الشيخ الصفار يدعو لتجاوز حالات الشحناء مع استقبال شهر رمضان
دعا سماحة الشيخ حسن موسى الصفار في خطابه الأسبوعي إلى الاستعداد لاستقبال شهر رمضان المبارك، فهو مناسبةً عظيمة يجدر بكل إنسانٍ أن يستفيد من خيراتها. وتناول حديثه ثلاثة أنواع من الاستعدادات المطلوبة لاستقبال الشهر الكريم: أولها تطهير الأموال واستخراج الحقوق الشرعية منها وحقوق الآخرين لكي تخلو جميع تصرفات الإنسان المالية من الشوائب، وثانيها استقبال الشهر الكريم بتجاوز حالات الشحناء بين الناس لأن ذلك يحرم الإنسان من رحمة الله ومغفرته التي تزداد اتساعاً مع بداية هذا الشهر العظيم. وأكد في ختام كلمته إلى ضرورة الاهتمام بالقرآن الكريم تلاوةً وحفظاً خصوصاً وأن شهر رمضان هو ربيع القرآن. جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها سماحته ظهر الجمعة 24 شعبان 1425هـ (8 أكتوبر 2004م).بدأ سماحة الشيخ كلمته بالتأكيد على حاجة الإنسان إلى الاستعداد لاستقبال الشهر الفضيل شهر رمضان، تماماً كما يستعد لسائر المناسبات والمواسم التي تمر عليه في حياته كالمواسم الدراسية مثلاً وغيرها. وقد كان رسول الله قبيل شهر رمضان يُهيء المسلمين لاستقبال هذا الشهر الكريم، فقد ورد عنه أنه قال في بعض خطبه التي خطبها في آخر جمعة من شهر شعبان: سبحان الله، أتدرون ما يستقبلكم. فشهر رمضان مناسبة عظيمة وكبيرة ينبغي الاستعداد له بأكبر قد ممكن حتى يستفيد الإنسان من خيرات هذا الشهر العظيم.
وتحدث الشيخ الصفار عن ثلاثة أنواع من الاستعدادات المطلوبة لاستقبال الشهر الكريم:
أولاً- الاستعداد الاقتصادي.
ويتمثل ذلك بتطهير أموال واستخراج الحقوق الشرعية منها (الخمس) حتى يكون المال حلالاً، وبالتالي يفطر الإنسان ويلبس من مالٍ حلال، وتكون أعماله العبادية كلها صحيحة سليمة.
وتطرق الشيخ الصفار إلى أهمية استخراج الخمس الشرعي وطريقته، والمصارف التي يتم صرفه فيها.
وأضاف: إلى جانب الحقوق الشرعية ينبغي على الإنسان أن يُؤدي حقوق الآخرين التي حان وقت أدائها، وبمعنى آخر يتخلص الإنسان من كل الالتزامات المالية الثابتة في ذمته.
وأشار الشيخ الصفار إلى الجانب المحدود الذي يرتكز عليه اهتمام الناس مع حلول شهر الله العظيم، ويتمثل ذلك في الجانب الغذائي حيث يتفنن الناس في صنع مختلف أنواع الأطعمة، وكأن شهر رمضان أصبح موسماً للأكل، مع أنه يُفترض أن يكون موسماً للتحكم في شهوة الأكل. وأضاف: هذه المبالغة في إعداد الأطعمة في شهر رمضان ينبغي أن يُعاد النظر فيها، من أجل المنفعة الصحية، مشيراً إلى أن التقارير الطبية الصادرة حول وضع المملكة الصحي مثيرةٌ للقلق حيث ارتفاع عدد المصابين بالسكر وضغط الدم والكولوسترول وأمراض القلب، والفشل الكلوي، وغيرها من الأمراض الخطيرة. وكما تدل التحقيقات والأبحاث العلمية أن من الأسباب الرئيسة لهذه الأمراض هي عدم التحكم في الشأن الغذائي.
ثانياً- الاستعداد الاجتماعي.
أكد الشيخ الصفار على أن هناك روايات كثيرة ومستفيضة تدل على أن شهر رمضان تتسع فيه رحمة الله ومغفرته أكثر من غيره من الشهور، وإلى جانب ذلك هناك أشخاصٌ يُحرمون من هذه الرحمة والمغفرة، ومن أبرزهم ما تؤكده الرواية الصادرة عن الإمام علي بن موسى الرضا الذي يقول عن آبائه (عليهم السلام): «في أول ليلة من شهر رمضان يُغل المردة من الشياطين، ويُغفر في كل ليلة سبعين ألفاً، فإذا كان في ليلة القدر غفر الله بمثل ما غفر في رجب وشعبان وشهر رمضان إلى ذلك اليوم، إلا رجل بينه وبين أخيه شحناء، فيقول الله عز وجل: أنظروا هؤلاء حتى يصطلحوا.» (محمدي الريشهري، ميزان الحكمة، ج: 4)
وأضاف: يستغرب الإنسان في مجتمعنا حينما يسمع عن المشاكل بين الأخوان والأقارب ولأسباب تافهة بسيطة، ولكن كثيراً ما تأخذ الإنسان العزة بالإثم فلا يُبادر لمعالجة مشكلته مع أخيه المؤمن. فعلى ألإنسان أن يُبادر لتجاوز المشاكل الاجتماعية، ليستقبل شهر رمضان المبارك بقلبٍ نقي ليس فيه غلٍ ولا حقد على الناس. وقد ورد في الحديث عن الرسول الأكرم أنه قال: «لا يحل لمؤمنٍ أن يهجر مؤمناً فوق ثلاث.» (محمدي الريشهري، ميزان الحكمة، ج: 4)
وأشار إلى المجالس التي تكون فيها قراءات إما حسينية أو قراءة قرآن وأدعية شهر رمضان المبارك مؤكداً أهمية هذه الأعمال وفضلها الكبير، ونبّه إلى ضرورة الانتباه إلى ما تُسببه السمّاعات الخارجية من إزعاجٍ كبيرٍ للمجاورين، وأكد أن هذا الازعاج يذهب بثواب هذه الأعمال العبادية.
ثالثاً- الاهتمام بالقرآن الكريم
وفي ختام كلمته دعا سماحته إلى ضرورة الاهتمام بالقرآن الكريم وخصوصاً في شهر رمضان المبارك الذي هو ربيع القرآن، مشيراً إلى أن اللجان المهتمة بالقرآن الكريم قد اقترحت أن يكون آخر جمعة من شعبان يوماً للقرآن للتذكير بأهمية تلاوة القرآن وحفظه ودعم اللجان التي تهتم بالقرآن.