كتاب «تربية الأبناء... استثمار أفضل» جديد الشيخ الصفار

محمد أحمد آل محسن

هل صلاح الأبناء مرتبط بعوامل غيبية لا دخل ولا تأثير للوالدين فيها، وغاية ما يمكنهما فعله هو الدعاء والطلب من اللّه سبحانه؟.. أم أنه أمر عفوي اتفاقي، وضربة حظ، وليس على الوالدين إلا الانتظار لاستكشاف حظهما ونصيبهما من مستقبل الأبناء؟

بهذه الأسئلة يبدأ الشيخ حسن الصفار كتابه الجديد " تربية الأبناء... استثمار أفضل" «الطبعة الأولى» الصادر عن "أطياف للنشر والتوزيع" ويقع في 48 صفحة، وهو باكورة كتب الشيخ الصفار في السنة الجديدة 1433 هـ - 2012 م.

يجيب الشيخ الصفار على تساؤله في البداية بالقول: "لا يشك ذو عقل أن لمستوى التربية والرعاية دورًا أساسًا في صنع مستقبل الأبناء، وبناء شخصياتهم، وتوجيه سلوكهم، فنفوس الأبناء حين يأتون إلى الحياة أشبه بالمادة الأولية القابلة للتشكيل والتصنيع، وقلوبهم كالأرض الخالية الخصبة التي تنمو فيها أي بذرة تغرس في ترابها".تربية الأبناء

فالطفل موجود مهيأ للتلقي، مزود بقدرات الاستقبال، يتكيّف وفق البيئة التي تحتضنه، والتنشئة التي يمر بها. هنا يأتي دور الوالدين في تشكيل شخصية الأبناء، وصنع ملامح مستقبلهم.

ويلفت الشيخ الصفار إلى أهمية الاعتراف بدخول عوامل خارجية على خط التربية العائلية، "حيث لا تكون العائلة مستقلة في التأثير على أبنائها، بل تشاركها البيئة الاجتماعية بمؤثراتها المختلفة، التي قد تكون عونًا ودعمًا للتربية الصالحة، أو معرقلة ومربكة لها في كثير من الأحيان". وفي هذا العصر بالذات تضاعف تأثير البيئة الاجتماعية على العملية التربوية، من حيث دور التعليم، ووسائل الإعلام، وتطور وسائل الاتصال الاجتماعي والمعلوماتي، مما زاد في تعقيد وصعوبة مهمة التربية داخل العائلة.

ويقول الشيخ الصفار أن التطور الهائل في الحياة الاجتماعية يجعل العملية التربوية من قبل العائلة أمام تحدٍّ كبير، لا بد من الاستجابة له بمضاعفة الجهد والاهتمام، ومزيد من الإعداد والتخطيط لإنجاز المهمة التربوية.

وأهم ما يجب التأكيد عليه في هذا السياق أن تبذل العائلة أكبر قدر من الوقت للاهتمام بالأبناء؛ لأن انشغال الوالدين وعدم منحهما الوقت الكافي لرعاية الأبناء، يضعف من دورهما التربوي، ويعطي الفرصة لمزيد من تأثيرات العوامل الأخرى.

كتاب "تربية الأبناء... استثمار أفضل" ينقسم إلى ثلاثة أقسام، يفصل من خلالها الكاتب أبرز المحطات التي يمر بها الأبناء ومسؤولية الوالدين تجاههما، ويقع «الفصل الأول» تحت عنوان "نحو وعي تربوي" يفصل من خلالها أهمية الرعاية الشاملة للطفل، وضرورة الوعي التربوي وتفهم الطفل، ومعرفة المسؤولية اتجاهه.

أما «الفصل الثاني» من الكتاب بعنوان "رعاية الطفل" ويشرح الشيخ الصفار ابرز المراحل التي يمر بها الطفل ويعرض بعض الأرقام والحقائق عن حياة الأطفال ومآسي الطفولة المعاصرة. أما «الفصل الأخير» فهو بعنوان "التعليم ومسؤولية العائلة" يعرض من خلاله الصفار للعلاقة بين المدرسة والعائلة ومسؤولية العائلة في تشجيع ومتابعة الأبناء، وسبل توفير الأجواء المساعدة لهم.