التأخر في الزواج
خادمة الزهراء - السعودية - 10/03/2010م
أرجو المساعدة.. فأنا فتاة ابلغ من العمر 32 سنة، لم يتقدم احد لخطبتي أبدا، وكنت أفكر في الزواج، والحياة الزوجية منذ كان عمري 14 سنة، وها قد وصلت إلى هذا العمر بدون زواج، ولقد توسلت بالله تعالى، وبالأئمة المعصومين (ع)، وعملت رقعة الإمام المنتظر (عج)، ولكن بدون نتيجة، والصراحة أنا بحاجة ماسة إلى الزواج، ماذا افعل؟ هل هي الذنوب التي تحيل بيني وبين استجابة الدعاء؟ مع أني مداومة على أداء الصلاة في وقتها، وكذلك صلاة الليل، وزيارة عاشوراء.
ارجوا من سماحتكم الدعاء لي بالزوج الصالح في القريب العاجل، وإذا في آيات من القران، أو دعاء الرجاء اخباري، ولكم جزيل الشكر.
الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

التأخر في الزواج مشكلة تعاني منها الكثير من فتيات مجتمعنا، وتذكر بعض الإحصاءات أن في المملكة حوالي مليوني عانس، مما يدعونا للتفكير الجاد في السعي لإيجاد الحلول للمشكلة نفسها وما ينتج عنها من تداعيات.

لا نعلم دعاء مخصوصاً للزواج، لكن الإنسان مأمور بالدعاء على كل حال، كما هو مأمور بالسعي لتحقيق مطالبه وأمانيه.

من جهة أخرى فإن عدم استجابة الدعاء ليست بالضرورة بسبب ذنوب الإنسان، بل إن بعض الروايات تذكر أن الله يؤخر استجابة الدعاء لحكمة معينة، ومنها أن تهيئة الأسباب لزيادة إيمان العبد وتعلقه بربه.

ومع السعي والدعاء لابد من نشر ثقافة جديدة، تدعو المرأة لتفجير طاقاتها والانطلاق في الحياة بغض النظر عن مسألة تأخر الزواج، إن أغلب فتياتنا يرسمون حياتهم ضمن قالب قديم مكرر: الدراسة ـ التخرج ـ الوظيفة والزواج.

فإن لم يحصل هذا القالب تحكم الفتاة على نفسها بالفشل، وهي تملك كل مقومات النجاح.

إننا نقرأ ونسمع كل يوم عن نساء ساهمن بشكل كبير في تغيير مجتمعاتهن وعشن الفاعلية والحيوية والنشاط ولم يتوقفن عند حدود وهمية اصطنعها العرف.

يمكنك أن تكوني مؤلفة وعالمة ومصلحة اجتماعية وصاحبة مؤسسة ثقافية أو اجتماعية أو خيرية، ولو بقيت في حدود المشكلة التي تعيشينها ستجمدين طاقاتك وإمكاناتك دون استثمار.

فمع السعي وطرق الأبواب للزواج، إلا أنك أكبر من هذه الحدود، فتوكلي على الله وبادري بالعمل والنشاط في الأعمال الثقافية والاجتماعية والخيرية، ولعل الله يفتح لك أبواب الخير.

يقول الإمام علي: «مر أهلك أن يروحوا في كسب المكارم، ويدلجوا في حاجة من هو نائم، فو الذي وسع سمعه الأصوات ما من أحد أودع قلباً سروراً إلا وخلق الله له من ذلك السرور لطفاً، فإذا نزلت به نائبة، جرى إليها كالسيل في انحداره، حتى يطرها عنه، كما تطرد غريبة الإبل».

نسأل الله أن ييسر أمرك ويفرج همومك ويرزقك سعادة الدنيا والآخرة إنه سميع مجيب.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

حسن الصفار