الشيخ الصفار: الإيمان الحقيقي يدفع الإنسان لاستخدام عقله وممارسة التفكير

مكتب الشيخ حسن الصفار

 

قال سماحة الشيخ حسن الصفار: إن الإيمان الحقيقي يدفع الإنسان إلى أكبر قدر من استخدام العقل، وممارسة التفكير.

وتابع: كلما تضاءل نشاط الإنسان الفكري العقلي انخفض مستوى إيمانه، ولا يعوّض ذلك كثرة عبادته.

جاء ذلك خلال خطبة الجمعة 12 شوال 1443هـ الموافق 13 مايو 2022م في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرقي السعودية، وكانت بعنوان: الإيمان وإثارة الفكر.

وأبان سماحته أن السرّ في كثرة حديث الآيات القرآنية عن المفردات المرتبطة بالعمليات الذهنية كالتذكر والتدبر والنظر والتبصر والتفقه، هو التأكيد على أن أهم أثر وتجلٍ للإيمان والتدين في حياة الإنسان، هو ممارسته للتفكير في أمور دينه ودنياه، وفي الجوانب المادية والمعنوية.

ومضى يقول: حين يؤمن الانسان بالخالق المبدع الحكيم، فانه يستحضر نعمه، ويدرك أن الحياة تخضع لسنن وقوانين، وأنه مسؤول أمام خالقه عن تعامله مع نعم الله، وطريقة تصرفه في هذه الحياة، كما يفكر في مآله بعدها.

وتابع: ومن المفترض أن يثير كل ذلك تفكيره للاستفادة القصوى من وجوده في الدنيا، ولضمان مستقبله في الآخرة.

وأوضح أن الله تعالى ميّز الإنسان على سائر مخلوقاته بقوة العقل، هذه القدرة الهائلة التي يتعرف بها الإنسان على خالقه، ومن ثمَّ يدرك معنى حياته.

وأبان أن بالعقل يكتشف الإنسان أنظمة الكون وسنن الحياة، فيعمر الأرض، ويسخّر إمكانات الطبيعة للارتقاء بمستوى معيشته، وتطوير حياته.

وأضاف: كل ما حققه الإنسان من تقدم عبر تاريخه الطويل، فهو بفضل هذه القدرة العقلية التي منحها الله له.

وبيّن: أن العقل يقوم بمهمته عبر عملية التفكير التي تنطوي على عدد هائل من الأنشطة العقلية، مثل التذكر، والملاحظة، والتخيل، والتقييم، والتحليل، والاستنتاج، وهي أنشطة ذهنية غير محسوسة تحدث داخل مخ الإنسان، لا يعرف الإنسان عن أسرارها إلا شيئًا ضئيلًا.

وذكر تعريفًا للتفكير، أنه (مجموعة من العمليات العقلية التي تحدث في مخ الإنسان، ويتم فيها توظيف المهارات الذهنية للوصول إلى نتيجة ما).

وأشار إلى أن النتيجة التي يصل إليها الإنسان من خلال تفكيره قد تكون صحيحة أو خطأ، حيث يكون للمقدمات والشرائط، والظروف التي ترافق عملية التفكير دور في صواب النتيجة أو خطئها، ونسبة الخطأ والصواب فيها.

واستدرك: لكن أبناء البشر يتفاوتون في مدى استفادتهم من عقولهم، فهناك من يستخدمون عقولهم بنسبة ضئيلة جدًا، وهناك من يستثمرون هذه القدرة الجبارة الهائلة في مستوى متقدم.

وأضاف: كلما استخدم الانسان قواه العقلية أكثر تحسنت مهارات التفكير لديه، وأصبح أقدر على الاستفادة من عقله وتحقيق الإنجازات المختلفة.

ولفت إلى أن مهارات التفكير أشبه بالعضلات التي تقوى بالممارسة والتدريب، وتضعف وتصاب بالضمور بقلة الحركة.

وذكر سماحته ثلاثة عناصر لاستفادة الإنسان من عقله وتنمية مهارات تفكيره، وهي الالتفات إلى قيمة هذا الكنز العظيم وامكاناته الهائلة، والثقة بالعقل والرجوع إليه وإثارة قدراته، واتباع النهج السليم في التفكير لضمان الوصول الى أفضل النتائج.