الشيخ الصفار: علينا أن نشكر الله بالمبادرة لفعل الخير

مكتب الشيخ حسن الصفار

 

دعا سماحة الشيخ حسن الصفار إلى نشر ثقافة شكر الله بالمبادرات العملية لفعل الخير.

وقال: على من عاش أزمة أو محنة في حياته وتجاوزها أن يشكر الله بتبني عمل خيري تطوعي يعالج المشكلة التي كان يعاني منها.

جاء ذلك خلال خطبة الجمعة 11 شعبان 1444هـ الموافق 3 مارس 2023م بمسجد الرسالة بمدينة القطيف شرقي السعودية بعنوان: كيف نشكر الله؟

وأوضح سماحته أن العقل يحكم بوجوب الشكر لله تعالى على نعمه، ويأتي الدين ليذكّر الإنسان ويرشده إلى ما يحكم به عقله ووجدانه، فشكر المنعم في الأصل واجب عقلًا قبل أن يكون واجبًا شرعًا.

وعن سؤال: كيف يكون الشكر لله تعالى على نعمه، وبأي طريقة وأسلوب؟ أجاب الشيخ الصفار: أن يدرك الإنسان بقلبه أن النعمة من الله، ويتوجه إليه بالشكر من أعماق نفسه.

وتابع: وأن يظهر شكر الله تعالى بلسانه وهو الإعلان التعبيري عن الحمد والثناء على الله بما أفاض عليه من النعم.

وأضاف: وهناك الشكر الحقيقي الصادق بالمبادرة العملية لفعل الخير، مبينًا أن المفسرين يستنتجون من قوله تعالى: ﴿وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ الشكر ضمن هذه الرتبة "أما الشكر باللسان فقد يلهج به كثيرون".

وأبان أن أي إنسان يوسع الله تعالى عليه الرزق بعد فقر وضيق فعليه أن يشكر النعمة بأن يتحسس معاناة من يعيشون معاناة ضيقه السابق.

وتابع: والذي يمنّ الله عليه بالصحة والعافية والنجاة من مرض خطير، فعليه أن يشكر الله بمساعدة المرضى الاخرين.

وأضاف: والذي كان يعيش الفراغ والانحراف فأتاح الله له فرصة الهداية فعليه أن يعمل لهداية الآخرين.

ومضى يقول: من الظواهر الإيجابية اللافتة في ميدان العمل الخيري والتطوعي في المجتمعات الغربية، أن كثيرًا من المبادرات يطلقها أشخاص كانوا يعيشون أزمة أو محنة في حياتهم، فلما تجاوزوها دفعهم وجدانهم لتبني عمل خيري تطوعي يعالج المشكلة التي كانوا يعانون منها. وكأن ذلك نوع من الشكر على النعمة التي نالوها.

مستشهدًا بمؤسس منظمة "أصدقاء الأطفال"، في مدينة بورتلاند بأمريكا التي تأسست عام ١٩٩٣م، فقد عاش طفولة مريرة وصعبة مع عائلته، ونشأ في حي فقير مليء بالمشكلات، وبعد أن نجح في مجال ريادة الأعمال، قرر أن يبادر لفعل شيء من الممكن أن يُجنّب الأطفال ما مرّ به، ويوفر لهم بيئة صحية وملائمة للنمو في حياتهم.

وتابع: وهناك امرأة تفقد ابنها دهسًا أمام المدرسة فتقوم بدور الحماية للطلاب عند دخولهم وخروجهم من المدرسة وتشجّع الآخرين على هذا العمل.

وأضاف: وهناك مصاب بفشل كلوي يجد له متبرعًا فينشئ مؤسسة للحث على التبرع بالأعضاء.