تقديم لكتاب «رسالة في الطهارة من الذنوب» للأستاذ طاهر بن علي الخلف
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده محمد وآله الطاهرين وبعد:
من موقع الغيرة والحرص على مستقبل الجيل الصاعد ينطلق كاتب هذا البحث الأستاذ الفاضل طاهر بن علي الخلف حفظه الله، فهو ابن بارّ لمجتمعه، مهتم بمستقبل أبنائه، يلاحظ ويتأمل واقع المجتمع، فيرصد موارد الضعف والخلل، وتستوقفه الظواهر السلبية في السلوك والممارسات، وخاصة في أوساط شريحة الشباب، فلا يرضى لنفسه أن يمر على تلك الحالات مرور الكرام، ويأخذ منها موقف اللامبالاة، فذلك ما لا يسمح له به التزامه الديني، وشعوره بالمسؤولية.
فالمؤمن الصادق في إيمانه يجد نفسه معنياً بأوضاع مجتمعه، مهتماً بالتفكير في مستقبله.
ومن أجل اتخاذ الموقف المسؤول تجاه ظواهر الانحراف السلوكي، لا بدّ من الدراسة للأسباب والجذور، في أبعادها المختلفة، ثم الاجتهاد في تقديم أساليب العلاج والمواجهة.
وهذا ما قام به المؤلف الكريم، فقد دفعته غيرته على الدين والمجتمع إلى التفكير في وقاية أبناء الأمة من الانزلاق في مهاوي الذنوب والمعاصي والموبقات.
ولأنه معلم للمرحلة الثانوية يتعاطى مع شريحة من الطلاب في مرحلة المراهقة، وهي أخطر المراحل وأدقها، لذلك تكونت لديه من واقع الملاحظة والمعايشة، تصورات وانطباعات عن خلفيات الظواهر السلوكية المنحرفة، كما تشكّلت لديه من وحي ثقافته الدينية، رؤية حول برامج الخلاص والإنقاذ من براثن المعاصي والذنوب.
لقد اطلعت على صفحات هذا الكتاب الجميل، فوجدت سطورها تفيض بالولاء للدين، والإخلاص لأبناء المجتمع، تحشد النصوص الدينية الهادية، وتستشهد بنتائج البحوث العلمية والتربوية، وتلامس واقع شباب العصر.
جزى الله المؤلف الكريم خير الجزاء، وأثابه على ما بذل من جهد كبير، وجعله الله في موقع الفائدة والنفع، وكثّر في أبناء الوطن أمثاله، من الواعين المبادرين.
والحمد لله رب العالمين.
حسن الصفار
27 صفر1430هـ
22 فبراير 2009م