عاشوراء ومسؤولية الإصلاح
كتب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رسالة إلى الحارث الهمداني وكان مما جاء في تلك الرسالة قوله : «واحذر كل عمل يعمل في السر ويستحى منه في العلانية، واحذر كل عمل إذا سئل عنه صاحبه أنكره أو اعتذر منه».
لبني البشر فطرة ووجدان، ولديهم عقول يفكرون بها، فيستطيعون من خلال ذلك أن يميزوا بين الخير والشر، وبين الحسن والقبيح. صحيح أن هناك اختلافًا بين الثقافات وعادات وتقاليد الشعوب فيما يخص استحسان أو استقباح بعض الأعمال والسلوك، لكن ذلك في التفاصيل، أما القيم الأساسية فغالبًا ما يتفق عليها بنو البشر بفطرتهم ووجدانهم وإدراك عقولهم. فالكذب قبيح عند كل بني البشر، والصدق حسن. والظلم قبيح، والعدل حسن. والبخل قبيح، والكرم حسن، وهكذا سائر القيم والصفات التي تنبثق منها ممارسات وسلوكيات الإنسان.
الإنسان يحب أن تنسب إليه الصفات الحسنة، والأعمال الصالحة، ويسوؤه أن تنسب إليه الأعمال السيئة. لكن السؤال هنا، كيف يمكن للإنسان أن يتجنب نسبة الأعمال السيئة إليه؟
حتى يتجنب الإنسان نسبة الأعمال السيئة إليه عليه أن لا يرتكبها. ما دام ينزعج من نسبة القبيح إليه، فليبتعد عن كل ما هو قبيح وسيء، وحتى لا يتلقى مضاعفات تلك الأعمال أيضًا، لكن الإنسان في بعض الأحيان يخادع نفسه، فيعمل القبيح، ويقترف السوء، ويحاول أن يظهر العكس للآخرين، فلا يرى الناس القبح منه لانه يعمله سرًا. ولكن كم يستطيع الإنسان أن يستمر في تستره على السوء والقبح؟
أولًا نحن كمسلمين نعتقد ونؤمن أن الله تعالى رقيب علينا، مطلع على كل شيء نعمله ونقوله، بل كل ما يختلج في أذهاننا ونفوسنا: ﴿يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ﴾. فكيف يستطيع الإنسان أن يعمل قبيحًا ويستره عن خالقه؟ هل هذا ممكن؟ بالطبع لا. في يوم القيامة إذا أنكر الإنسان عمل القبيح تكون الشهادات والشهود دامغين له، بما في ذلك أعضاء جسمه ﴿حَتَّى إِذَا مَا جَاؤُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ فينزعج الإنسان كيف أن أعضاءه تشهد عليه؟ ﴿وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ﴾.
فإذًا لا يمكن الاستتار من الله عز وجل وهناك ملكان رقيبان، يسجلان ما يقوم به الإنسان من خير وشر. من جانب آخر هل يمكن الاستتار من الناس؟ ربما يستطيع الإنسان أن يفعل سوءً ويخفيه عن الآخرين، ولكن معادلات الحياة وحكمة الله تعالى شاءت إن الإنسان قد يقع فيما يحذر منه. (ما أضمر امرؤ شيئًا إلا وظهر على قسمات وجهه أو فلتات لسانه).
نصوص كثيرة تدل على أن الإنسان إذا استمر في عمل القبيح فإن الله سبحانه وتعالى يسلط عليه ما يفضحه، وإذا أمعن الإنسان في ممارسة القبيح، وتطبعت نفسه عليه، فسوف لا يرى داع للتستر حينها فيبدأ شيئا فشيئا بفضح نفسه. ومع تطور العلم وتطور التكنولوجيا، أصبحت الكثير من أعمال الإنسان وأقواله تسجل عليه حتى لو أراد إخفاءها. كاميرات مخفية كما في (نظام ساهر) المزمع تطبيقه في انحاء المملكة فيما يرتبط بالمرور لرصد مخالفات أنظمة القيادة، كذلك الأماكن العامة كالمجمعات والأسواق أصبحت محاطة بالكاميرات، وجزء كبير من كلام الإنسان الآن يتم عبر وسائل الاتصال الجوال والكمبيوتر والإنترنت، وهذه الوسائل أصبح من السهل اختراقها من قبل جهات عديدة، وصار الناس يكيدون لبعضهم بعضًا عبر هذه الوسائل، ولذلك نحن نسمع عن بعض حالات الابتزاز، وهو ما يكون بين رجل وإمرة مثلًا، وعادة ما تبدأ بالمراسلات النصية، أو المكالمات، أو الصور، فيستغلها أحدهما ضد الآخر.
لذلك على الإنسان أن يكون حذرًا وخاصة في هذا العصر، بحيث يبتعد عن كل قبيح، وأن يكتب هذه الكلمة الذهبية لأمير المؤمنين بماء الذهب ويجعلها نصب عينيه: «احذر كل عمل يعمل في السر ويستحى منه في العلانية» العمل الذي تقوم به إن كان الجهر به ممكنًا فاعمله في السر، إما إذا كنت تستحي أن تجهر بهذا العمل، فاتركه حتى في السر. (واحذر كل عمل إذا سئل عنه صاحبه أنكره أو اعتذر منه) حين يسأل الإنسان عن شيء سيء هل عمله أم لا فعادة ما ينكر، أو قد يعتذر منه، ويطلب العفو والصفح. الشيء الذي تستحي أن يُنسب إليك إذا سئلت عنه فلا تعمله، ثم لماذا تضع نفسك في موضع الاعتذار وقد كنت غنيًا عن هذا الأمر؟ لماذا تعمل عملًا يلجئك إلى الإنكار أو الاعتذار؟ هناك كلمة أخرى له يقول: «إياك وما يعتذر منه، فإنه لا يعتذر من خير» لو كان عملًا حسنًا ما كنت مضطرًا للاعتذار منه، خلاف العمل الحسن الذي تفخر بعمله. وهناك روايات كثيرة في هذا الصدد عن أئمة أهل البيت ، كما ورد عن الإمام جعفر بن محمد الصادق يقول: «لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه. قال الراوي بما يذل نفسه؟ قال : لا يدخل فيما يعتذر منه» المؤمن لا يعمل شيئًا يتطلب منه الاعتذار لاحقًا، بل يعمل الشيء بوضوح وشفافية، فلا يخجل من نسبة العمل إليه. أحد الأقطاب الصوفيين يقول: "ليكن عملك من وراء سترك كعملك من وراء الزجاج".
ينبغي أن يصنع الإنسان حياته وسلوكه على أساس الشفافية، والوضوح، سيما في هذا العصر، وهذا يتوجه خاصة إلى العاملين في الشأن العام من سياسيين وعلماء وناشطين اجتماعيين، ما داموا يعملون في إطار الشأن العام فعليهم أن يعرفوا أن كلامهم وعملهم مرصود، وأنه ما عاد من الممكن التستر على الأشياء، وما نعيشه هذه الأيام من ضجة كبيرة حول موقع ويكيلكس، هذا الموقع الذي سرب مئات الألوف من الوثائق، مما يدور ويجري خلف الكواليس في السياسة الأمريكية والغربية، قام بها رجل أربعيني من أستراليا أسمه جوليان أسانج، وهو صحفي وناشط على الإنترنت، خصص موقعه لنشر الوثائق السرية للحكومات، بدء بأمريكا، ساعده على ذلك عناصر داخل أجهزة الدول حيث يتعاونون مع هكذا مواقع، لشعورهم بالحرية واندفاعهم لممارسة بعض القيم مثل الشفافية والدفاع عن الحرية وحقوق الإنسان.
يعيش العالم الآن هذه الأزمة الكبرى، السياسة الأمريكية تعرضت لأزمات عسكرية كما في العراق وأفغانستان، وأزمات اقتصادية، وهذه الأخيرة تمثل أزمة دبلوماسية، وقد كلفت الإدارة الأمريكية فريقًا من 120 خبيرًا يدرسون الآثار التي ستحصل من وراء نشر هذه الوثائق، هذا الموقع سرب أكثر من 400 ألف وثيقة سرية حول حرب العراق، وأكثر من 90 ألف وثيقة حول الحرب في أفغانستان، وأخيرًا 250 ألف برقية سرية تداولها الدبلوماسيون الأمريكيون فيما بينهم. تقرأ في هذه الوثائق ما يفضح نفاق وبغي السياسة الأمريكية والغربية، هذه الفضائح لم تنل من أمريكا فحسب بل من كل الأنظمة السياسية المتعاملة معها، ويبدو أن هذا المنهج سيستمر، وهذا يعني أن على السياسيين المسلمين والعرب أن يكونوا حذرين في تعاملهم مع الغربيين، عليهم أن لا يتفقوا معهم بما لا ترضاه شعوبهم، وبما يحرجهم أمام الرأي العام، وإلا فستتوالى الفضائح وستكون التأثيرات كبيرة على المستوى العالمي بسبب هذا التوجه.
وأنا أتوقع أن هذا المنهج سيتعمم في بلدان كثيرة، سيخرج هواة في البلاد العربية والإسلامية يمارسون نفس الدور من نشر وثائق سرية للحكومات وللأوضاع السياسية، ومن الصعوبة بمكان الوقوف أمام هذا النهج والتوجه مع توفر الوسائل والإمكانات.
من هذه الضجة وهذه الأزمة التي تعيشها الأنظمة السياسية يجب أن نخرج بدروس لما حصل:
أولًا على المستوى الفردي: من الصعوبة بمكان في ظل هذا التقدم العلمي الاحتفاظ بالسرية التامة، وبالتالي علينا أن نستحضر ما كان يمليه علينا ديننا الحنيف من أن الله رقيب ومطلع على كل كبيرة وصغيرة، وأن نجعل كلمة أمير المؤمنين نصب أعييننا دائمًا وأبدًا، فنكون شفافيين وواضحين مع أنفسنا في ممارسة سلوكنا وأعمالنا.
ثانيًا على صعيد الحكومات والأنظمة السياسية: يتوجب على السياسيين المسلمين والعرب إعادة النظر في تعاملهم مع الجهات الأخرى، فلم تعد هناك أسرار، التآمر والتواطؤ والمواقف المشبوهة التي لا ترتضيها الشعوب ولا ترتضيها الأمة إن لم تنكشف اليوم فستنكشف غدًا، وفي هذا العصر ما عاد الانكشاف أمرًا صعبًا.
ثالثاً: على الشعوب ان تعي كيف تمارس حكومات الاستكبار العالمي النفاق والازدواجية رغم ما تدعيه من شفافية واهتمام بحقوق الإنسان.
جاء وفي وصية أبي عبدالله الحسين التي أوصى بها لأخيه محمد بن الحنفية حينما عزم على الخروج من المدينة المنورة قال : «إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر».
تستقبلنا مطلع كل عام هجري جديد ذكرى ثورة أبي عبدالله الحسين ، وقد شاء الله تعالى للمسلمين أن يستقبلوا عامهم ويستفتحوه بهذه الذكرى العظيمة لتذكرهم بمسؤولية الإصلاح وواجب التغيير، فالإمام الحسين إنما تحرك من أجل الإصلاح في الأمة.
الإصلاح ضرورة لكل أمة، وفي كل عصر وزمان ذلك أن عوامل الفساد والظلم والانحراف حينما تتسلل إلى داخل الأمة وتحصل فيها، فإن السكوت عنها وعدم مقاومتها يجعل الفساد منتشرًا، والظلم مهيمناً. لذلك تحتاج الأمة إلى الإصلاح في كل وقت إما لمقاومة الفساد، أو لمقاومة الجمود. فالجمود والركود لون من ألوان الفساد. الأمة تحتاج إلى التطوير والتقدم، حتى لو فرضنا أنه ليس هناك ظلم وفساد، لكن الركود والجمود على نفس الوضع والمستوى من العيش هو بحد ذاته ظلم، ومنتج للفساد والانحراف.
الإصلاح مسؤولية يتحملها الواعون من أبناء الأمة، أما إذا اكتفوا بالتفرج أو التذمر مما يحدث فإنهم مسؤولون أمام الله والتاريخ عما يجري عليهم ﴿وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ﴾. أصبح من طبع البشر ممارسة الفساد والظلم على أنفسهم، ولكن ينبغي أن يقابله إصلاح، ومقاومة للظلم وإلا كان الهلاك مصير المجتمع والأمة.
في استقبال هذه الذكرى العظيمة علينا أن نتحمل مسؤوليتنا في إحيائها لأن إحياء ذكرى الحسين حياة لنا، كأمة وكمجتمع نلحظ المنافع الكبيرة منها، وهذا هو سبب النصوص الصادرة عن الأئمة المعصومين التي دعت شيعتهم والمسلمين جميعًا لإحياء ذكرى أبي عبدالله الحسين، لماذا؟
من أجل أن يستفيد الناس من إحياء هذه الذكرى. ويهمني أن أؤكد على بعض الملاحظات والتوصيات ونحن نستعد لإحياء هذه الذكرى.
1ـ إحياء عاشوراء يجب أن يوظف باتجاه الإصلاح وهو الهدف الأساس للإمام الحسين . الأمة بحاجة إلى الإصلاح الفكري والاجتماعي والسياسي، نحن بحاجة أن تتجه الخطابة ومواكب العزاء إلى موضوع الإصلاح في الأمة والمجتمع، أن نصلح أفكار الناس حتى يتعلموا مفاهيم دينهم الصحيحة. إذا كانت هناك فكرة خاطئة لا تنسجم مع تعاليم الدين ولا مع مصالح المجتمع، فينبغي أن نستفيد من هذه المناسبة في إصلاح الأخطاء الفكرية.
وعلى من يريد أن يتصدى للإصلاح الفكري أو الاجتماعي أو السياسي، أن يعلم أن الثمن باهظ. الإنسان الذي يهدف للإصلاح عليه أن يتحمل دفع الثمن، وأن يتخذ من الإمام الحسين الذي ضحى بكل شيء قدوة له. الإمام الحسين لم يجلس في بيته ويتحدث عن الإصلاح، وإنما خرج وضحى وتحمل، ونحن عندما نريد خدمة توجهات الإصلاح علينا أن نتحمل ذلك، فأصحاب الآراء الأخرى لن يتركوا من يخالفهم وشأنه، ويفسحون له المجال في فضح خطئهم. هذه المناسبة العظيمة هي أفضل وقت للإصلاح وتغيير أفكار الناس الخاطئة.
الإصلاح الاجتماعي: نحتاج إلى الإصلاح الاجتماعي لحل المشاكل السلوكية، والأزمات المعيشية، علينا أن نهتم بما يصلح أوضاع المجتمع. ينبغي أن يكون موسم عاشوراء فرصة لكل مؤسسات العمل الأهلي التطوعي والاجتماعي من التبرع بالدم، ومساعدة الفقراء والمحتاجين، والانضمام في المؤسسات الأهلية الاجتماعية. ما دمت تحضر في مدرسة أبي عبدالله الحسين فعليك أن تنتهج نهجه، وأن تخرج من مجلس العزاء وأنت مستعد للسير على دربه فيما يرتبط بالإصلاح في أي شأن كان. وإلا ماذا استفدنا من الحسين ومن هذه المجالس؟ ينبغي أن نخلق زخمًا لصالح هذه المؤسسات الأهلية لمعالجة المشاكل التي يعاني منها المجتمع.
الإصلاح السياسي: كما أننا بحاجة إلى الإصلاح السياسي، فحينما يعاني الناس في الوطن من مشاكل وضغوط بسبب ممارسات خاطئة فعلى الواعين من الناس أن يتحركوا لرفع الظلم والضغوط عن أنفسهم وعن مجتمعهم. ينبغي أن تكون هذه المناسبة فرصة لتصحيح الأوضاع السياسية، وهل ثار الإمام الحسين إلا حينما رأى الظلم والفساد قائمًا متفشيًا، (والذين اتخذوا عباد الله خولا ومال الناس دولا)؟
حينما يواجه الناس مشكلة التمييز بينهم كمواطنين فإن هذه المشكلة لا ينبغي أن تغيب عن خطابنا، يجب أن نوعي الناس ونبصرهم الطريق لمعالجة الأمر، وأن نتحدث عنها بوضوح. في السابق كان الحديث عن مثل هذه الأمور صعبًا وممنوعًا، ولكننا في وقت أصبح المجال فيه متاحًا وبالوسائل المختلفة المشروعة.
2ـ إيصال صوت الحسين ورسالته للآخرين. الحسين ليس إمام طائفة وليس إمام مذهب بل هو إمام الأمة، ونهضته وثورته المباركة كانت للبشرية جمعاء. علينا أن لا نحتكر هذه المناسبة، بل أن نسعى لإيصال صوت الحسين للآخرين، عبر كتب تتحدث عن الإمام الحسين ، وعبر مقالات ننشرها في الصحف، وعبر دعم البرامج الفضائية، وعبر اندماج وانفتاح الناس على هذه المناسبة.
ما عادت برامجنا أمراً نتستر عليه، بل هو مكشوف للجميع، فينبغي أن نفتح المجال أمام مشاركة الآخرين، وهنا أشيد بتجربة الأخوة والأخوات في (لجنة التواصل الوطني) الذين يسعون في كل عام لدعوة عدد من الشخصيات من مختلف أنحاء البلاد، يأتون للمنطقة، ويرون هذه البرامج وعادة ما يخرجون بنظرات إيجابية في ظل أجواء التعتيم والتشويه لهذا المجتمع. فعلينا أن ندعم مثل هذا الجهد وأن يكون مثل هذه اللجنة في كل منطقة تحيي ذكرى أبي عبدالله الحسين ، مسؤوليتها جذب الآخرين واستقطابهم ليعيشوا معنا أجواء هذه المناسبة، حتى يشعروا بأهميتها، ويزيلوا اللبس الراسخ في أذهانهم حولها، وخاصة من ذوي الرأي والنخبة المؤثرة في محيطها ومجتمعها.
كل واحد منا ينبغي أن يطالب نفسه بدور يحيي فيه ذكرى أبي عبدالله الحسين ، فينفق من ماله ووقته وجهده، لا يصح أن يكون الواحد منا مجرد ضيف شرف، ومستمع، فليطالب كل واحد نفسه بأن يصنع ويقدم خدمة للحسين من خلال المآتم والمواكب التي هي إطار لجذب القدرات الشابة، وينبغي الاستفادة منها في تنشئة هذا الجيل على حب الحسين وعلى تعاليمه. ينبغي أن نستفيد من هذا الموسم، وأن لا نخرج منه بفائدة تغير من واقعنا وأنفسنا.
نسأل الله أن يجعلنا من السائرين على نهج الحسين ، وأن يرزقنا في الدنيا زيارته، وفي الآخرة شفاعته، والصلاة والسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد، ويوم يبعث حيًا.