الشيخ الصفار يدعوا الشيعة لحسن تقديم أنفسهم للآخرين

مكتب الشيخ حسن الصفار

 

قال سماحة الشيخ حسن الصفار إن الشيعة معنيون بحسن التقديم لأنفسهم ورسم صورتهم أمام المجتمعات الأخرى في المحيط المحلي والعالمي.

وتابع: نتمسك بخصوصيتنا المذهبية والثقافية، ولكن نهتم بتشكيل الانطباعات عنا في محيطنا الوطني والإسلامي والعالمي.

جاء ذلك خلال خطبة الجمعة 30 ذو الحجة 1443هـ الموافق 29 يوليو 2022م بمسجد الرسالة بمدينة القطيف شرقي السعودية بعنوان: موسم عاشوراء واليوم العالمي للتنوع الثقافي.

وقال سماحته: علينا في خطاباتنا ومراسيم عزائنا أن ندرك أن العالم يرانا ويسمعنا، وأن هناك من يريد استغلال أي ثغرة لتشويه صورتنا، ولإساءة العلاقة بيننا وبين محيطنا الوطني والإسلامي والعالمي.

وتابع: علينا أن نتقي الله في سمعة مذهبنا ومجتمعنا، وأن نحرص على تقديم أنقى صورة وأفضل سيرة.

وأضاف: إذا كان من حقنا على الآخرين أن يحترموا خصوصيتنا فإن من واجبنا أن نحسن تقديم أنفسنا لهم.

وبيّن سماحته للقائل "لا يهمنا ما يقول الآخرون عنّا، ولا عن نظرتهم إلينا" أن هذا الكلام غير صحيح، لأن أئمتنا يقولون خلاف ذلك.

واستشهد بقول الإمام الصادق: «مَعَاشِرَ اَلشِّيعَةِ، كُونُوا لَنَا زَيْناً، وَلاَ تَكُونُوا عَلَيْنَا شَيْناً، ﴿قُولُوا لِلنّٰاسِ حُسْناً، اِحْفَظُوا أَلْسِنَتَكُمْ، وَكُفُّوهَا عَنِ اَلْفُضُولِ، وَقَبِيحِ اَلْقَوْلِ» وأقوال أخرى عن الأئمة في نفس السياق.

اليوم العالمي للتنوع الثقافي

وأشار إلى أن الأمم المتحدة اعتمدت يوم 29 يوليو من كل عام، يومًا عالميًا للتنوع الثقافي ومحاربة التمييز العنصري، وللعمل على نشر ثقافة التنوع وقبول الآخر، وإرساء قيم الحوار ونبذ الكراهية والعنصرية.

وبهذه المناسبة قال سماحته: إذا كان قبول التنوع مطلوباً على المستوى العالمي فهو أكثر إلحاحاً على مستوى الأوطان، أن تتقبل الأطياف في الوطن على اختلافها المذهبي والثقافي بعضها بعضاً، فلكل مجتمع خصائصه الثقافية ضمن الإطار الوطني العام.

وتابع: حين يحتفي الشيعة بموسم عاشوراء فهي خصيصة دينية ثقافية في مذهبهم وتقاليدهم، على الآخرين أن يتفهموهم ويقبلوهم كما هم.

وقال: "أنت قد لا توافقهم الرأي فيما يقومون به، ولك رأيك، لكنهم أيضاً لهم رأيهم".

وأشاد الشيخ الصفار بتوجّهات قيادة الوطن الحكيمة، مؤكدًا أن سياستها مكنت الوطن من تجاوز أجواء التطرف والتعبئة الطائفية، وأن المملكة تقوم اليوم بدور عالمي لتعزيز الحوار بين الأديان والثقافات.

وأشار إلى انعقاد (ملتقى القيم الإنسانية المشتركة) في الرياض، هذا الملتقى الذي جمع علماء مسلمين ومن الأقليات الإسلامية من مختلف الدول وقيادات دينية وفكرية متنوعة من العالم بدعوة من رابطة العالم الإسلامي.

ونقل عن البيان الختامي للملتقى: (وجوب تفهم الخصوصيات الدينية لكل دين أو مذهب، والتعامل معها بصفتها تمثل التنوع البشري المشمول بحكمة الخالق في الاختلاف)، وتأكيد (أهمية مراعاة الخصوصيات الدينية والثقافية، وعدم ممارسة أي استعلاء أو إملاءات عليها).

موسم عاشوراء

وعن موسم عاشوراء الذي يحلّ قريبًا أوضح سماحته أن الناس تشارك طواعية بالحضور في المساجد والحسينيات والمجالس والمواكب، ليستمعوا إلى المحاضرات الدينية، ويرددوا الشعارات الحسينية، وليبذلوا من جهدهم ووقتهم ومالهم من أجل إحياء ذكرى هذا الرمز الديني العظيم.

وأبان أن في ذلك تجلٍ كبير للهوية الدينية في عصرٍ تزداد فيه مساعي صرف الناس عن الدين، وملئ نفوسهم واهتماماتهم وأوقاتهم بالتوجهات المادية والشهوانية، وبث شبهات التشكيك في مبادئ الدين، وجدوى الالتزام به مع تقدم العلم وتطور الحياة.

وعن المجال الثقافي قال: إن انعقاد مئات المجالس وإلقاء الخطب والمحاضرات فيها، واستماع الناس بمختلف شرائحهم لما يلقى فيها من مواعظ وإرشاد وسيرة وتاريخ ومعارف متنوعة حسب مستوى كل خطيب وكفاءته، تمثل زخماً معرفياً ثقافياً في الوسط الاجتماعي.

وأشار إلى دور المواكب والرواديد وابداعاتهم الأدبية والفنية، وكذلك الأنشطة المصاحبة من معارض ومراسم ومطبوعات ومسارح تمثيل وبث فضائي ونشر إلكتروني كل ذلك يشكل موجاً يجدد الحالة الثقافية وينشطها في المجتمع.

وعلى الصعيد الاجتماعي أبان الشيخ الصفار أن موسم عاشوراء يصنع حراكاً أهلياً تطوعياً واسعاً فريداً من نوعه في المجتمعات الإنسانية.

وتابع: يتعاون الناس فيما بينهم لإدارة المجالس والمواكب والأنشطة المختلفة بتآلف وانسجام ويلتقي الناس بمختلف شرائحهم وطبقاتهم وانتماءاتهم في هذه البرامج.

وأضاف: هذه الاهتمام يعزز حالة التماسك والتضامن الاجتماعي، ويؤكد ولاء الإنسان وانتمائه لمجتمعه.