الشيخ محمد الصفار: إن الله ستر عليك فلا تهتك سترك

 

قال سماحة الشيخ محمد الصفار إن الله ستر على الناس معايبهم ومعاصيهم وهفواتهم، وجعل المعرفة بذلك حكراً عليه.

وتابع: إن هدف ستر الله على الإنسان لتبقى كرامته وسمعتُه محترمة ومقدرة.

جاء ذلك في خطبة الجمعة ٢٠ شعبان 1445هـ الموافق ١ مارس 2024م بمسجد الرسالة بمدينة القطيف شرقي السعودية بعنوان: كيف نديم ستر الله علينا؟

وأوضح سماحته أن الله سبحانه وتعالى بإمكانه إذا رأى التمرد والمعصية من الإنسان أن يمرغ هذه السمعةَ في التراب.

وتابع: وأن ينهي هذا الإنسان معنويا واعتباريا، ليعيش ذليلا بائسا منكسرا، لكن الله يديمُ عليه الستر والحماية.

وبيّن أن الستر نعمة من الله لا يريد أحد منا زوالها ولا رفعها عنه في كل مراحل حياته.

وعن سؤال: ما هو الطريق لاستدامة الستر علينا؟

قال سماحته: لتحافظ على ستر الله لا تهتك ستر الآخرين.

وتابع: هتكُك لستر الآخرين يعني أنك قد وضعت النهاية لسترك، استر على الآخرين يستمر ستر الله عليك.

وأضاف: إذا بدأت بفضح الناس فقد فتحت الباب لفضيحتك ونشر عيوبك وزلاتك.

وأشار إلى أن الله سبحانه وتعالى ينهى عباده عن تتبع عيوب الناس، نفس التتبع لعيوب الناس قد يؤدي لفضيحتك.

مستشهدًا بما روي عن أمير المؤمنين علي : (مَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَاتِ اَلنَّاسِ كَشَفَ اَللَّهُ عَوْرَتَهُ).

وأبان أن من أسباب استمرار ستر الله توقف الإنسان عن المعصية قبل أن ينفذ رصيده من الستر.

وتابع: إذا كنت إلى الآن مستورا فتوقف، خف الله واخشه، فالستر لك ليس شيكا مفتوحا بلا حد.

وأضاف: ستر الله عليك لا يعني تشجيعا لك للاستمرار في المعصية، بل لإعطائك فرصا كافية للتوبة والعودة إلى الله، أو ربما يكون ذلك استدراجا.

ومضى يقول: قد تقتضي حكمة الله سبحانه وتعالى فيمن أسرف في المعاصي ولم يرتدع عنها وأصر عليها أن يفضح في الدنيا قبل الآخرة.

وأرجع سبب ذلك: إما ليتوقف ويعود عن غيه إلى ربه، أو لأن الله أراد عقوبته في الدنيا ليتخفف من الذنوب في الآخرة.

وتابع: أو ليكون عبرة في مجتمعه، فيعرف الآخرون أن لكل واحد رصيدا غيرُ معلوم من الستر.

وأضاف: أيها الإنسان إنك لا تدري متى ينتهي هذا الرصيد وتصبح معرضا للهتك، فأحذر أن يرفع عنك ستر الله