الشيخ الصفار يحثّ على تحدي الضغوط في سبيل التغيير الذاتي

مكتب الشيخ حسن الصفار

 

ويقول إن تغيير الذات على المستوى السلوكي والفكري يتطلب شجاعة.
ويضيف أن التوجهات الفكرية المنحرفة لا تتسامح مع المنشقين عليها.
ويحذر الشباب من مروجي المخدرات وذوي الاتجاهات المتطرفة.

 حثّ سماحة الشيخ حسن الصفار على التحلي بشجاعة التراجع عن الخطأ وتحدي الضغوط النفسية والخارجية في سبيل تغيير الذات إلى وضع أفضل على المستوى الفردي والاجتماعي.

 جاء ذلك خلال خطبتي الجمعة 23 ربيع الثاني 1441هـ الموافق 20 ديسمبر 2019م في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرق السعودية.

 وقال الشيخ الصفار إن تغيير الذات على المستوى السلوكي والفكري ليس بالأمر السهل وإنما يتطلب شجاعة وتحديا على المستوى النفسي والاجتماعي على حد سواء.

 وأرجع ذلك إلى أن انزلاق الانسان للخطأ قد يكون لغلبة هوى أو شهوة أو نزعة مصلحية أنانية أو لظروف النشأة والبيئة الاجتماعية.

 وأضاف بأن الفرد قد يستمر في الطريق الخطأ فكريا أو سلوكيا لزمن لكنه ربما قرر التراجع في لحظة ما من حياته.

 وعلّل بأن الإنسان قد يستيقظ ضميره ووجدانه في لحظة من اللحظات أو يعود لرشده نتيجة صدمة من صدمات الحياة أو بسبب الإصغاء الى ناصح مشفق أو رفقة صالحة.

 واستدرك سماحته بالقول "لكنه إذا ما قرر التراجع عن الخطأ فقد يواجه ضغوطا لإعاقته عن التراجع بسبب تعوده على ارتكاب الخطأ من جهة أو نتيجة ضغوط المحيطين به في حال كانت الممارسة الخاطئة جمعية".

 وأوضح بأن الخطأ إذا كان ممارسة فردية للإنسان فإن تجاوزه يكون أسهل، على النقيض مما إذا كان ضمن مشاركة جماعية فإن التراجع عنه يكون أصعب.

 وتابع بأن الحالة الجمعية تشكل عامل انشداد واستمرارية للإنسان في توجهه وعمله "سواء كان في اتجاه الخير أو الشر".

 ولفت سماحته النظر إلى تشبث جماعات الشر والانحراف بأفرادها على نحو أكبر من جماعات الخير والصلاح "ولذلك يصعب على من تورط في الانخراط فيها الخروج منها".

 وأمام حشد من المصلين حذّر الشيخ الصفار الشباب والشابات من الوقوع في براثن مجاميع السوء الساعية لاصطيادهم عبر العلاقات المباشرة أو عبر العالم الافتراضي.

 وقال بأن هذه المجاميع السيئة سواء من مروجي المخدرات أو ذوي الاتجاهات الدينية المتطرفة فإنهم يتمسكون بمن يستقطبونه ويمنعونه من أي محاولة للابتعاد عنهم عبر ممارسة الابتزاز والعنف والتهديد.

 وشدّد سماحته على اليقظة من شبكات ترويج المخدرات التي تنشط في أوساط طلبة المدارس خاصة أيام الامتحانات بذريعة بيع المنشطات التي تساعد على المذاكرة.

 وأضاف بأن الشاب أو الفتاة إذا وقع في شباكهم فإن الخروج من أجوائهم قد يكون بالغ الصعوبة.

 وقال الشيخ الصفار ان الحال نفسه ينطبق على أصحاب التوجهات الفكرية المنحرفة التي لا تتسامح أبدا مع المنشقين عليها.

 وتناول سماحته تجربة أحد أشهر المفكرين الملحدين في القرن العشرين الفيلسوف البريطاني "انتوني رتشارد فلو" الذي تراجع عن أفكاره في أواخر حياته وألفّ كتاب "هناك إله" ليواجه إثر ذلك بحملة شرسة من أتباعه بلغت حدّ التشكيك في قواه العقلية.

 

لمشاهدة الخطبة: (تجاوز الخطأ ومواجهة الضغوط)