العمائم تيجان العلماء
ذكر العلامة الشيخ فرج العمران القطيفي، في موسوعته «الأزهار الأرجية في الآثار الفرجية»[1] يوم جاءه الشيخ حسن الصفار، يستشيره في لبس العمامة، كان ذلك عصر يوم الخميس، المصادف لذكرى ميلاد رسول الله السابع عشر من شهر ربيع الأول عام 1391هـ، وكان عمر الشيخ الصفار آنذاك خمسة عشر سنة[2] .
يقول العلامة الفرج (رحمه الله): وفي عصر اليوم المؤرخ [3] لبس العمامة الخطيب ملا حسن بن الحاج موسى بن العلامة الشيخ رضي بن الحاج علي الصفار آل فردان التاروتي الساكن حينئذ في أم زيد من توابع الدبابية، وذلك بعد أن استشارني في لبسها فأشرت عليه بذلك قائلاً له:
«العمائم تيجان العلماء»..
وكان عازماً على المجاورة في النجف الأشرف، لطلب العلم الديني حقق الله لنا فيه الآمال، وقد ألبسته العمامة أنا بيدي وكان ذلك في منزل ابني الشيخ حسين، ودعوت له بهذا الدعاء الذي أجراه الله على لساني، وهو:
«اللهم صل على محمد وآل محمد، اللهم توّجه بتاج الكرامة واجعله من أفاضل أرباب العمامة، اللهم زيّنه بزينة العلماء العاملين ووشّحه ببردة الفضلاء الكاملين، اللهم زوّده بزاد التقوى، ووفّقه للعمل الأصلح الأرضى، اللهم أقرّ به أعيننا وأعين المسلمين، واجعله من حفّاظ شريعة سيد المرسلين صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين».
وقد نظم الشيخ إبراهيم بن الحاج عبد الله الغراش قصيدة بهذه المناسبة، وإليك ذكرها تحت عنوان:
العلم نور به الألباب فكن له ساعياً بالجدّ مجتهداً فالناس قسمان إن تسأل أجبك فذو فحارب الجهل تظفر بالمنى أبداً فكم أناروا عقولاً وهي مظلمة وأوضحوا غامضات العلم فاتضحت فاخضع لأقوالهم يا ذا الحجى فبهم فكم يعانون في ذا الأمر من نصب فهم أولو الأمر من بعد الهداة لنا لا غرو لو شمخوا فضلاً وفاق عُلاً وهم أمان لمن أضحى لهم تبعاً هذا أبو حسن عين القطيف ومن أعني بذا فرج العمران من ثبتت فكم هدى حائراً من ظلمة لهدى وأطلق الفكر من قيد الهوى فأتت جاءت إلى النجف الأسمى مهاجرة مثل (ابن موسى) ومن ينميه مرتقياً أعني الرضي رضي الدين والخلق الـ ذاك ابن موسى الذي سمّاه بالـ(حسن) أتى ليبني كما كانت أوائله لذاك تاقت إلى لبس العمامة منـ وقد أتى مستشيراً شيخنا فرج الـ فقال: يا حبذا تاجاً فجاء بها هنيء ذوي العلم بالتيجان تلبسها هم هدى للورى إن غمة دهمت لا تسأم العلم إن شئت النجاة فما واستسهل الصعب بالصّبر الجميل فلا واختر لنفسك خلاً ليس ذا حسد وجاهد النفس إن تدنو لموبقة وكن صبوراً إذا وافتك معضلة |
تعتصمحقاً وينجاب عن إشراقه وخلّ عنك أناساً منه قد سئموا علم ومن في بحار الجهل مرتطم وانصر ذوي العلم إذ هم للهدى علم لما ألمّ بها من جهلها لمم وبان للناس أنّ الدين منتظم تحظى بسعدك إذ هم منقذوك هم كي يوضحوا لحيارى الناس نهجهم وهم لنا بعد أهل البيت معتصم على دم الشهدا حقاً مدادهم يوم القيامة فليخسأ عدوهم أضحت به الخط بالإيمان تعتصم على ذرا المجد والعليا له قدم واستنقذ الناس من هواة جهلهم شبيبة الخط نحو العلم تزدحم للعلم تسمو بها نحو العلا الهمم إلى العلا جده العلامة العلم ـكريم نسل كرام طبعها الكرم العلا والفضل والتوفيق والشمم تبني ويرسم هدياً مثلما رسموا ـه النفس وهي بتاج العلم تتسم ـعمران إذ رأيه حزم ومعتصم مثل الهلال فهنئ من بها غنموا بل هنئ التاج إذ يعلو رؤوسهم وهم عماد لهم إن زلت القدم تاج سوى من هم للعلم قد علموا يصاحب النصر إلا الصّابر الشّهم فحاسد الناس لا تزكوا له شيم فإن دنت ندمت مثل الأولى ندموا فكل ذي مسكة بالله يعتصم |
الظلم
ونظم أيضاً قصيدة بهذه المناسبة الشيخ جمعة بن سلمان الحاوي البحراني الستري أحد الطلبة المجاورين بالنجف الأشرف لطالب العلم الديني وأحد خطباء المنبر الحسيني، وافتتح القصيدة بذكر ميلاد الرسول الأكرم بمناسبة أن هذا اليوم هو يوم الميلاد الميمون، واليك ذكر القصيدة تحت عنوان:
ولد المربي للبرية قد جاء يحمل للأنام نجاتهم والله بالظفر الكبير معينه اليوم قلبي فيه حلت فرحة فالفرحة الكبرى بمولد منقذ ولنا الكرامة إذ نشيد بذكره إنّ القوافي قد قصرن ولم تكن والفرحة الأخرى بشهم طيب لبس العمامة وهي خير أمانة ترك البلاد وجاء يطلب للعلا والعلم إن كان الرشاد طريقه أما إذا كان الدّمار طريقه ِسرْ يا ابن موسى للعلوم مشمراً واحفظ أمانتك العمامة وارعها وإليك يا علامة (الخط) الذي أعني به فرج القطيف فإنه وعليك من لطف الإله حراسة صلّى الإله على النبي وآله وأعيد قولي بالثناء مكرّراً |
أحمدفغدت له الدنيا ضياً لهم به فهو العظيم المرشد وله النجاح على العداة يقيد كبرى وأخرى في الفؤاد تؤكد أعني به المبعوث وهو محمد ولأجله نلقي الثّنا ونردّد وفّته حق المدح وهو الأمجد (حسن) به أمل النجاح موطّد للدين عند المرء إذ هي تشهد بالعلم حيث بذاك لا يتردّد أكرم به فهو الطريق الأرشد أسوء به وإلى الجحيم يخلّد إن الطريق إلى العلوم ممهّد واترك أناساً هم لقدرك حسد قد صارت الدنيا بفضلك تشهد علامة وعلومه لا تجحد لا تستطيع بأنْ تقالمها يد في كل وقت ذكرهم يتردّد ولد المربّي للبريّة أحمد |
تتوقد