الملتقى الثقافي بالقطيف يستضيف الشيخ الصفار
استضاف الملتقى الثقافي بالقطيف سماحة الشيخ حسن موسى الصفار في حوار حول المشكل الطائفي والمسؤولية الوطنية، وقد تحدث الشيخ الصفار حول مجموعة من الرؤى والأفكار التي أصبحت بمثابة قناعات يتبناها من خلال مسيرته الطويلة في موضوع اللقاء، وركز في حديثه على أن المشكل الطائفي لا يطال فئة بعينها من المجتمع ولكنه مشكلة عامة، وأضاف أن مسؤولية الخروج من مأزق التمييز الطائفي تقع على الجميع، موجهاً خطابه إلى ثلاث فئات يعتبرها تتحمل القسط الأكبر من المسؤولية، وهي: الشيعة أنفسهم، الدولة، والنخبة الواعية من الوطن من غير المتضررين مباشرة من التمييز الطائفي. وبعد كلمة الشيخ الصفار دار حوارٌ شيّق وجميل، عولجت فيه الكثير من القضايا المتعلقة بالمشكل الطائفي.كان اللقاء مساء الأربعاء 11 شوال 14254هـ (24 نوفمبر 2004م) في ديوانية الأستاذ نجيب الخنيزي بالقطيف.
بدأ الشيخ الصفار كلمته بالتأكيد على أن المجتمعات مهما كانت متقدمة لا تخلوا من وجود المشاكل الداخلية، مبينناً أن الاختلاف بين المجتمعات يقع في أمرين:
الأول: حجم المشكلة وعمقها.
الثاني:طريقة التعامل مع المشكلة، فبعض المجتمعات تتجاهل المشاكل حتى تتكرّس، وبعضها تتصدى لها لتزول. وبعض المجتمعات يترامى أفرادها المسؤوليات ويكون الضحية في ذلك المجتمع ككل.
وأشار أن البلاد (المملكة) كغيرها من الدول بها مشكلاتٍ داخلية، مشيراً أن الحديث حول هذا الجانب في الماضي كان يُعدّ جرماً، ولكن من التطورات التي تشهدها البلاد فسح المجال للحديث حول هذه المشاكل حتى على المستوى الإعلامي الرسمي وكذلك الصحف اليومية، وهي ضمن حدود يُرجى لها أن تتسع.
وأضاف: المشكلات نابعة من أمرين:
الأول: العامل السياسي.
الثاني: العامل الثقافي.
وأشار الشيخ الصفار أن المشكل الطائفي هو أحد تلك المشاكل التي تُعاني منها المملكة، وقال: إن هذا المشكل يتجلى في كون فئة من المواطنين تشعر بالغبن حيث يُمارس تجاهها الإقصاء والتهميش بسبب انتماء هذه الفئة لهذا المذهب أو ذاك.
وأكد أن لهذا المشكل أضراراً جسيمة لا تنحصر على من يقع عليهم الغبن، وإنما تتعداهم لتشمل الوطن بشكل عام، وأضاف: إن من أبرز انعكاسات التمييز الطائفي على مستوى الوطن أنه:
أولاً- يُضعف الوحدة الاجتماعية والوطنية.
ثانياً- يُضعف الاستقرار السياسي والاجتماعي.
ثالثاً- يُعطي الفرصة للاستغلال الخارجي.
رابعاً- يعني وأد الكفاءات وشل الطاقات.
وقال الشيخ الصفار إن الخلاف في مسألة التمييز الطائفي لا يقع حول وجوده أو عدمه في المملكة وإنما يقع حول حجم هذه المشكلة. مؤكداً أن الجانب الشيعي هو الأبرز ضرراً من التمييز الطائفي.
وتساءل حول كيفية معالجة هذه المشكلة، محملاً المسؤولية على الجميع، مؤكداً أن المسؤولية تكون بحجم الوعي والإدراك لمصالح الوطن، وركز في حديثه على ثلاث جهات يرى أنها تتحمل الجانب الأكبر من تحمل المسؤولية، وطرح في ذلك مجموعة من الرؤى والأفكار التي تحولت مع خوض التجربة في ذات الموضوع إلى قناعات يتبناها سماحة الشيخ الصفار:
الجهة الأولى: الجانب الشيعي، وتقع عليهم المسؤوليات التالية:
أولاً- الطرح السليم لقضيتهم والتي هي جزءٌ من قضايا الوطن.
ثانياً- الاهتمام بالشأن الوطني العام، وتعزيز الدور الوطني.
ثالثاً- الانفتاح، فهو لمصلحتهم كمواطنين، إضافةً أن الدين والعقل السليم يدفع بهذا الاتجاه.
الجهة الثانية: الدولة، وتقع عليها المسؤوليات التالية:
أولاً- التعجيل بتفعيل حق المساواة بين المواطنين والجدية في الإصلاح السياسي.
ثانياً- نشر ثقافة التسامح عبر وسائل الإعلام ومناهج التدريس.
ثالثاً- يجب أن يكون هناك تجريم لثقافة التحريض على الكراهية، ومعاقبة من يقوم بهذا الدور.
الجهة الثالثة: النخبة الواعية من الوطن من غير المتضررين مباشرة من التمييز الطائفي، وعليهم تقع المسؤوليات التالية:
أولاً- الإسهام في تعجيل معالجة هذه المشكلة.
ثانياً- التبشير بمبدأ التسامح، ونشر هذه الثقافة.
ثالثاً- إدانة وتجريم كل ألوان التحريض على الكراهية.
ودار حوارٌ شيّق وجميل، عولجت فيه الكثير من القضايا المتعلقة بالمشكل الطائفي.
وقريباً، تقرؤون نص الحوار.