الصفار في أحدية الدكتور راشد المبارك
وقد جاء الخبر كما يلي:
أكد الكاتب حسن الصفار على ضرورة الاعتراف بالآخر وقال في محاضرة ثقافية ألقاها في أحدية الدكتور راشد المبارك في الرياض مساء الأحد الماضي لسنا مخيرين في وجود الآخر فهو حتمية اقتضتها حكمة الله تعالى في الخلق لتكون الحياة أكثر ثراءً، وليشحذ التنافس همم أبناء البشر، ويفجر طاقاتهم.
وتناول الصفار في محاضرته عدة محاور:
أولها التعارف قاعدة أساس. حيث أكد أن الخطوة الأولى، والقاعدة الأساس، لتنظيم علاقة مع الآخر هي التعارف. بأن يتعرف كل من الطرفين على الآخر، خاصة فيما يرتبط بزاوية التغاير والتمايز بينهما. ذلك أن الجهل وسوء الفهم غالباً ما يؤدي إلى التباعد حذراً، أو إلى النزاع والخصومة عداءً.
وأشار في المحور الثاني إلى أن المجتمعات المتقدمة، ممثلة بمراكز الدراسات والأبحاث فيها، الرسمية والأهلية، وعبر المبادرات الفردية الطموحة، تحرص على تحصيل أكبر قدر من المعلومات عن البلدان والشعوب الأخرى، لإثراء المعرفة، ولخدمة المصالح والأغراض.
وتحدث في إطار هذا المحور عن حركة الاستشراق وكيف أنها أسهمت مساهمةً كبيرة في تعرف الغرب على الشرق. مضيفاً قوله في مقابل هذه الحركة الإستشراقية النشطة، هناك خمول في الشرّق في الاهتمام بمعرفة الغرب.
أما المحور الثالث فتحدث فيه عن الآخر الجوّاني. فقال إنه المختلف ضمن ذات الإطار الديني أو الوطني، حيث تعددت المدارس الفكرية والمذاهب الفقهية والتوجهات ضمن إطار الأمة الواحدة والوطن الواحد.
وأضاف الصفار قوله رغم حساسية الاختلاف في الدائرة الأقرب، والخطأ في التعاطي مع هذا الآخر إلا أنه بالإمكان تلافي هذا الخطر من خلال تقديم قراءة صحيحة لهذا الآخر الداخلي والتي تعتبر أكثر إلحاحاً وأشد ضرورة.
وفي المحور الرابع تحدث عن القراءة الصحيحة حيث أكد أن القراءة الصحيحة فيما بين الأطراف تؤسس للرؤية السليمة والتعامل الإيجابي، بينما خطأ القراءة ينتج سوء الفهم والتفاهم، ويؤدي إلى علاقات سلبية متسائلاً كيف ينبغي أن نقرأ الآخر؟
وأشار في الإجابة عن هذا التساؤل إلى أبرز الملاحظات في شروط القراءة الصحيحة للآخر حيث قال ان من ابرز الشروط القراءة المباشرة، إذ أن قراءة الآخرين عبر الوسائط لا توفر للقارئ صورة واضحة دقيقة، لأن الوسيط قد لا يكون محايداً، فيتأثر نقله بموقفه المنحاز، وقد يكون اطلاعه ناقصاً، أو مصادره غير موثوقة، أو استنتاجاته غير صائبة، إلى ما هنالك من الاحتمالات.
وتأتي بعدها القراءة الموضوعية وهي الهادفة لمعرفة الآخر كما هو على حقيقته دون ميل أو انحياز مسبق، يجعل بصر القارئ زائغاً. وكذلك تعني الموضوعية عدم إساءة التفسير لرأي الآخر وعمله، ما دام يحتمل وجهاً للصحة.
وتحدث عن الاستيعاب في القراءة والتي تأتي من خلال الاطلاع على مختلف أبعاد الرأي الآخر، أما الاقتصار على جانب واحد فهو يشكل قراءة ناقصة مبتورة.
وأكد في نهاية محاضرته على عوامل مساعدة للقراءة الصحيحة من ضمنها نشر الوعي والثقافة التي تدعو إلى قراءة الآخر قراءة صحيحة. والسعي للتعرف من كل طرف على الآخر بمبادرة وسبق.
وحضر المحاضرة مجموعة كبيرة من الأكاديميين والمثقفين والباحثين الذين أثروا اللقاء بمداخلاتهم وآرائهم حول نفس الموضوع.