كتاب كيف نقهر الخوف باللغة الأندنوسية
بمبادرة مباركة وطلب من بعض الشباب المثقفين في (أندنوسيا) قام الأستاذ الشيخ (وردنا بلاثو) بترجمة كتاب (كيف نقهر الخوف) لسماحة الشيخ حسن الصفار إلى اللغة الأندنوسية.
وقد اطلعوا على الكتاب باللغة العربية من خلال نصه الموجود على الموقع، وقاموا بترجمته إلى اللغة الأندنوسية وطبعه في أكتوبر 2003م في (جاكرتا - أندنوسيا). ويقع في 156 صفحة من الحجم الصغير.
والمترجم الشيخ وردنا بلاثو هو أحد العلماء في أندنوسيا، وله نشاطٌ ثقافي واسع حيث صدرت له عدة مؤلفات وترجم مجموعة من الكتب.
والجدير بالذكر أن هذا الكتاب قد صدرت منه أربع طبعات باللغة العربية:
الطبعة الأولى: 1404هـ - 1984م، مركز الشباب المسلم، أمريكا.
الطبعة الثانية: 1404هـ، طهران - الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
الطبعة الثالثة: 1404هـ - 1984م، مؤسسة الوفاء، بيروت - لبنان.
الطبعة الرابعة: 1424هـ - 2003م، دار المحجة البيضاء - دار الواحة، بيروت - لبنان.
كما صدرت لهذا الكتاب ترجمة إلى اللغة الفارسية، تحت عنوان (غلبه بر خوف) , ترجمة الدكتور محمد خاقاني (جهاد دانشكاهى تهران - 1408هـ).
ويقع هذا الكتاب في أربعة فصول:
بداية يتناول هذا الفصل واقعية الخوف وأنه حالة طبيعية، إلا أنه قد يتحول إلى حالة مرضية. ويتناول السبيل في عدم الوصول لهذه الحالة، ويكون عبر توجيه هذا الميل الفطري نحو الأخطار الحقيقية الكبرى التي تهدد مستقبل الإنسان.. وليس نحو بعض المخاطر الحقيرة البسيطة. وأن يخاف الإنسان من مركز القوة والثقل التي تهيمن على العالم، وتسيطر على كل شأن من شؤونه، وكل ذرة من ذراته.. وهي قوة الله سبحانه وتعالى وهيمنته وعظمته. وأن لا يكون الخوف عقبة وحاجزاً أمام الإنسان، يمنعه من التقدم والاحتفاظ بالحرية والكرامة.
وفي هذا الفصل نماذج قرآنية تؤكد أن القرآن ينقل لنا بعض الصور واللقطات، من داخل وأعماق نفوس أنبيائه وأوليائه، ليؤكد لنا واقعية الخوف وتجذره، حتى في تلك النفوس المختارة الزكية الطاهرة..
وأن الأنبياء والأولياء أيضاً يخافون، ولكنهم يتجاوزون حاجز الخوف من الأخطار والمشاكل، ويقمعونه داخل أنفسهم.. بقوة إرادتهم، وبتسديد الله تعالى لهم..
يتحدث هذا الفصل عن منشأ الخوف، ثم عن الأسباب والجذور وأكد على الأسباب والجذور التالية: الوراثة، ومصاعب الحمل والولادة، والتربية السيئة، وضعف الإيمان، والانشداد للدنيا والشهوات.
ويطرح ثلاثة أساليب منحرفة في مجال التربية تخلق من الإنسان شخصية خائفة جبانة مهزوزة، وهي: التعامل الإرهابي مع الطفل، والتخويف الكاذب، والدلال المفرط
يُقدم هذا الفصل عدة جوانب في حياة الإنسان تتجلى فيها حالة الخوف بشكلٍ واضح:
أولاً- الخوف من الفشل.
ويؤكد أن أفضل علاج للفشل أن لا يتهيبه الإنسان، فليس مشكلاً كبيراً، أن يفشل الإنسان، وأساساً لماذا لا تريد أن تفشل في حياتك؟ لماذا لا تريد أن تصطدم في حياتك؟ إن طبيعة الحياة وسنتها: أن الإنسان لا يصل إلى النجاح إلا بعد أن يجتاز وديان الفشل.
ثانياً- الخوف من المشاكل.
ثالثاً- الخوف من الموت.
ويوضح في هذه النقطة أسباب خوف الإنسان من الموت:
1- إنهاء وجود الإنسان في هذه الحياة..
2- العجز عن المواجهة..
3- المفاجأة
4- المصير المجهول
ويُقدم أفضل طريقة للتعامل مع الموت، في نصيحتين: الأولى الاستعداد للموت، والثانية توظيف الموت.
هذا الفصل يُقدم سُبل الانتصار على الخوف، وهي: الإرادة والتصميم، والإيحاء الذاتي، وقراءة سير الأبطال، والزهد في الدنيا، و التوجه نحو الخوف الحقيقي، والاقتحام إذ يقول الإمام علي : «إذا هبت أمراً فقع فيه»، وأيضاً توثيق الصلة بالله، والتسلح بالفكر الرسالي، وأخيراً أن نكون مع الصادقين.
وفي الكلمات الأخيرة للكتاب يؤكد الكتاب أن من أبرز الثغرات والأمراض وراء الواقع المتخلف السيئ الذي تعيشه أمتنا وشعوبنا، هذا الشبح المرعب، والكابوس المخيم على نفوسنا وهو مرض الخوف..
وأن علينا إذا ما أردنا تغيير واقع أنفسنا وأمتنا، أن نبدأ بالثورة والتغيير في أعماق ذواتنا.. وان نواجه هذا الشبح العدو المزعج (الخوف) ونطرده من داخل نفوسنا.. لنتجاوز حاجز الخوف، وليفكر كل واحد منا فوراً في أن يصبح بطلاً شجاعاً، ويقتحم بالفعل كل ما كان يتهيبه ويخافه سابقاً من مجالات الخير والتقدم..
ولا يقتصر واجبنا على أنفسنا فقط بل نحن مسؤولون عن إصلاح نفوس كل أبناء مجتمعنا فلنعلن الثورة على الخوف.