، ولا يبرر الإساءة والعدوان . ذلك ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ.

(والنَاسُ صِنْفَانِ إِمَّا أَخٌ لَكَ فِي الدِّينِ وإِمَّا نَظِيرٌ لَكَ فِي الْخَلْقِ) كما يقول الإمام علي.

4/ التعاون في المصالح المشتركة، على المستوى الوطني والعالمي، بدعم جهود التنمية البشرية، وتعزيز الأمن والسلام، وحماية البيئة، وخدمة التقدم العلمي.

5/ الحوار في قضايا الاختلاف الديني بمنهجية سليمة قائمة على الموضوعية والمنطق، للتعارف المباشر ولاستكشاف مساحات الاتفاق وموارد الاختلاف، ولإثراء المعرفة.

 في مواجهة قوى التطرف التي تنشط عالمياً لافتعال صدام الحضارات، ولإحداث صراع إسلامي مسيحي، تستثمره قوى سياسية مصلحية في الغرب والشرق، لا بد أن يتحرك علماء الدين والمفكرون ومؤسسات المجتمع المدني في الجانبين، لطرح ثقافة التسامح الديني، وللعمل على إصدار ميثاق معاصر، يؤكد قيم التعايش والتواصل والحوار بين أتباع الأديان عموماً، وبين الإسلام والمسيحية على وجه الخصوص.

كما تحدث في المنتدى الدكتور الشيخ محمد بن صالح الدحيم القاضي سابقاً في محكمة منطقة الليث بمكة المكرمة، وكان حديثه تحت عنوان: «التسامح الإسلامي كيف يسهم في تحقيق الوسطية والتعايش».

وأدار الندوة سماحة السيد كامل الهاشمي والذي افتتح الندوة بكلمة تحت عنوان «التسامح الإنساني الثقافة الغائبة».

وقد حضر الندوة عدد من العلماء وأساتذة الجامعات والمثقفين وجمع من المواطنين، وقد أتيحت الفرصة للمداخلات وتقديم الأسئلة من قبل الجمهور. وحظيت الندوة تغطية إعلامية من تلفزيون البحرين والصحافة ومواقع الانترنت.

ما جاء في صحيفة الوسط (العدد 1837، الاثنين 17 سبتمبر 2007 الموافق  5 رمضان 1428 هـ):

«الشرطان الثقافية» توقع مذكرة تفاهم لتعزيز الحوار

وقعت لجنة الشرطان الثقافية مذكرة تفاهم لتعزيز الحوار والتفاهم والاعتدال. وذلك على هامش انطلاق فعاليات منتدى الخليج الأول للتسامح أمس الأول في مركز البحرين الدولي للمعارض بمشاركة الشيخ حسن الصفار والمستشار محمد صالح الدحيم.

وأدار الحوار السيد كامل الهاشمي، الذي ألقى كلمة افتتاحية بعنوان «التسامح الإنساني... الثقافة الغائبة» قال فيها: «إن إطلاق منتدى للتسامح شيء جميل، ولكن لا يمكن أن يفعّل التسامح إلا من خلال أرضية يُهيأ لها، وإن المشترك بين المذاهب والحضارات والأديان هو الإنسان، ولم يكن إنساناً إلا لأنه يأنس لإخوانه من بني جنسه، ولأن التسامح هو القيمة الأصل التي تجري في عروقه ودمائه، فإنها شرط لازم لبقاء واستمرار الجنس البشري».

وقدم المستشار محمد صالح الدحيم من المملكة العربية السعودية ورقة بعنوان «التسامح الإسلامي... كيف يسهم في تحقيق الوسطية والتعايش»، وأوضح فيها أن التسامح لا يهم جماعة أو فكراً معيناً، ولكنه يهم أمة واعية الرؤية والأهداف، وهذا الحديث في الجوهر يقره الدين والعقل والواقع. وقال الدحيم: «هذا الموضوع يأتي في ظروف صعبة، بعضها ضعفناها نحن بجهلنا وأخرى نحن ضحاياها، والتسامح إذا لم يكن خلقاً من أخلاقنا جميعاً فأعتقد أننا لن نصل إلى نتيجة من وراء طرحه». وأضاف «من أبرز تلك الظروف التي نعانيها هو انتشار أفكار ومفاهيم تعزز فكر الصراع وتجعله ثقافة ضرورية، وخصوصاً بعد حوادث الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول وانتشار الأفكار المغلوطة عن الإسلام والمسلمين وظهور الحروب الثقافية التي تنشر عبر وسائل الإعلام المختلفة وكلها غير متكاملة في موازين القوى والمصالح، ومن المعلوم أنه عندما تستشري ثقافة الصدام فإنها تحد بشكل كبير من الحوار والتسامح وتبعث على الفرقة».

وأشار إلى أن التسامح الإسلامي ما لم يعزز بتسامح اجتماعي واقتصادي وسياسي فإنه سيظل في إطار نظري ولابد من التناغم بين هذه كلها. من جهته أكد الشيخ حسن الصفار أننا بحاجة إلى تبني الأفكار الإنسانية والقيمة العامة المشتركة، فمجتمعاتنا الإسلامية مقصرة في تبني تلك القيم المشتركة. وقال: «نحن أمة تتحمل مسئولية الشهادة على الناس «لتكونوا شهداء على الناس» وقد سبقنا الآخرون في إنشاء مؤسسات تتبنى هموماً مشتركة تهم كل الناس على اختلاف مذاهبهم ودياناتهم، فحينما ينشئون منظمات لحقوق الإنسان فإنها تشمل جميع الناس بلا استثناء، وحينما يقرون منظمات لنشر السلم والسلام العالمي فإنهم يتبنون فكرة تشمل بظلالها كل أبناء البشر... ولكن واقعنا نحن المسلمين مازال متخلفاً على هذا الصعيد».

واختتم حديثه قائلاً: «لعل عالمنا العربي والإسلامي بحاجة ماسة اليوم إلى إعادة النظر والاعتبار لمفهوم التسامح من دون النظر إليه باعتباره أحد إفرازات الحداثة الغربية الوافدة ومن دون الدخول في سجال وجدل بشأن وجود المفهوم في التراث والممارسة الإسلامية على اعتباره غير مفكر فيه في الثقافة الإسلامية».

ما جاء في جريدة الوطن (الاثنين 17 سبتمبر 2007 - العدد 645):

الدحيم: أتباع محمد؟ سُنة وشيعة هم من يمثل الإسلام

أكد المستشار والمفكر السعودي‮ ‬الشيخ محمد الدحيم أن التسامح الإسلامي‮ ‬يعد أهم الموضوعات في‮ ‬حياتنا،‮ ‬لافتاً‮ ‬إلى أن التسامح لا‮ ‬يعني‮ ‬فرداً‮ ‬دون آخر أو جماعة دون أخرى أو حتى دولة بعينها،‮ ‬بل‮ ‬يعني‮ ‬هذه الأمة الواحدة التي‮ ‬قدر لها أن تكون حاملة اللواء الإسلامي‮. ‬وقال إن الحديث عن التسامح هو حديث في‮ ‬الجوهر‮ ‬يفرضه الدين والعقل والواقع‮.

وأضاف الدحيم خلال حديثه في‮ ‬المنتدى الخليجي‮ ‬الأول للتسامح الذي‮ ‬نظمته جمعية الشرطان الثقافية في‮ ‬قاعة أرض المعارض مساء السبت الماضي،‮ ‬أن‮  ‬هناك ظروفاً‮ ‬صعبة تمر على الأمة اليوم،‮ ‬بعضها صنعناه من جهلنا وتراجعنا وعدم أخذنا بالأسباب،‮ ‬والأخرى نحن ضحاياها،‮ ‬وبالتالي‮ ‬هي‮ ‬كلها تحتم علينا التجرد حين نتحدث عن مثل هذا الموضوع‮.

وتابع‮: ''‬نعاني‮ ‬من انتشار أفكار ومفاهيم تحتّم الصراع،‮ ‬وكأن الصراع والصدام حتمي،‮ ‬ومن‮ ‬يروجون لهذه الأفكار هم ذاتهم الذين‮ ‬يقتلون التسامح،‮ ‬وهذه المسألة برزت خصوصاً‮ ‬بعد حوادث الحادي‮ ‬عشر من سبتمبر‮ (‬أيلول‮) ‬حيث كثرت الحروب الثقافية والسياسية‮ ‬غير المتكافئة،‮ ‬وبالتالي‮ ‬فإن كل هذه الأمور تحد من مساحة الحوار والمثاقفة والتسامح،‮ ‬باعتبار أن الآخر،‮ ‬أياً‮ ‬كان،‮ ‬مصارع،‮ ‬وهكذا نختنق في‮ ‬مثل هذه الثنائية وتضيق المساحة بتصور فكرة الصدام والدفاع بين الطرفين‮''.‬

وأضاف‮: ''‬هناك من‮ ‬يعتقد بأن المتطرف والإرهابي‮ ‬والمتشدد هو الذي‮ ‬يمثل الإسلام،‮ ‬وهذه فكرة‮ ‬يجب كشفها،‮ ‬فهم لا‮ ‬يمثلون الإسلام والذين‮ ‬يمثلون الإسلام الحقيقي‮ ‬والتسامح هم أصحاب محمد ومن اتبعهم،‮ ‬سنة كانوا أم شيعة‮. ‬ومن الأمور التي‮ ‬تخنق التسامح،‮ ‬العجز الثقافي‮ ‬الذي‮ ‬تعاني‮ ‬منه مناهجنا التعليمية،‮ ‬وكذلك التكونات الاجتماعية‮ ‬غير الصحيحة التي‮ ‬تصور المذهب والأديان بطريقة‮ ‬غير سليمة،‮ ‬وبعضها‮ ‬يكون بطريقة‮ ‬غير بريئة بصنع ظروف سياسية معينة في‮ ‬وقت معين،‮ ‬ما أفرز أفكاراً‮ ‬تحولت إلى سلوك‮''.‬

وأشار الدحيم إلى محاولات التآلف بين الأديان والمذاهب فقال‮: ''‬أكثر هذه المحاولات فردية وبعضها لم‮ ‬يجد صدى،‮ ‬لكن هناك بشارات كثيرة تدعونا إلى التفاؤل،‮ ‬فالرسالة الإسلامية تمتاز بميزتين،‮ ‬أولهما أنها خاتمة الرسالات،‮ ‬والثانية أنها عالمية وخالدة،‮ ‬وبالتالي‮ ‬نحن نتحمل المسئولية الكبرى التي‮ ‬يجب أن نتحرك عليها من خلال التسامح،‮ ‬وغيابه‮ ‬يؤدي‮ ‬إلى العنف والتعصب والتجريم،‮ ‬وهذا ضد الذي‮ ‬أُمرنا به‮''.

وأضاف‮: ''‬القرآن الكريم‮ ‬يعبر عن التسامح بمفهومين،‮ ‬أولهما التعارف في‮ ‬قوله‮ ﴿‬إنا جعلناكم شعوباً‮ ‬وقبائل لتعارفوا‬،‮ ‬والثاني‮ ‬التآلف في‮ ‬الآية الكريمة‮ ﴿‬لو أنفقت ما في‮ ‬الأرض جميعاً‮ ‬ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بين قلوبهم.

‬التسامح‮ ‬يرتبط بالنوايا والاحترام والقبول والتعددية والاعتراف بالثقافات وتدعيم المعرفة،‮ ‬وبالتالي‮ ‬هو تناسق مع الاختلاف وهو مطلب سياسي‮ ‬وحقوقي‮ ‬وليس أخلاقياً‮ ‬فقط،‮ ‬وبه تجعل السلام حقيقياً‮ ‬لا خيالاً‮''.‬

وزاد الدحيم‮: ''‬يجب أن‮ ‬يكون التسامح الأصل في‮ ‬الإسلام،‮ ‬ليس لأننا مسلمون فقط،‮ ‬بل لأن الحديث عنه‮ ‬يتحتم التعامل مع الإنسان الذي‮ ‬وصفه القرآن بأربعة أوصاف،‮ ‬الضعف والعجل والنسيان والخطأ،‮ ‬وهي‮ ‬المكونات الأساس للطبيعة الإنسانية،‮ ‬فهي‮ (‬أي‮ ‬الصفات) ‬تُوجد حالة لا‮ ‬يعلو عليها إلا التسامح والحب،‮ ‬وفي‮ ‬الوقت ذاته فإن الإنسان مدني‮ ‬بطبعه‮ ‬يحب أن‮ ‬يتعايش ويتداخل مع الآخرين،‮ ‬وكل هذه الأمور عندما تتفاعل من صفات أربع وحب التعايش مع الآخرين تحتاج ليتم ضبطها آليةَ‮ ‬التسامح‮. ‬ولذلك فإن الشرائع كلها تأتي‮ ‬مكملة للفطرة الإنسانية وتحديد دوائر العلاقة الثلاث،‮ ‬الكون والإنسان والحياة،‮ ‬التي‮ ‬يجب أن تتناغم،‮ ‬وهو التكوين الصحيح،‮ ‬فليس من بنية الإنسان التشدد والتعنت‮''.‬

الحرية الدينية‮

وتطرق الدحيم إلى الحرية الدينية بقوله‮: ''‬القرآن الكريم تحدث في‮ ‬100‮ ‬موضع عن حرية اختيار الدين،‮ ‬ويجب أن‮ ‬يكون هناك اقتداء في‮ ‬تطبيق النصوص،‮ ‬ولكن أزمتنا ليست في‮ ‬النصوص بل في‮ ‬طريقة تحويل النصوص إلى إيمان‮ ‬يغذيه وينقله إلى الأفضل،‮ ‬أي‮ ‬بمعنى آخر تحويل الفكر إلى سلوك‮. ‬كما تكمن أزمتنا في‮ ‬عجزنا في‮ ‬طريقة فهمنا للنصوص،‮ ‬فلدينا إعاقة ذهنية إذ طالما فسّقنا وكفّرنا الآخر بسبب فهم مجرد من نص‮''‬،‮ ‬مشيراً‮ ‬إلى نماذج من التعامل مع الآخر في‮ ‬القرآن الكريم الذي‮ ‬يؤكد أن جميع الخلق من نفس واحدة،‮ ‬ثم‮ ‬يبين أن هذه النفس تكونت منها الشعوب والقبائل،‮ ‬فعندما‮ ‬يتسامح الإنسان مع الآخر إنما‮ ‬يتسامح ويتعارف مع نفسه‮. ‬وقال‮: ''‬فأنا أنت عندما أكون أنت أنا‮.. ‬والحرية والحوار مكفول في‮ ‬القرآن،‮ ‬فالله‮ ‬يذكر فيه‮ ﴿‬يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله‬،‮ ‬وهذا معنى راقٍ‮ ‬في‮ ‬التسامح وهو الاعتلاء على المختلف فيه إلى المتفق فيه،‮ ‬وهذا‮ ‬يعني‮ ‬أيضاً‮ ‬النظر إلى أهداف ومقاصد وغايات بدون التشدد‮''.‬

ونوه الدحيم إلى سيرة النبي‮ ‬المصطفى‮ (‬ص‮) ‬فقال‮: ''‬في‮ ‬حياته معانٍ‮ ‬للتسامح والرحمة،‮ ‬ويجب علينا أن نعيد فهمنا للسيرة ولا نقرأها بعقلية المؤامرة بل بعقلية الهداية،‮ ‬وبالتالي‮ ‬علينا أن نفهم ظاهرة التشدد الإسلامي‮ ‬وهو في‮ ‬الواقع تشدد طائفي‮ ‬ومذهبي،‮ ‬ونعرف بالضرورة ظروفها ونشأتها في‮ ‬مصطلح الإسلام السياسي‮ ‬حيث ركّب الإسلاميون فكرة الإسلام السياسي‮ ‬دون فهم،‮ ‬فهي‮ ‬وسيلة لا‮ ‬غاية،‮ ‬ونحن هداة والرسالة الإسلامية وجدت هداية للناس ورحمة‮''.‬

التكوين الفقهي‮ ‬المغلوط

وواصل الدحيم حديثه في‮ ‬المنتدى الخليجي‮ ‬الأول للتسامح‮: ''‬على ذلك‮ ‬يجب أن نفهم عدداً‮ ‬من الأمور،‮ ‬أولاً‮ ‬ألا نعمد إلى الاجترار التاريخي‮ ‬للحوادث والانقسامات والمذاهب،‮ ‬وعلينا حل ظاهرة العيش المتناقض بين أمجاد الأمس الإسلامي‮ ‬وواقعيته الحالية،‮ ‬وكذلك التكوين الفقهي‮ ‬المغلوط الذي‮ ‬أفرزه فقهاء خارج منطقة الواقع،‮ ‬وحامل الفقه ليس بفقيه،‮ ‬إضافة إلى إيجاد التسامح الإسلامي‮ ‬في‮ ‬الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية،‮ ‬وهو فعل مقابل فعل ولا‮ ‬يعني‮ ‬القبول بالذل والاستغلال في‮ ‬سبيل التسامح،‮ ‬فعلى الطالبين له أن‮ ‬يمدوا اليد لليد،‮ ‬كما حدث في‮ ‬صحيفة المدينة حيث أمن فيها النبي‮ ‬اليهود على أموالهم وأنفسهم واشترط عليهم ألا‮ ‬يخلفوا بهذه الوثيقة‮''.‬

واختتم الدحيم بالإشارة إلى أننا في‮ ‬سفينة واحدة وعلينا أن نحافظ عليها،‮ ‬فإن‮ ‬غرقت سنغرق كلنا،‮ ‬وهذه السفينة لن تغرق لأننا موعودون بنصر الله‮.‬

قيمة أخلاقية

ومن جانبه،‮ ‬أشاد الشيخ حسن الصفار بفكرة المنتدى الخليجي‮ ‬للتسامح،‮ ‬لأنه‮ ‬يتبنى الأفكار الإنسانية والقيم العامة المشتركة،‮ ‬ولأن مجتمعاتنا العربية تفتقر لمثل هذه اللقاءات مع أننا في‮ ‬أمس الحاجة لها‮. ‬وذكر أن هناك مؤسسات‮ ‬غربية سبقتنا في‮ ‬تبني‮ ‬هذه القيم،‮ ‬فالآخرون‮ ‬يعملون على مستوى هذه القيم والحقوق الإنسانية التي‮ ‬تجمع الجميع،‮ ‬وكان من المفترض أن نكون نحن السباقين لأن أمتنا هي‮ ‬الأمة التي‮ ‬ستشهد على سائر الأمم،‮ ‬لكننا للأسف متأخرين في‮ ‬هذا الجانب‮.

وقال الصفار‮: ''‬التسامح الديني‮ ‬لم‮ ‬يعد مجرد قيمة أخلاقية وإنما ضرورة حياة خاصة في‮ ‬هذا العصر،‮ ‬فلا‮ ‬يستطيع أي‮ ‬شعب أو أي‮ ‬أمة الاستغناء عن الأمم والشعوب الأخرى،‮ ‬ولا‮ ‬يمكن لأحد أن‮ ‬يعيش بمعزل عن الآخر،‮ ‬والبديل عن عملية التسامح سيكون حتماً‮ ‬الصراع والحروب‮''.‬

وأضاف‮: ''‬التسامح حالة‮ ‬غير قابلة للتجزئة،‮ ‬فمن‮ ‬يدعي‮ ‬التسامح عليه أن‮ ‬يتعامل به في‮ ‬مختلف الجهات والأبعاد،‮ ‬والأمر ذاته في‮ ‬حالة التشدد الذي‮ ‬لا‮ ‬يقف عند حدود الصراع بين أتباع الديانات وإنما‮ ‬ينتقل إلى داخل الديانة الواحدة بين المذاهب ومن ثم‮ ‬ينتقل داخل المذهب الواحد نفسه‮''.

وأشار الصفار إلى منابع التسامح بقوله‮: ''‬من أهم منابع التسامح الإيمان بكرامة الإنسان،‮ ‬فالإنسان له كرامته واحترامه،‮ ‬والقرآن الكريم‮ ‬يؤسس لهذه الكرامة الإنسانية فنجد المولى‮ ‬يقول‮ ﴿‬ولقد كرمنا بني‮ ‬آدم ‬ولم‮ ‬يخصص التكريم على كونه مسلماً‮ ‬أو مؤمناً،‮ ‬ولكن من المؤسف أن نجد في‮ ‬بعض الروايات التي‮ ‬يُشم منها التنقيص من كرامة الذمي‮ ‬أو الكافر،‮ ‬فإذا هي‮ ‬صحت فإنها مواقف وليست على العموم ليقاس عليها،‮ ‬وحتى النصوص الفقهية التي‮ ‬تأتي‮ ‬بهذه الشاكلة لا‮ ‬يجب أن نأخذها بعلتها لأنها تنافي‮ ‬صريح القرآن بكرامة الإنسان وإن كان كافراً‮ ‬أو ذمياً،‮ ‬حتى أننا نجد من‮ ‬غرابة الأمر في‮ ‬بعض كتب الفقه أن تحرم‮ ‬غيبة المؤمن ولكنها لا تحرم على الذمي،‮ ‬وهذا كلام‮ ‬غير سليم‮''.

محاسبة البشر

وقال الصفار‮: ''‬ومن منابع التسامح،‮ ‬الإيمان بحرية الفكر والاختيار في‮ ‬اعتناق أي‮ ‬مذهب أو دين تؤمن به،‮ ‬ولو شاء ربك لآمن من في‮ ‬الأرض جميعاً،‮ ‬وبالتالي‮ ‬فإن الله هو المسئول في‮ ‬محاسبة البشر وليس البشر أنفسهم،‮ ‬ولا‮ ‬يحق للبشر أن‮ ‬يتخذوا إجراءات معينة خارج إطار العدل‮. ‬ومنها أيضاً‮ ‬ضرورة التعايش،‮ ‬وكما‮ ‬يقول الإمام محمد الباقر‮ (‬صلاح شأن الناس التعايش‮)''.‬

وتابع‮: ''‬من مظاهر التسامح،‮ ‬أن‮ ‬يكون الإنسان ملتزماً‮ ‬بدينه ومذهبه مع الاعتراف بوجود الآخر،‮ ‬وكذلك الاحترام المتبادل للالتزامات الدينية لكل طرف،‮ ‬كما فعل النبي‮ (‬ص‮) ‬عندما أراد وفد نجران النصارى أن‮ ‬يصلوا بصلاتهم فأذن لهم في‮ ‬المسجد،‮ ‬مشيراً‮ ‬إلى أن الغرب الذي‮ ‬يطالب المسلمين بالحرية الدينية‮ ‬يسيء إلى المقدسات الإسلامية تحت عنوان حرية الرأي‮ ‬وهذا لا‮ ‬يمكن أن‮ ‬يكون،‮ ‬فنحن مأمورون في‮ ‬القرآن بعدم التجني‮ ‬والسب والإساءة لمعتقدات الآخرين والله‮ ‬يقول‮ ﴿‬لا تسبوا الذين‮ ‬يدعون من دون الله فيسبوا الله عدواً‮ ‬بغير علم‬،‮ ‬وبالتالي‮ ‬فإن هذا الكلام مرفوض وغير مبرر ويسبب إلغاء إمكانية التعايش‮''.

وفي‮ ‬ختام المنتدى،‮ ‬سلّم رئيس مجلس إدارة جمعية الشرطان الثقافية الدكتور منصور العريض الشيخ محمد الدحيم والشيخ حسن الصفار هدايا تذكارية،‮ ‬بعدها تم التوقيع على وثيقة التسامح‮.‬

ما جاء في صحيفة الوقت (العدد 566 - الأحد 27 شعبان 1428 هـ - 9 سبتمبر 2007):

«الشـرطـان الثقافية» تنظـم منتـدى الخليج الأول للتسامح في 15 سبتمبر

تنطلق في الخامس عشر من سبتمبر الجاري فعاليات منتدى الخليج الأول للتسامح بمشاركة اثنين من العلماء والمفكرين والباحثين في العالم الإسلامي في قاعة النخلة بأرض المعارض في قرية السنابس. ويطرح الملتقى الذي تنظمه جمعية الشرطان الثقافية قضايا تتعلق بالتسامح بين الدين الإسلامي وبقية الأديان السماوية، إضافة إلى التركيز على أهم النقاط التي تتشارك فيها هذه الأديان في خطوة للحوار والتواصل بينها.

يحاضر في المنتدى من المملكة العربية السعودية كل من فضيلة الشيخ حسن بن موسى الصفار، والمستشار والمفكر الإسلامي الشيخ محمد بن صالح الدحيم. ومن المنتظر أن يطرح الصفار والدحيم أفكارهما بشأن التسامح وتعاطي الإسلام مع بقية الأديان، من خلال التركيز على الأمثلة المشرقة التي يزخر بها التاريخ الإسلامي في كيفية التعامل والتعاطي مع أصحاب الديانات والشعوب الأخرى. من جانبه أوضح رئيس مجلس إدارة جمعية الشرطان الثقافية منصور العريض أن طرح قضية التسامح والحوار بين الديانات وترسيخ مفهوم التعايش السلمي بين أتباعها أصبح ضرورة ملحة وحاجة لا يمكن تجاهلها، لاسيما مع ما تشهده الساحة الدولية والإقليمية من متغيرات طالت مختلف الجوانب السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية. مضيفاً بأن الدين الإسلامي في لبه دين يحث على التسامح والعطاء والانفتاح على الآخرين.

ما جاء في وكالة الأنباء القرآنية الإيرانية (الثلاثاء ۱۱ أيلول ۲۰۰۷):

انطلاق فعاليات منتدى التسامح بين الدين الإسلامي و الأديان الاخری فی البحرين

طهران - وكالة الانباء القرآنية العالمية(Iqna): تنطلق فعاليات منتدى الخليج الأول للتسامح فی الخامس عشر من سبتمبر الجاری بمشاركة العلماء والمفكرين والباحثين المعروفين فی العالم الإسلامی فی قاعة النخلة بأرض المعارض.

يعتبر هذا المنتدى الذی تنظمه جمعية الشرطان الثقافية الأول من نوعه إذ يطرح قضايا تتعلق بالتسامح بين الدين الإسلامی وبقية الأديان السماوية، إضافة إلى التركيز على أهم النقاط التی تتشارك فيها هذه الأديان فی خطوة للحوار والتواصل بينها.

ومن المنتظر أن يطرح الصفار والدحيم أفكارهما بشأن التسامح وتعاطی الإسلام مع بقية الأديان، من خلال التركيز على الأمثلة المشرقة التی يزخر بها التاريخ الإسلامی فی كيفية التعامل والتعاطی مع أصحاب الديانات والشعوب الأخرى.

وفی هذا الإطار أوضح د. منصور العريض رئيس مجلس إدارة جمعية الشرطان الثقافية _لجريدة اخبار الخليج البحرينية_ أن طرح قضية التسامح والحوار بين الديانات وترسيخ مفهوم التعايش السلمی بين أتباعها أصبح ضرورة ملحة وحاجة لا يمكن تجاهلها، لاسيما مع ما تشهده الساحة الدولية والإقليمية من متغيرات طالت مختلف الجوانب السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية.

مضيفاً بأن الدين الإسلامی فی لبه دين يحث على التسامح والعطاء والانفتاح على الآخرين. وأشار العريض إلى أن الاختلاف والتغاير فی الطرح والرؤى أمر طبيعی ومقبول، فی الوقت الذی سيركز فيه المنتدون على خطورة الخلاف الذی لا يخدم النقاش ويؤدی إلى التفرقة.

ما جاء في أخبار الخليج (العدد  10761 الأحد 27 شعبان 1428  هـ 9 سبتمبر 2007 م):

منتدى الخليج الأول للتسامح في 15 سبتمبر
 

تنطلق في الخامس عشر من سبتمبر الجاري فعاليات منتدى الخليج الأول للتسامح بمشاركة اثنين من العلماء والمفكرين والباحثين المعروفين في العالم الإسلامي في قاعة النخلة بأرض المعارض في قرية السنابس عند الساعة 8:30 مساء. ويعتبر هذا المنتدى الذي تنظمه جمعية الشرطان الثقافية الأول من نوعه إذ يطرح قضايا تتعلق بالتسامح بين الدين الإسلامي وبقية الأديان السماوية، إضافة إلى التركيز على أهم النقاط التي تتشارك فيها هذه الأديان في خطوة للحوار والتواصل بينها.

ويحاضر في المنتدى من المملكة العربية السعودية كل من فضيلة الشيخ حسن بن موسى الصفار، والمستشار والمفكر الإسلامي الشيخ محمد بن صالح الدحيم. ومن المنتظر أن يطرح الصفار والدحيم أفكارهما بشأن التسامح وتعاطي الإسلام مع بقية الأديان، من خلال التركيز على الأمثلة المشرقة التي يزخر بها التاريخ الإسلامي في كيفية التعامل والتعاطي مع أصحاب الديانات والشعوب الأخرى. وفي هذا الإطار أوضح د. منصور العريض رئيس مجلس إدارة جمعية الشرطان الثقافية أن طرح قضية التسامح والحوار بين الديانات وترسيخ مفهوم التعايش السلمي بين أتباعها أصبح ضرورة ملحة وحاجة لا يمكن تجاهلها، لاسيما مع ما تشهده الساحة الدولية والإقليمية من متغيرات طالت مختلف الجوانب السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية. مضيفاً بأن الدين الإسلامي في لبه دين يحث على التسامح والعطاء والانفتاح على الآخرين. وأشار العريض إلى أن الاختلاف والتغاير في الطرح والرؤى أمر طبيعي ومقبول، في الوقت الذي سيركز فيه المنتدون على خطورة الخلاف الذي لا يخدم النقاش ويؤدي إلى التفرقة.

صور من المنتدى:

سماحته يلقي كلمته في المنتدىسماحة الشيخ يوقع الوثيقةاثناء استلامه الدرع التذكاريصورة جماعية للمشاركينجانب من الحضورجانب من الحضور