الشيخ الصفار يحذّر من السلوك العدواني تجاه الناجحين

مكتب الشيخ حسن الصفار
 ويدعو إلى جعل نجاحات الآخرين محفزا إيجابيا للسعي نحو التفوق.
ويقول إن المسلك السلبي تجاه تقدم الآخرين مآله الإصابة بالحسد.
ويضيف لا أحد محصّن من المشاعر السلبية تجاه الناجحين.

 حثّ سماحة الشيخ حسن الصفار على التحلي بالإيجابية حيال الناجحين في المحيط الاجتماعي القريب، محذرًا في الوقت عينه من الوقوع فريسة الحسد والسلوك العدواني الذي يسعى لإفشال المتفوقين بكل السبل.

 جاء ذلك خلال خطبتي الجمعة 16 ربيع الثاني 1441هـ الموافق 13 ديسمبر 2019م في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرق السعودية.

 وقال الشيخ الصفار إن النظر بانزعاج إلى نجاح الآخرين له مردود سلبي على النفس "حيث يضعف ثقة الإنسان بنفسه، ويدمر معنوياته، ويشغله عن التوجه الى نقاط قوته، ويمنعه من الاستفادة من تجارب الآخرين".

 ورأى في مقابل ذلك ضرورة أن ينظر الإنسان الواعي بإيجابية لنجاح الآخرين في محيطه الاجتماعي وأن يساعدهم على تحقيق النجاح.

 وحثّ سماحته على جعل نجاحات الآخرين محفزا إيجابيا للمزيد من السعي والجهد واكتشاف مكامن القوة والنجاح.

 وأضاف بأن التطلع للتفوق أمر مشروع ينبغي أن يدفع الانسان إلى المبادرة إلى العمل والسبق إلى فعل الخير وتفجير الكفاءات والطاقات في نفسه.

 في مقابل ذلك حذّر الشيخ الصفار من المسلك المليء بالسلبية تجاه تقدم الآخرين وتفوقهم ومآله إصابة الفرد بداء الحسد للآخرين.

 ومضى يقول إن هذه الحالة السلبية قد توقع الانسان في منزلق سوء الظن بربه وذلك بالتبرم من اسباغ الله سبحانه النّعم على بعض عباده.

 وأضاف القول إن هذه الحالة قد تقود البعض إلى ممارسة العدوانية والإساءة للآخرين "فيعرقل مساعيهم، ويسعى لإفشالهم، ويشوه سمعتهم، ويتمنى زوال النعمة منهم".

 وقال بأن هذا المسلك العدواني قد يقع فيه الكثيرون بصرف النظر عن مهنهم فالخطيب قد يحسد خطيبا آخر، والتاجر قد يقع في ذات المشكلة، وعلى غرار ذلك الطالب حيال تفوق زميله.

 وأوضح الشيخ الصفار أن الأشخاص والجماعات التي تعيش حالة الشعور بالغبن والتهميش غالبا ما تبتلى بداء التحاسد وفقا لبحوث علم النفس الاجتماعي.

 وتناول في السياق سلوك النساء المهمشات في المجتمعات المحافظة واللاتي تشتد غيرتهن من بعضهن ويتنمرن على بعضهن ولا ترغب الواحدة منهن أن ترأسها امرأة.

 ورأى سماحته بأن الحال نفسه ينطبق على الجماعات المهمشة التي تصعب ادارتهم لبعضهم بعضا وهم أكثر انقيادًا لمن يديرهم من خارجهم.

 وأرجع جميع ذلك إلى المشاعر السلبية الناتجة عن الغبن والتهميش والتي لا يقبل الفرد معها تفوق أحد عليه ضمن محيطه الاجتماعي الأقرب.