الشيخ الصفار يأمل أن تتجاوز الأمة الخلافات العقدية والفكرية

مكتب الشيخ حسن الصفار

 

تمنى سماحة الشيخ حسن الصفار أن تتجاوز الأمة خلافاتها العقدية والفقهية والفكرية، وأن يعيش المفكرون في سلام لا يخشون ابداء أفكارهم.

وتابع: لقد عانت الأمة من ثقافة الأحادية الفكرية التي حاولت أن تصبغ الأمة بلون واحد.

جاء ذلك خلال استقبال سماحته في مكتبه الباحث العماني الشيخ بدر العبري مساء السبت ليلة الأحد 7 ذو القعدة 1444هـ الموافق 27 مايو 2023م.

وأعرب سماحته عن امتعاضه من رفض البعض اطلاع الناس على وجهات النظر المغايرة حتى في القضايا التاريخية فضلا عن الدينية.

مبديًا في ذات الوقت تفاؤله، بتقدّم مستوى الوعي في الوسط الاجتماعي، وظهور أصوات تنويرية إصلاحية تدعو إلى التسامح وقبول الرأي الآخر.استقبل الشيخ بدر العبري

المدارس الفقهية الشيعية

وعن سؤال الباحث العبري للشيخ الصفار عن تعدد المدارس الفقهية لدى الشيعة في المملكة من أصولية واخبارية وشيخية، والتمايز الموجود بينها، والعلاقات بين أتباعها قال سماحته: الخلاف بين المدرستين الإخبارية والأصولية هو في منهج الاستدلال وحجية دليلي العقل والاجماع إلى جانب دليلي الكتاب والسنة.

وتابع: وأما الشيخية فإنها في هذا المجال تصنّف ضمن الأصوليين، وتمتاز بالتركيز على مقامات أهل البيت وفضائلهم.

تجاوز التمايز

وأبان سماحته أن المجتمع الشيعي في هذه المرحلة تجاوز الاهتمام بهذه الخلافات والتمايزات، وقد تطرح في مجال البحث العلمي، مؤكدًا أن أتباع هذه المدارس يتعايشون في ظل أجواء من الانسجام والتعاون، ولا يعرف أكثر الاتباع نقاط التمايز والتغاير إلا من خلال الانتماء الإسمي الاجتماعي.

ظلال من الذاكرة

وأبدى الشيخ بدر العبري اعجابه بالمذكرات التي كتبها الشيخ الصفار تحت عنوان (ظلال من الذاكرة) وقال إنه استمتع بقراءتها وانجذب لاسلوبها الشيق السلس من البداية إلى النهاية، متمنيًا على الشيخ الصفار استكمال كتابة مذكراته عن المرحلة اللاحقة من تجربته.

وأبان أنه يعتبر الشيخ الصفار من مؤسسي خط التنوير والوعي الديني في أوساط الشيعة العمانيين من خلال إقامته في مسقط وسط سبعينيات القرن الماضي.

الاتجاهات الإباضية المعاصرة

كما تحدث الشيخ العبريّ عن التمايز العلمي في المدرسة الإباضيّة المعاصرة وأنه يوجد تشكلان: المدرسة الإباضيّة المشرقيّة أي في عمان وسابقًا في مصر والبصرة والحجاز وخراسان وغيرها.

وتابع: والمدرسة الإباضيّة المغاربية أي في تونس وليبيا والجزائر وتكوّن لاحقًا في أجزاء من شرق أفريقيا وهؤلاء في الجملة أقرب إلى التكوّن المشرقي بسبب الهجرات العمانيّة، حيث لا يوجد تمايز كبير بين المشارقة والمغاربة عدا في بعض المسائل الكلامية الطفيفة كمسألة خلق القرآن قديمًا. واستقرت المدرستان حاليًا في القول بخلق القرآن وفي بعض مسائل الولاية والبراءة.

وأضاف: حاليًا توجد بعض الآراء في المدرسة الإصلاحية عند المغاربة وهي طفيفة كاستواء الحسنات والسيئات، وأما في الفروع فاشتراكهم كبير والخلاف وارد حسب اجتهاد العالم فقد يتوافقون في مسائل ويختلفون في أخرى إلا أنهم في الجملة متفقون في الخط العملي.

كما نشر تغريدة على شبكة تويتر جاء فيها: ‏أشكر سماحة الشيخ حسن الصفار على كرم الضيافة في منزله في القطيف بالسعودية، في سهرة معرفية طويلة معه وبمشاركة الدكتور توفيق السيف، ومجموعة من المثقفين في القطيف، وكان الحديث حول جوانب معرفية عديدة، كما أشكر الأديب عبد الباري الدخيل على التنسيق.

هذا وقد رافق الشيخ العبري من سلطنة عمان الأستاذ وضّاح الهاشمي والأستاذ عمّار البلوشي الأستاذ فريد عبدالوهاب.

استقبل الشيخ بدر العبرياستقبل الشيخ بدر العبري