مشاركًا في مؤتمر الإمام الحسين الدولي الرابع

الشيخ الصفار يدعو لتوعية الزائرين بأهداف الزيارة ومضامين نصوصها

مكتب الشيخ حسن الصفار

 

ويقول: الزيارات الواردة تعنى بتثبيت العقيدة الدينية في نفس الزائر
ويشير إلى أن التأثير الفعلي للعبادات يرتبط بمستوى وعي الإنسان وإرادته
ويشيد ببرامج التبليغ وإرشاد الزائرين وتوعيتهم

دعا سماحة الشيخ حسن الصفار الجهات المختصة ببذل الجهد في توعية الزائرين، وإلفات نظرهم إلى مضامين الزيارات التي يقرؤونها، وتذكيرهم بمستهدفات أدائهم للزيارة.

وتابع: كما يجب توفير أجواء الخشوع والطمأنينة للزائرين في الحضرات المقدسة ليساعدهم ذلك في التفاعل مع نصوص الزيارات التي يقرؤونها.

جاء ذلك خلال مشاركة سماحته في مؤتمر الإمام الحسين الدولي الرابع الذي تقيمه الأمانة العامة للعتبة الحسينية المقدسة تزامنا مع الزيارة الأربعينية بالتعاون مع رئاسة جامعة الكوفة تحت عنوان: الإمام الحسين وسر الخلود، صباح يوم السبت 11 صفر 1443هـ الموافق 18 ستمير 2021م، بمشاركة نخبة من المفكرين والشخصيات الدينية والأكاديمية.

وكانت كلمة سماحة الشيخ الصفار ضمن محور (الأبعاد التربوية في نص الزيارة الحسينية)، بعنوان: أهداف الزيارة ومضامين نصوصها.

وأشاد الشيخ الصفار بالجهود التي تبذلها أمانة العتبة الحسينية المقدسة والعتبة العباسية المقدسة، وسائر أمانات العتبات المقدسة، وجهود الحوزة العلمية المباركة في برامج التبليغ وإرشاد الزائرين وتوعيتهم.

وأوضح أن نصوص الزيارات الواردة في تراث أهل البيت تعتبر من الابتكارات التربوية المميزة في التاريخ الديني الإنساني.

وتابع: إن الزائر يتلو نص الزيارة كتعبير عما يعتقده ويؤمن به، وإفصاح عن مشاعره وأحاسيسه وكإقرار وتعهد من قبله تجاه الله وتجاه من يزوره من العترة الطاهرة.

ومضى يقول: إن الزائر حين يتوجه بالزيارة إلى من يزوره من أهل البيت فهو لا يزور شخصاً كان موجوداً في التاريخ، بل يزور من يعتقد أنه حاضر في قلبه ووجدانه، وأنه حيّ في محضر الله تعالى.

وتابع: لذلك يقول الزائر عند البدء في زيارته مستأذنًا: (وَاَعْلَمُ اَنَّ رَسُولَكَ وَخُلَفاءَكَ عَلَيْهِمُ السَّلامُ اَحْياءٌ عِنْدَكَ يُرْزَقُونَ، يَرَوْنَ مَقامي، وَيَسْمَعُوَن كَلامي، وَيَرُدُّونَ سَلامي).

وأضاف: و"الزائر هنا لا يوهم نفسه ولا يغالطها فهو يدرك أن هناك فرقًا بين عالمي الغيب والشهادة، وبين الحياة المادية والحياة البرزخية لذلك يضيف الزائر كما في نص الزيارة: (وَاَنِّكَ حَجَبْتَ عَنْ سَمْعي كَلامَهُمْ، وَفَتَحْتَ بابَ فَهْمي بِلَذيذِ مُناجاتِهِمْ)".

وأشار إلى أن نصوص الزيارات الواردة تعنى بتثبيت العقيدة الدينية في نفس الإنسان الزائر عن طريق التلقين النفسي والايحاء الذاتي حسب تعبيرات علم النفس لتأكيد المعتقد في قلب الإنسان ووجدانه.

وأبان أن في الزيارات إقرارًا بوحدانية الله تعالى وذكرًا لعظيم صفاته ولأسمائه الحسنى، وتأكيدًا على العبودية لله والتضرع إليه في إجابة الدعاء وتلبية المطالب والحاجات.

ورفض ما قد يتصوره بعض البسطاء من أن الزائر يطلب حاجاته من الإمام، مؤكدًا أن نصوص الزيارات جلية واضحة أن الدعاء لله والطلب من الله فهو بيده الأمور، لكن الامام وسيلة وشفيع إلى الله.

ولفت إلى أن كثيرًا من الزيارات تبدأ بذكر الله، وتنتهي بالتوجه إلى الله بالدعاء، ولا يخلو سطر من سطورها من ذكر الله تعالى.

وأضاف: وهكذا فإن الزيارات الواردة تؤكد منظومة العقائد الدينية من التوحيد والنبوة والمعاد والإمامة.

وتابع: كما تمثل نصوص الزيارات تعهداً والتزاماً من الزائر بمطابقة سلوكه وعمله لنهج وسيرة من يزوره. فهو يستحضر سيرة الامام الملتزم بطاعة الله والمطبق لجميع أركان الدين وأحكامه.

وأكمل: ولتحفيز الزائر لانتهاج خط الإمام الذي يزوره في حياته العملية فإنه يقول: (اَللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاِجْعَلْ مَحْيَايَ مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتِي مَمَاتَهُمْ وَلاَ تُفَرِّقْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فِي اَلدُّنْيَا وَاَلْآخِرَةِ).

وعن مدى انعكاس هذه الزيارات الدينية على حياة الزائرين، وتأثيرها في سلوكهم، قال سماحته: هذا السؤال وارد على مجمل أداء المسلمين للعبادات والشعائر الدنية كالصلاة والصيام والحج، فإن هذه العبادات تستهدف اصلاح سلوك القائمين بها.

وتابع: إن مدى التأثير الفعلي لهذه العبادات يرتبط بمستوى وعي الإنسان وتبلور إرادته في الاستجابة والالتزام.

هذا وقد شارك في المؤتمر عدد من الشخصيات الدينية والأكاديمية من العراق وتونس وإيران وسوريا وغيرها.

للمشاهدة:

https://www.youtube.com/watch?v=aTX4e7Bbpek

للاستماع:

https://www.saffar.me/?act=av&action=view&id=1500

مؤتمر الامام الحسين الدولي الرابعمؤتمر الامام الحسين الدولي الرابعمؤتمر الامام الحسين الدولي الرابعمؤتمر الامام الحسين الدولي الرابع