في مسجد الرسول الأعظم (ص) بصفوى

الشيخ الصفار: ظلم القريبين والضعفاء أقبح الظلم

مكتب الشيخ حسن الصفار

 

قال سماحة الشيخ حسن الصفار إن الظلم لأي أحد قبيح، لكن أقبحه ما يقع على الضعفاء والأقرباء.

وحذّر من تساهل البعض وتجاوزه على حقوق الأقربين منه، باعتبار (ميانته) ونفوذه عليهم.

جاء ذلك ضمن الكلمة التي ألقاها سماحته في حفل ذكرى ميلاد الإمام علي في مسجد الرسول الأعظم بصفوى مساء الأربعاء 12 رجب 1445هـ الموافق 24 يناير 2024م.

مسجد الرسول الأعظم  بصفوىوأشار سماحته إلى ما ورد عن أميرالمؤمنين علي : «ظُلْمُ اَلضَّعِيفِ أَفْحَشُ اَلظُّلْمِ» و«إِيَّاكَ وَظُلْمَ مَنْ لاَ يَجِدُ عَلَيْكَ نَاصِراً إِلاَّ اَللَّهَ»، لأن الإنسان عادة ما يحسب ألف حساب في الإقدام على ظلم الأقوياء، خشية رد فعلهم وانتقامهم، لكنه غالبًا ما يتجرأ على ظلم الأضعف منه قدرة وقوة.

وأكّد على ضرورة رعاية الحقوق ضمن الحياة الزوجية والعائلية، مستشهدًا بما ورد عن الإمام علي : «وَلاَ يَكُنْ أَهْلُكَ أَشْقَى اَلنَّاسِ بِكَ» وبما أوجبه الدين على الأب والأم من دفع الدّية في حالة ضرب طفلهما ضربًا يؤثر في جسمه.

وبيّن: إن بعض الناس قد يستخدم كلمات بذيئة مع أصدقاءه على سبيل المزاح، ويجرح مشاعرهم، اعتمادًا على أنهم يقبلون منه ذلك.

وتابع: إن ذلك نوع من الظلم، وكثيرًا ما يكون سببًا لحصول النزاع والبغضاء، كما ورد عن الإمام علي : «لَيْسَ لَكَ بِأَخٍ مَنْ ضَيَّعْتَ حَقَّهُ».

وتناول في هذا السياق ما يحدث من تجاوزات ونزاعات بين الأخوة والأخوات والأقرباء في موضوع الإرث.

وقال: بعض الورثة يسعى للاستئثار على إخوانه وأخواته، على حساب حصتهم المقررة لهم شرعًا، أو يؤخر تقسيم الإرث لمدة طويلة، فيمنعهم عن الوصول إلى حقوقهم.

وأبان أن ذلك من أقبح صور الظلم وأفحش ألوان العدوان، إضافة إلى ما ينتجه من قطيعة الأرحام، وزرع الضغائن في النفوس.

مذكّرًا بما قاله الإمام علي : «وَكَيْفَ أَظْلِمُ أَحَداً لِنَفْسٍ يُسْرِعُ إِلَى الْبِلَى قُفُولُهَا، وَيَطُولُ فِي الثَّرَى حُلُولُهَا؟»، فلا تستحق حفنة من المال مهما كثرت، في هذه الحياة القصيرة، أن يواجه الإنسان النتائج الوخيمة للظلم في حياته وبعد وفاته.

وتابع: نجد في خطب الإمام علي وكلماته مساحة واسعة للتحذير من الظلم، ونبرة عالية في رفضه والتنديد بمن يمارسه.

وأكّد أن أهم ما ينفعنا في إحياء ذكرى الإمام علي هو استحضار نهجه، واتباع هديه، وليس مجرد إعلان المحبة والفرح.

وتابع: إن عليًا لا يشفع لك يوم القيامة إذا كنت تحمل أوزارًا من الظلم، فإنه يقول: «وَأَمَّا اَلظُّلْمُ اَلَّذِي لاَ يُتْرَكُ فَظُلْمُ اَلْعِبَادِ بَعْضِهِمْ بَعْضاً».

هذا وقد بدأ الحفل الذي قدّمه حسين خضر الصادق بتلاوة القرآن الكريم المقرئ مصطفى آل نصفان، ومشاركة الشاعر علي عبدالمجيد النمر، والرادود حيدر خميس.

مسجد الرسول الأعظم بصفوىمسجد الرسول الأعظم بصفوىمسجد الرسول الأعظم بصفوىمسجد الرسول الأعظم بصفوى