الشيخ الصفار يُشيد بالدور الريادي للشيخ المرهون
أشاد سماحة الشيخ حسن موسى الصفار بالدور الريادي لسماحة العلامة الشيخ علي المرهون مؤكداً أنه من الروّاد البارزين في شريحة علماء الدين الذين كان لهم دورٌ في إنهاض المجتمع، وتمثل ذلك في الأدوار الريادية التي قام بها الشيخ المرهون، ومن أبرزها: التطلع لإنشاء حوزة علمية دينية في القطيف، حفظ تراث المنطقة وإبراز كفاءاتها، مأسسة العمل الخيري. وأكد الشيخ الصفار على حاجة المنطقة مع ما تزخر به من طاقات إلى الروّاد في مختلف المجالات والشرائح، وتأتي شريحة علماء الدين على قائمة الشرائح لما لها من أهمية كبرى في إنماء الحركة الاجتماعية. جاء ذلك في الحفل التكريمي الذي أقيم احتفاءً وتكريماً لسماحة الشيخ علي المرهون عرفاناً للدور الديني والريادي الكبير الذي قام به. وقد أقيم الحفل في القطيف مساء الأحد 24 شهر رمضان 1425هـ (7 نوفمبر 2004م)، وقد نظمت الحفل لجنة الإمام الحسن
بالشويكة. برنامج الحفل:
1- القرآن الكريم.
2- كلمة السيد سعيد الخباز.
3- كلمة رئيس جمعية القطيف الخيرية – م/ عباس الشماسي.
4- كلمة الشيخ عبد الغني عباس.
5- قصيدة للأستاذ عيسى العلي.
6- كلمة الشيخ حسن الصفار.
7- كلمة الأستاذ محمد رضي الشماسي.
8- كلمة مسجلة للسيد منير الخباز.
9- كلمة أبناء الشيخ علي المرهون.
10- عرض وثائقي لحياة العلامة.
11- توشيحات.
تقرير حول كلمة سماحة الشيخ حسن موسى الصفار
الشيخ المرهون التطلع والريادة
اعتبر الشيخ الصفار أن ليلة تكريم الشيخ المرهون ليلة وفاء، وساعة تقدير، مشيراً أن هذا التكريم قد تأخر كثيراً بسبب التواضع الذي يكتنف الشيخ المرهون، ولكن بتوفيق الله تعالى أتيحت الفرصة لأبناء المنطقة ليُعربوا عن عرفانهم وتقديرهم للدور الديني والريادي الكبير الذي قام به الشيخ الجليل.
وتحدث الشيخ الصفار عن جانب مهم في حياة الشيخ المرهون ألا وهو التطلع والريادة، مؤكداً أن الشيخ المرهون يُعتبر من الرواد البارزين في شريحة علماء الدين إذ تجاوز الدور التقليدي لعالم الدين والمتمثل في إقامة صلاة الجماعة وتبيين الأحكام الشرعية والخطابة وغيرها، مع أهمية هذه الأمور.
وأشار أن الروّاد في كل شريحة من شرائح المجتمع قلائل، وشريحة علماء الدين هي ضمن هذا السياق.
وأرجع السبب في كون الأفراد الروّاد قلائل، إلى الأسباب التالية:
أولاً- التوفيق الإلهي، ففي الدعاء: اللهم إني أسألك توفيق الطاعة. وأوضح أن من المؤهلات التي تؤهل الإنسان إلى التوفيق الإلهي: صفاء النفس وطهارة القلب.
ثانياً- عمق الشعور بالمسؤولية، فكلما ارتفعت درجة الشعور بالمسؤولية اندفع الشخص إلى فتح أدوار جديدة.
ثالثاً- الثقة بالنفس للتصدي لأعمالٍ وبرامج لم يتصد لها أحدٌ من قبل.
رابعاً- مستوى الوعي بواقع المجتمع واستشراف المستقبل.
وأضاف الشيخ الصفار أن الشيخ المرهون كان يعيش في القطيف، وكانت الأجواء راكدة، وكان بإمكان الشيخ أن يؤدي دوراً تقليدياً، إلا أنه أبى إلا أن يكون نموذجاً مشرقاً لعالم الدين وللدور الذي ينبغي أن يقوم به.
وأشار الشيخ الصفار إلى مجموعة من التطلعات والأدوار التي كانت للشيخ المرهون:
أولاً- التطلع لإنشاء حوزة علمية دينية في القطيف، ترفع من المستوى العلمي والديني في المنطقة. وقد أراد الله تعالى أن يُطيل في عمر الشيخ الجليل حتى يتحقق هذا التطلع الريادي ويرى النور. وأضاف الشيخ الصفار: أن هذه الحوزة بحاجة إلى مزيد من التفاعل من قبل أبناء المجتمع عامةً ومن شريحة علماء الدين خاصة حتى يتأتى لها القيام بالدور الذي يتطلع إليه الجميع.
ثانياً- حفظ تراث المنطقة وإبراز كفاءاتها، فالمجتمع القطيفي زاخرٌ بالكفاءات والطاقات، ولكنها بحاجة إلى من يُبرزها ويُقدمها للعالم، وقد تبنى الشيخ المرهون هذه المهمة الصعبة لا لشيء إنما لإخلاصه وعمق إيمانه وحبه لمجتمعه. ومن أبرز نشاطاته في هذا الجانب:
1- كتابه: شعراء القطيف، وقد تمنى أن يتحول هذا الكتاب إلى موسوعة تتجدد مع مرور الزمن.
2- طبع تراث المنطقة، فقد اهتم الشيخ المرهون بطبع العديد من الكتب الدينية والعلمية أثناء وجوده في النجف الأشرف، وكان يُتابع المطابع باستمرار ويهتم بالإشراف على طباعة أي نتاج لأبناء المنطقة.
ويُضيف الشيخ الصفار: وهذا يكشف لنا عن إخلاص هذا الرجل لوطنه، مؤكداً أن الشيخ المرهون ما كان يحمل في نفسه حقداً على أحد ولا حسداً لأحد، بل كان يُشجع الطاقات، ويُساهم في إنجاحها.
وعبّر الشيخ الصفار عن أمله في أن يتحول هذا الجانب من عطاء الشيخ المرهون إلى مؤسسة لتُحقق أكبر قدرٍ ممكن من التطلع.
ثالثاً- مأسسة العمل الخيري. في الحقبة الزمنية الماضية كان الناس يجودون على الفقراء، ولكن كأفراد، وأراد الشيخ المرهون أن يتحول هذا العمل إلى عمل مؤسسي وقد تحدث عن تطلعه في حسينية مياس التي كان يخطب فيها، وسعى في الأمر حتى كوّن صندوق العمل الخيري بالقطيف، وتبلور هذا العمل حتى تحوّل إلى جمعية القطيف الخيرية.
وفي ختام كلمته قال الشيخ الصفار: ما أحوج مجتمعنا وهو يزخر بالعلماء إلى الروّاد الذين يُبادرون بطرح مشاريع جديدة تنهض بالمجتمع، مشيراً أن بعض المجتمعات تُفجر طاقة أبناءها، في حين أن بعض المجتمعات تئد طاقاتها بل وتشل حركتها، مؤكداً أن المجتمعات الحضارية هي التي تتفاعل مع أي مشروع ريادي وتُشجعه لا أن تقف عقبة في طريق أي مشروع تجديدي.
ودعا للشيخ المرهون بطول البقاء، مؤكداً أن مجرد وجوده ولو لم يكن يُمارس نشاطاً اجتماعياً كما كان في السابق لتقدم سنّه ومرضه هو بركة على المجتمع.
كما قدّم شكره إلى لجنة الإمام الحسن
بالشويكة لجهودها المتظافرة لإنجاح هذا الحفل التكريمي والذي هو أقل شيء تقدمه المنطقة تعبيراً منها عن خالص حبها وتقديرها للدور الريادي الذي أنجزه سماحة العلامة الشيخ علي المرهون – حفظه الله.
