للكاتب الشيخ حسن آل حسين

تقديم لكتاب عبدالمحسن أبوعبدالله رجل الصمت والإنجاز

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطاهرين

سررت جدًا بالمبادرة الطيبة التي قام بها الأخوة الأعزاء لإعداد هذا الكتاب، احياءً لذكرى الفقيد الغالي المهندس الأستاذ عبدالمحسن أبوعبدالله تغمده الله بواسع الرحمة والمغفرة.

إنها مبادرة تنطلق من مشاعر الوفاء والتقدير لرجل أفاض الحب على أصدقائه ومجتمعه، وأخلص لدينه ووطنه، وبذل جهده في اكتساب المعرفة، وبث الوعي والثقافة في محيطه الاجتماعي.غلاف كتاب عبدالمحسن ابوعبدالله

وما أروع مشاعر الوفاء حين تغمر النفوس، فتبادر إلى شكر المحسنين، والإشادة بالخيّرين، وتقدير إنجازات العاملين. وذلك هو ما يعزز في المجتمع روح العطاء والإبداع، ويرسّخ قيم الخير والصلاح، ويصنع الرموز والقدوات الصالحة للأجيال.

إن الفقيد الراحل عبدالمحسن أبوعبدالله يستحق الاحتفاء بشخصيته، وإحياء ذكراه العطرة، فقد كان أنموذجًا للإنسان العصامي، الذي صنع مكانته الثقافية والاجتماعية باجتهاده وكريم أخلاقه.

كان تخصصه الأكاديمي في الهندسة الكهربائية، حيث تخرج من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن سنة 1976م، والتحق بشركة أرامكو في إدارة توزيع الطاقة، ومعروف أن العمل في أرامكو يستهلك الجهد والوقت، لدقة وصرامة قوانين الإدارة وأنظمة العمل فيها.

لكن صدق انتمائه الدين، وعشقه للمعرفة، وتطلعه لخدمة مجتمعه، دفعه لصرف الكثير من وقته وجهده واهتمامه في الشأن الثقافي والاجتماعي.

كانت المواظبة على حضور صلاة الجماعة في المسجد برنامجًا مقدسًا لديه، لا يتخلى عنه في أي فريضة ما استطاع إلى ذلك سبيلًا، كما ينقل ذلك عنه أصدقاؤه وعارفوه، وكان يشجّع الآخرين خاصة الناشئة والشباب على حضور صلاة الجماعة، ويهتم باصطحاب بعضهم معه للذهاب إلى المسجد.

وهو من الداعمين والمشاركين إداريًا في نادي النور الرياضي في منطقته (السنابس)، ليكون النادي إطار احتواء وتوجيه للشباب والناشئة.

إما القراءة والمطالعة فكانت عشقه الدائم، وهوايته المحبّبة، حيث كان يلتهم الكتب والمجلات والجرائد حتى القديم منها، لأن مورد اهتمامه فيها ليست الأخبار والأحداث المتغيرة المتجددة، وإنما الكتابات الثقافية المعرفية.

ولم يرض لنفسه أن يبقى في مستوى القارئ المستهلك فقط، بل سعى للارتقاء إلى مستوى التأليف والإنتاج، فأصدر عددًا من الكتب، بلغت 14 كتابًا مطبوعًا.

لقد حاز ثقة من حوله، واحترام مجتمعه، ومحبة أصدقائه، بصفاء نفسه، وكريم أخلاقه، حيث كان هادئ الطبع، كثر الصمت، لا يتحدث عن ذاته، ولا يتكلم فيما لا يعنيه، ولا ينال أحدًا بسوء، ويشجع الآخرين على أعمال الخير والصلاح، ويتجاوب مع أي فكرة أو مشروع لخدمة الدين والمجتمع.

هكذا وجدته خلال ثلاثة عقود من الزمن تعرفت عليه فيها، وسمعت مثل هذه الانطباعات من أصدقائه القريبين منه.

أسأل الله تعالى له المغفرة والرضوان، وأن يجمعنا وإياه في مستقر رحمته، وأجدد شكري للأخوة الأعزاء الذين قاموا بإعداد هذا الكتاب، تذكيرًا بسيرته العطرة، ووفاءً لحقه.

والحمد لله رب العالمين.

حسن بن موسى الصفار

14 جمادى الأولى 1445هـ

الموافق 28 نوفمبر 2023م

عبدالمحسن ابوعبدالله

بسطة حسن، القطيف، الطبعة الأولى، 1445هـ / 2024م