الشيخ الصفار يدعو للتعامل مع الآخر الديني باحترام إنسانيته وحقوقه

مكتب الشيخ حسن الصفار

 

قال سماحة الشيخ حسن الصفار إن التعامل مع أتباع الديانات الأخرى ينطلق من احترام إنسانيتهم واختيارهم.

وتابع: إن احترام إنسانية الآخر واختياره، هو القاعدة الأفضل للتعايش السلمي بين الناس.

جاء ذلك خلال خطبة الجمعة 29 جمادى الأولى 1444هـ الموافق 23 ديسمبر 2022م بمسجد الرسالة بمدينة القطيف شرقي السعودية بعنوان: احترام الآخر الديني.

وأوضح سماحته أن التعامل الحسن مع الآخرين يقدم لهم صورة مشرقة عن انتماء الإنسان ودينه.

وبيّن أن البعض يصْعُبُ عليه الاعتراف للآخرين بحق الاختيار لتوجهاتهم وآرائهم، ويرى أن كل من خالفه في الدين أو المذهب، أو الاتجاه الفكري فهو خبيث وسيء ومغرض.

وتابع: هذه نظرة خطأ، غالبًا ما يكون سببها العقد النفسية، أو الروح العنصرية، أو ضيق الفكر.

وأضاف: إن ما تراه حقًا قد لا يراه الآخر كذلك، لذلك يشير القرآن الكريم إلى أن ﴿أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ.

وبمناسبة أعياد ميلاد السيد المسيح نبي الله عيسى بن مريم دعا سماحته للتأمل في بعض الآيات القرآنية التي يمكن أن يُستنتج منها رؤية حول تعدد الديانات، والتعامل مع أتباعها.

ولاحظ سماحته وجود عدد من آيات القرآن الكريم تتضمن اعترافًا وإقرارًا بوجود أتباع الديانات المختلفة، وتسميتهم بدياناتهم كالذين هادوا والنصارى والصابئين والمجوس.

ومضى يقول: في هذه الآيات إشارة إلى استمرار وبقاء تعددية الديانات، والاختلاف بين أتباعها حول أحقية كل منها إلى يوم القيامة، فالفصل والحسم يكون من قبل الله تعالى ﴿إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.

وأبان أن الآيات القرآنية تشير إلى أن غالب الناس يتلقون دينهم عبر نشأتهم العائلية، ويرثونه من آبائهم وأسلافهم، على قاعدة ﴿إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ.

وتابع: وللبيئة التي يعيش فيها الإنسان دور في تعزيز ما ورثه من دين، حيث يصبح هوية اجتماعية، ويجد الإنسان نفسه منساقًا للتفاعل والتكيّف مع بيئته، ليحظى بحمايتها ولا يكون شاذًا عنها، منبوذًا من قبلها.

ولاحظ الشيخ الصفار من خلال الآيات القرآنية عدم إمكانية الغاء أتباع أي ديانة أو قسرهم وقهرهم على ترك ديانتهم، حيث ﴿لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ.

وقال: لم يكن للنبي أن يقسر الناس على الدّين فكيف بغيره، مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ۚ أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ؟