رجل العلم والعمل

 

انطلاقاً من الثقة بحكمة الله والتسليم لأمره، لا مجال لنا في مورد المصيبة إلا قول: ﴿إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ.

لكن ذلك لا يمنع إبداء مشاعر الحزن والأسى عند فقد الحبيب والعزيز، كما قال : (وَإِنَّا عَلَيْكَ يَا إِبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ).الشيخ حسين الحاج صالح الشيخ

وإذا كان الفقيد يتحلى بصفات فاضلة وسمات طيبة فإن الإشادة به والتعبير عن الألم بفقده يعني الوفاء لشخصيته والعرفان بحقه، كما يعني الاعتزاز بكريم الصفات والخصال لتكريسها في المجتمع والتشجيع على تقمصها والالتزام بها.

من هنا يأتي واجب الاحتفاء بفقيدنا الغالي الشاب العزيز الفاضل الأديب الشيخ حسين الحاج صالح الشيخ (تغمده الله برحمته) الذي فجع الأوساط العلمية فقده وأحزن قلوب المؤمنين الواعين في المنطقة والذين كانوا يتطلعون لعطائه الفكري ونشاطه العلمي والعملي.

كان (رحمه الله) مصداقاً للتوفيق والجمع بين طلب العلم وأداء العمل، حيث تحمّل إلى جانب اشتغاله الدراسي مسؤوليات في مجال العمل التبليغي.

كما توافر (رحمه الله) على درجة عالية من الخلق الكريم جعلته موضع احترام الجميع، وكانت الآمال معقودة على شخصيته المتميزة لكي يأخذ موقعه المتقدم في حركة مجتمعه نحو الخير والصلاح، لكن الأمر بيد الله عز وجل لا دافع ولا راد لقضائه وقد اختار الله له الرفيق الأعلى، وأراحه من عناء الدنيا وما عند الله خير وأبقى.

أما حسرة الفراق في قلوب أهله وأصدقائه وعارفيه، فلا يجبرها إلا ثواب الله الذي أعده للصابرين والاستمرار في مسيرة الفقيد العلمية والعملية في نشاط رفاق دربه وأبناء خطه الرسالي المبارك.

خواطر وذكريات

المقال ضمن كتاب: خواطر وذكريات، الذي أصدره أصدقاء الشيخ حسين آل الشيخ بعد وفاته بتاريخ 14 محرم 1419هـ، ص20.