الشيخ الصفار يشيد بالعلماء الذين يعشقون البحث العلمي والإنتاج المعرفي

مكتب الشيخ حسن الصفار

 

أشاد الشيخ حسن الصفار بطلبة العلم الديني أو الأكاديمي الذين يستحوذ على نفوسهم عشق العلم وحب المعرفة فيستمرون في مسيرة البحث والتحقيق العلمي.

وتابع: أولئك الذين لا تشغلهم الوظائف والمواقع عن متابعة الانتهال من معين العلم، واكتشاف المزيد من حقائقه، والاسهام في إنتاج المعرفة وإثرائها، بالجديد من الرأي، والاضافة من الفكر.

وأبان أن بعض من ينتمي للسلك العلمي الحوزوي أو الأكاديمي ينشغلون بالعمل الوظيفي أو الموقع الاجتماعي الذي تؤهلهم له ألقابهم وشهاداتهم. مؤكدا أن عشق العلم وحب المعرفة استحوذ على نفس المرحوم الشيخ علي المبارك فاستمر في مسيرة البحث والتحقيق العلمي.

جاء ذلك خلال الكلمة التي شارك بها سماحته في حفل الذكرى الرابعة لرحيل المرحوم الشيخ علي بن الشيخ إبراهيم آل مبارك (1954-2016) عبر البث المباشر يوم الثلاثاء 28 ذو الحجة 1441هـ الموافق 18 أغسطس 2020م.

وقال سماحته أن الشيخ المبارك واحد من قلة متميزة في مجال دراسة العلوم الدينية، حيث لم تشغله حياته العائلية، ولا عمله القضائي، ولا دوره الاجتماعي عن متابعة الدراسة والتدريس والبحث العلمي مع ما كان يعتريه من أمراض وعلل جسمية تصحبه لسنوات.تأبين الشيخ علي المبارك

وتابع: فإلى جانب دراسته الحوزوية التحق بالدراسة الأكاديمية فحصل على شهادة البكالوريوس ودرجة الماجستير، كما سجل لنيل درجة الدكتوراة وشرع في كتابة بحثه لكن الأجل حال بينه وبين اتمامه.

وأبان أن من تجليات عشق المرحوم المبارك للعلم والمعرفة اهتمامه بالتدريس لطلبة العلوم الدينية، حيث تتلمذ على يديه عشرات الطلاب. مؤكدا أن المظهر الأبرز لجده واجتهاده العلمي يتمثل في إنتاجه وبحوثه العلمية المتميزة بالبراعة والتحقيق والإبداع.

وعن سماته العلمية قال الشيخ الصفار أن الراحل تميز بالتعامل مع المسألة العلمية بروح البحث والتدقيق وليس بموقف التلقي المستريح لرأي سائد أو منقول.

واستشهد بما كتبه الرحل المبارك حول ميقات (قرن المنازل) إذ لم يطمئن إلى الرأي المنقول، فاتجه للبحث في تحقيق الموضوع.

وتابع: لقد كتب في مقدمة بحثه ما يشير إلى جدية اهتمامه بالبحث والتحقيق، وصبره على المتابعة والتنقيب، ليصل إلى رأي علمي يطمئن إليه.

وأوضح أن من سمات تميزه رحمه الله استيعاب وجهات النظر المختلفة حيث يستقصي في المسائل التي عالجها آراء العلماء السابقين والمعاصرين في مختلف المذاهب الإسلامية وضمن منهجية الفقه المقارن.

وأضاف: إنه يتصف في تنقيح موضوعات المسائل ضمن الحقول الخاصة بها فيما يرتبط بالبحث اللغوي أو التاريخي أو الجغرافي أو الرياضي أو العلوم الطبيعية والإنسانية الأخرى.

وتابع: ويتضح هذا في بحثه حول التذكية بالحديد وبحثه القيم (حماية الجنين في الشريعة والقانون).

وأبان أن من سمات تميزه أيضا الجرأة في تكوين الرأي العلمي حول المسألة والاستدلال عليه والدفاع عنه دون رهبة من رأي السلف والرأي المشهور.

وأشار إلى اهتمام الشيخ المبارك رحمه الله بالطرح المنهجي والعرض الواضح للمسائل العلمية.

وتابع: وكأنموذج لهذا البعد في بحوثه العلمية أشير إلى كتابه القيّم (الميراث أصوله ومسائله) ويقع في مجلدين يصل تعداد صفحاتهما إلى حوالي 1100 صفحة.

وتحدث الشيخ الصفار عن صفات الشيخ المبارك النفسية وأخلاقه الفاضلة، معبرا عن دهشته لعفوية الشيخ المبارك وبساطته وتواضعه، فقد كان يتحدث عن نفسه بشفافية، ويتعامل بدون تكلف.

وأضاف: ومن المدهش اهتمامه ببعض الهوايات وحديثه عنها بعفوية وشفافية، كحديثه عن عشقه للرسم والفنون التشكيلية وفن النحت والتصميم وعمل المجسمات والالغاز الشعرية.

هذا وقد بدأ الحفل بآيات من الذكر الحكيم تلاها القارئ محمود علي المحروق، ثم قصيدة للشيخ عبدالمحسين الجمري القاءها عنه إسماعيل آل عصفور، ثم كلمة للشيخ ناصر الشيخ أحمد آل عصفور، ثم النعي للشيخ حميد الشملان.

تأبين الشيخ علي المبارك

تأبين الشيخ علي المباركتأبين الشيخ علي المباركتأبين الشيخ علي المبارك