تقديم كتاب «الآجام: بين الأمس واليوم»
الكتاب: الآجام: بين الأمس واليوم
الكاتب: وجدي عبد العظيم آل مبارك
الناشر: مطبعة البيان العربي، بيروت ـ لبنان- 1422هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وآله الطاهرين
شعرت بكثير من الغبطة والسرور وأنا أتصفح هذا الكتاب الجميل (الآجام بين الأمس واليوم) وكان مبعث سروري وغبطتي أمران:
الأول: أن الكتاب يعتبر تأسيساً لتاريخ جزء عزيز من بلادي، لم يسبق أن دوّن له تاريخ ولا كتب حوله بحث توثيقي، عدا بعض الإشارات والسطور المختصرة في كتابات شاملة عن المنطقة.
هذا الجزء العزيز وهو منطقة (الآجام) يستحق أن تخصص له أكثر من دراسة تتناول مختلف جوانب الحياة فيه، ومعالم الطبيعة في محيطه وسجّل الأحداث والتطورات في تاريخه، أسوة بالكتابات التوثيقية التي ظهرت عن سائر أجزاء هذا البلد الغالي.
لكن هذه المهمة بقيت شاغرة تنتظر رائداً يقتحم آفاق البحث للقيام بها، وظلت أُمنية تراود النفوس والأذهان على أمل التحقيق والإنجاز، لذلك سررت بهذا الكتاب لما يشكله من استجابة لتلك المهمة، وتلبية لتلك الأمنية، أنه جهد تأسيسي لتاريخ منطقة مغمورة التاريخ، ومن الطبيعي أن تكون هناك نواقص وثغرات في أي محاولة جديدة، لا تتوفر لها المصادر والمراجع الكافية، لكن هذا الجهد يكتسب أهمية من رياديته في مجاله. على أمل أن يسعى الكاتب لمتابعة جهده وتطويره وأن يقتفي أثره آخرون.
أما المبعث الآخر لسروري بهذا الكتاب فهو تفاؤلي بمستقبل واعد لمؤلفه الكريم، فهو شاب أدرك أن عليه أن يستغل فترة شبابه في تقديم العطاء والخدمة لبلده ومجتمعه، وكم في بلادنا من شباب يختزنون الكثير من القدرات والطاقات، لكنهم لا يسعون لاكتشاف طاقات أنفسهم، ولا يجتهدون في تفعيلها وتنميتها، من أجل بناء مستقبلهم، ورفعة شأن وطنهم ومجتمعهم. إن مرحلة الشباب هي مرحلة القوة والنشاط، وباستثمارها في الجد و الاجتهاد يحقق الإنسان لنفسه التقدم، ويأخذ موقعه المناسب في الحياة.
وهي في نفس الوقت مرحلة تفجّر الأحاسيس والعواطف، وأوج ظهور الغرائز والشهوات، مما يجعل الكثيرين من أبناء هذه المرحلة يستغرقون في الاستجابة لعواطفهم والاسترسال مع غرائزهم وشهواتهم، فتضيع عليهم أفضل فترات حياتهم ونشاطهم في اللهو واللعب، ثم يصبحون أفراداً عاديين لا يمتلكون تميزاً، ولا ينالون مكاسب متقدمة. بل قد يصعب عليهم توفير أدنى متطلبات الحياة، وخاصة مع التعقيدات التي أصبحت تحيط بمجالات الدراسة والعمل.
إن أفاق التقدم مفتوحة أمام شبابنا الأعزاء، فبلدنا فيه خير كثير، وأبناؤنا يتمتعون بقدرات وكفاءات جيدة، لكن المطلوب هو الجد والاجتهاد، وتجاوز أهواء الميوعة والكسل، فالحياة ساحة كدح وعناء قال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاَقِيهِ﴾[1] ، ﴿لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي كَبَدٍ﴾[2] .
أرجو أن يكون المؤلف الكريم بهذا الجهد الذي يقدمه نموذجاً لشبابنا الأعزاء، في أن يوجهوا طاقاتهم ويستثمروا شبابهم في مجالات المعرفة والعلم؛ فيبرز منهم العالم والأديب والمؤرخ والباحث والكاتب، وتتبلور في أوساطهم مختلف القدرات والكفاءات العلمية والعملية.
لقد تصفحت هذا الكتاب الجميل، وأدركت مدى الجهد الذي بذله مؤلفه الكريم الأخ وجدي عبد العظيم آل مبارك، أسأل الله تعالى أن يثيبه على جهوده الطيبة، وأن يوفقه للمزيد من العطاء والإنتاج، وأن يكون هذا الكتاب باكورة لنشاط مستمر في الكتابة والتأليف، وأن يوفق الله سائر شبابنا الأعزاء ليحتذوا حذوه، ولينسجوا على منواله في تنمية وتطوير قدراتهم المعرفية والثقافية.
وفق الله الجميع للخير والصلاح والحمد لله رب العالمين.
حسن موسى الصفار
5 رمضان 1422هـ