أكد ان السلف الصالح كانوا يحيونها
الصفار يضع النقاط على الحروف , ويرد على القائلين ببدعية الاحتفاء
أكد سماحة الشيخ حسن الصفار الجمعة الماضية أن السلف من المسلمين كانوا يحيون ليلة النصف من شعبان , موضحا ان هناك اتفاق بين السنة والشيعة على أهمية هذه الليلة ومكانتها الخاصة عند الله تعالى , مستنكرا على القائلين ببدعية الاحتفاء .
وقال "أن يكون للإنسان رأي آخر يخالف غيره فذاك حق مشروع ولا مانع منه، ولكنه لا يصح أن يكون بالتراشق بالتهم كالتبديع والتفسيق ما دام الأمر دائراً في مجال الاجتهاد، فلكل فقيه الحق في الاجتهاد وتبيان رأيه حول المسألة".
ولفت سماحته بأن البدعة يرفضها جميع طوائف المسلمين وعند الشيعة أحاديث كثيرة تحذر منها، ولكن يبقى الأمر محلاً للاجتهاد فلا ينبغي التراشق بالتبديع، "فهو منزلق خطير من المزالق التي ابتليت بها الأمة الإسلامية" , مبينا أن معظم المصادر الإسلامية إشارات إلى فضل هذه الليلة حتى عند المدرسة السلفية، ففي مجموع فتاوى ابن تيمية ج23 ص 131-132: سئل عن صلاة نصف شعبان؟
واضاف " كثيرة هي التوصيات الصادرة عن أهل البيت التي توجه شيعتهم إلى أن يكونوا أنموذجًا حسنًا في سلوكهم، وأن يتميزوا أكثر على غيرهم كما تميز أهل البيت على سائر الأئمة في عصورهم " .
وقال " الأضواء أصبحت الآن مسلطة على أتباع أهل البيت فهم محل الأنظار على مستوى العالم أجمع. لذا عليهم أن يهتموا بسلوكهم وسيرتهم كما يريد أهل البيت ، لأن ذلك سيعطي صورة حسنة مشرقة لأهل البيت، أما التفريط في هذا الجانب فذلك يعطي مجالاً لتشويه الصورة وتنفير الناس " .
وشدد سماحته على ضرورة الحفاظ على الصورة النقية لهذه المدرسة وهذا المذهب العريق، واضاف " لا بد من تظافر الجهود حول إقامة هذه المناسبة، والاجتهاد لأن تكون بالشكل الحسن حتى تعكس وجهًا مشرقًا للمذهب والمجتمع. وكل واحد منا يتحمل قسطًا من المسؤولية , إيصال الصوت الحسن لا السيئ عن إتباع أهل البيت بتجنب التصرفاتها السلبية , داعياً العوائل في هذه المناسبات الاهتمام بأبنائها وبناتها.
ودعا تجنب مزاحمة العابرين في الشوارع العامة , وقال " وعلينا أن نتفهم بأن هذه مناسبة من طبيعتها الازدحام كما يكون الأمر عند تشييع جنازة أو زفاف عريس، فعلينا أن لا ننزعج من هذا الزحام، ولكن من ناحية أخرى على القائمين على برامج الاحتفاء أن يراعوا ظروف الناس. فالأمر يحتاج إلى موازنة " , إقامة البرامج المفيدة للأبناء من مسرحيات وأناشيد ومسابقات، فذلك ينمّي فكرهم، ويربطهم بصورة حسنة بمناسبات أهل البيت ويستفيدون أكثر من فكرهم المبارك، ويجوبون الأحياء بأناشيد تربوية هادفة.
وذكر ان مظاهر الفرح والسرور التي يظهرها الشيعة في الاحتفاء بليلة النصف من شعبان بمناسبة مولد الإمام المهدي (عج)، أن ذلك جانباً مهماً ولكن لا ينبغي إغفال الجانب الأهم وهو البرامج الروحية بالتقرب إلى الله بالعبادة .