الدعاء مكاسب مضمونة
الخطبة الأولى: الدعاء مكاسب مضمونة
﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [سورة غافر،الآية:60]
كل من يؤمن بوجود خالق للحياة ومدبر للكون، فإنه يندفع فطريًا للالتجاء لذلك الخالق، سيّما عند الشدائد والملمات، لأنه يؤمن بقدرة هذا الخالق، وهيمنته على كل شيئ في الحياة.
هذا اندفاع فطري، حتى عند البشر الذين لا يلتزمون بحالة دينية، فإن فطرتهم تدفعهم عند الشدائد للالتجاء إلى القوة المدبرة لهذا الكون، وهذا ما يشير إليه القرآن الكريم يقول تعالى: ﴿وَإِذَا مَسَّ الإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ﴾[سورة يونس، الآية:12]. وفي آية أخرى يقول تعالى: ﴿وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ﴾[سورة الروم، الآية:33].
في كل الديانات السماوية احتل الدعاء موقعا رئيسًا من بين العبادات.
وفي الإسلام نجد الاهتمام البالغ بالدعاء، ويكفي أن الله تعالى يحث عباده عليه ويطلبه منهم: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي﴾ يريد سبحانه من عباده أن يتوجهوا إليه بالدعاء، وبالمقابل: يضمن لهم الاجابة ﴿أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾. إضافة إلى كثير من الآيات التي يحث الله تعالى فيها عباده على الدعاء.
و في الأحاديث نصوص كثيرة تركّز على الدعاء باعتباره من أهم وسائل التواصل بين العبد وربه. ورد عن رسول الله : "الدعاء مخ العبادة"[1] أي جوهرها. وورد عنه : "ترك الدعاء معصية"[2] . وعنه : "أفضل العبادة الدعاء"[3] .
وعن أمير المؤمنين : "أحب الأعمال إلى الله في الأرض الدعاء"[4] .
وعن الإمام الباقر : "ما من شيء أحب إلى الله تعالى من أن يُسأل"[5] .
وورد أنه سئل الإمام الصادق : "ما تقول في رجلين دخلا المسجد جميعًا كان أحدهما أكثر دعاء والآخر أكثر صلاة أيهما أفضل؟ قال : كل حسن. فأعاد السائل: قد علمت ولكن أيهما أفضل؟ فأجب : أكثرهم دعاء. أما تسمع قول الله تعالى ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾؟ ثم أضاف الإمام: هي العبادة الكبرى"[6] . وورد عن رسول الله ومثله عن الإمامين الباقر والصادق : "الدعاء أفضل من قراءة القرآن"[7] .
فلسفة الدعاء:
نعيش الآن ما تبقى من أيام شهر رمضان وهي من أفضل أيام الدعاء. وفي حديثنا نريد أن نستكشف شيئاً من فلسفة الدعاء في الإسلام. لماذا يريد الله من عبده أن يدعوه ويتقرب إليه بالدعاء؟
هناك سببان رئيسان:
الأول: تعزيز العبودية لله تعالى في نفس الإنسان.
الدعاء يعزّز عبودية الإنسان لربه، ويعزّز في نفسه إيمانه بقدرة ربه وهيمنته على كل شيء، ويستحضر في نفسه الصفات الحسنى لله عز وجل. لأن الإنسان حين يدعو الله فإنه يقرّ بأن الله قدير على إجابة دعوته، وأنه رحيم به. ويذعن بأنه فقير إلى الله ومحتاج إليه.
الثاني: رفع معنويات الإنسان وثقته بربه.
حين يدعو الإنسان ربه فهو يعتقد بأن الله تعالى مستعد لتلبية دعائه. ومن تفضل الله تعالى على خلقه أنه ضمن لهم إجابة دعائهم: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾[سورة البقرة، الآية:186]. إنه تعهد من الله سبحانه وتعالى بالإجابة، وهذا بلا شك يرفع معنويات العبد.
ولتقريب الصورة، فلننظر إلى حياتنا ونلحظ علاقاتنا مع بعضنا كيف ترتفع معنوياتنا، وتزيد ثقتنا بمن يبدي استعداده لتلبية مطالبنا؟ فالزوج إذا قال لزوجته: تدلّلي أطلبي، ما تشائين، وأنا مستعد للتلبية، فإنه بلا شك يرفع معنويات زوجته، وستشعر بالعز والفخر. وكذلك الأب حين يدلّل أولاده ويلبي لهم ما يريدون. والحال نفسه في كل علاقة بين بني البشر، فالإنسان يفخر بصديقه ويعتبره أعز صديق إذا كان يجده وقت الضيق، وحاضر معه في كل وقت.
فكيف إذا كان من يدلّلك أيها العبد، ويقول لك أطلب ما تتمنى وأنا أجيب، هو الله سبحانه وتعالى الذي بيده كل شيء؟ إنه ينادي يا عبادي ماذا تريدون؟ أطلبوا كل ما تتمنونه في هذه الدنيا وفي الآخرة، وعليّ الإجابة والتلبية: ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾. دعاء العبد لربه جوهر العبادة، والله تعالى لا يريد من عباده أن يتكبروا عليه بالعزوف عن دعائه: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾.
ليس هناك حد ولا سقف للمطالب، يمكن للعبد أن يطلب من ربه ما يريد، هناك أفق مفتوح بين العبد وربه، يطلب منه كل شيء، من أتفه الأمور إلى أعظمها في نظر الإنسان. قد يتردد الإنسان أن يطلب شيئًا صغيرًا من شخص وجيه، ويرجئ الطلب منه لشيئ أكبر، ولكن مع الله تعالى فالأمر يختلف تمامًا. يحب الله من عباده أن يطلبوا منه كل شيء، مهما كان هذا الطلب، ورد عن رسول الله : "ليسأل أحدكم ربه حاجته حتى يسأل الملح وحتى يسأله شسع نعله إذا انقطع"[8] .
وهذا بالطبع لا يعني أن يعيش الإنسان بالتمني، وكل شيئ يصل إليه دون ان يبذل جهداً، إنما يسعى ويطلب من الله كل شيء، وكم من أمر يحسبه الإنسان عسيرًا فيقضى له بالدعاء، وكم من أمر يسير ـ كما يحسبه الإنسان ـ ويعزف عن الدعاء لأجله، فيتعسر عليه الأمر. ورد عن الإمام الباقر : (لا تحقروا صغيرًا من حوائجكم فإن أحب المؤمنين إلى الله تعالى أسألهم) [9] . حينما يكثر دعاؤك لله تعالى، فإن تواصلك مع الله يكون أكثر، وثقتك به تكون أكبر.
أعجز الناس:
إذا كان الأمر كذلك فلماذا يتوانى الإنسان عن الدعاء؟
الدعاء ليس حالة بروتوكولية، بأن يمسك الإنسان الكتاب ويتوجه للقبلة، ويجمل صوته. نعم، هذه الأمور وغيرها كالوضوء مطلوبة، لكن بشكل عام هناك خط مفتوح لمخاطبة الله تعالى، في أي وقت ولأي شيء، ورد عن النبي : (إن أعجز الناس من عجز عن الدعاء) [10] . في بعض الأحيان يرى الإنسان أن الأمر قد انتهى، فما عاد يجدي الدعاء، ولكن النصوص تشير إلى أهمية استمرار الدعاء، فلعلّ الله يوجد فرجًا ومخرجًا، أو يعطيك أمرًا آخرًا، ورد عن الإمام الصادق : " ادع الله عز وجل ولا تقل إن الأمر قد فرغ منه، إن عند الله منزلة لا تنال إلا بمسألة"[11] . وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب : "كن لما لا ترجو أرجى منك لما ترجو"[12] .
فلماذا يبخل العبد على نفسه وعنده مثل هذا المجال المفتوح مع ربه؟
لهذا أدعو نفسي وأخواني إلى استثمار هذا الشهر الكريم، ليس فقط ليلة القدر وأياماً معينة، بل أن نأخذ هذا النهج مع الله، لننفتح أكثر على ربنا، ونطلب منه كل شيء لأمور الدنيا والآخرة، لنا ولغيرنا. ولنثق بأن دعواتنا غير ضائعة عند خالقنا، والمتفضل علينا. فكما تشير النصوص الكثيرة إلى أن الإنسان إذا دعا ربه فلا يخلوا الأمر من ثلاث:
ـ إما أن يجيب له ما طلب.
ـ أو يعطيه ما هو خير منه في الدنيا أو الآخرة.
ـ أو يدفع الله عنه بلاء وسوءًا.
ورد عن رسول الله أنه قال: (ما من مؤمن يدعو بدعوة إلا استجيب له فإن لم يعطها في الدنيا أعطيها في الآخرة)[13] .
وروى أبو سعيد الخدري عن رسول الله أنه قال: (ما من مسلم دعا الله سبحانه دعوة ليس فيها قطيعة رحم ولا إثم إلا أعطاه الله أحد خصال ثلاثة: إما أن يعجل دعوته، وإما أن يدخر له، وإما أن يدفع عنه من السوء مثلها، قالوا يا رسول الله، إذن نكثر؟ قال: أكثروا) [14] .
ورد عن الإمام زين العابدين أنه قال: (المؤمن من دعائه على ثلاث: إما أن يدخر له، وإما أن يعجل له، وإما أن يدفع عنه بلاء يريد أن يصيبه) [15] .
الخطبة الثانية: حتى لا ننسى القدس.
﴿الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لَا يَتَّقُونَ * فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ﴾[سورة الأنفال، الآية:57]
الصراع بين الأمم والدول قد يوصل إلى معاهدات واتفاقيات تفرضها موازين القوى ومعادلات الصراع. هذه المعاهدات موجودة طوال تاريخ البشر، وهي تكون لتسوية الأمور بين الطرف الغالب والآخر المغلوب، أو حتى إذا كانا متساويين في القوة. وقد أمر الإسلام باحترام هذه الاتفاقيات شرط أن تكون قد اتخذت من جهة تمثل ارادة الأمة، يقول تعالى: ﴿إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُواْ عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّواْ إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ﴾[سورة التوبة، الآية:4]. وشرط أن يكون الطرف الآخر ملتزمًا بالوفاء والعهود، أما من لا يلتزم فلا قيمة للعهود معه، ﴿الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لَا يَتَّقُونَ﴾[سورة الأنفال، الآية:56]. والآية نزلت في يهود بني قريظة، الذين تعددت الاتفاقيات بين رسول الله وبينهم، لكنهم كانوا ينكثون. يقبلون بالمعاهدة في حالة ضعفهم، وإذا ما استعادوا بعض قوتهم، أو أحسوا بضعف عند المسلمين نكثوا العهود، لذا فإن الله سبحانه يقول أن هؤلاء وأمثالهم لا قيمة للاتفاق معهم.
عودة المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية:
تعود اليوم مسألة المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية حيث تسعى أمريكا لرعاية مفاوضات جديدة، وهي ليست أول مفاوضات. وهنا على الفلسطينين والأمة أن يأخذوا بعين الاعتبار تاريخ الاتفاقات السابقة. فبالرغم من أنها مجحفة بحق الفلسطينيين والعرب، إلا أن اليهود لم يلتزموا بها، واستمروا في عدوانهم على الفلسطينيين من قتل، وتشريد، وسجن، واغتصاب لأراضيهم، وهدم لمنازلهم، وتخريب لمزارعهم، فهؤلاء لا يمكن لأحد أن يثق بأي تفاوض معهم.
لقد اختار الأمريكيون والاسرائيليون هذا الوقت للتفاوض مع الفلسطينيين، لشعورهم بضعف الواقع العربي وتدهوره، مما يمكنهم من أخذ مزيد من التنازلات من الفلسطينيين. فالبلاد العربية الآن تعيش اضطرابًا عظيمًا، خصوصًا تلك الدول التي تحيط بفلسطين، فكل واحدة لها مشاكلها الخاصة. سورية جيشها أصبح مشغولًا بالحروب الداخلية، وشعبها يعيش أسوء مراحل تاريخه، وهي تشهد اضطراباً داخلياً، يراد به أن تنقسم سوريا إلى ثلاث كيانات: للعلويين، والأكراد، والسنة، حتى ينشغلوا ببعضهم لعقود من الزمن. والجيش المصري يراد له أن ينشغل بمواجهة الشعب، وبعنوان مواجهة الإرهاب. والمقاومة الإسلامية في لبنان يراد اشغالها بالوضع الداخلي في لبنان وبما يجري في الأراضي السورية. إضافة إلى الخلاف داخل فلسطين بين السلطة والمقاومة، والحصار على غزة. وهنا يتمكن اليهود من أخذ تنازلات أكثر من الفلسطينيين من الجهة التي تفاوضهم.
الجهاد وتأكيد محورية القضية الفلسلطينية:
تاريخ العرب مع اليهود، والاتفاقات بين الطرفين يؤكد ألا حل مع هؤلاء الصهاينة إلا بالمقاومة والجهاد. فاللغة الأخرى، لغة السلم والتفاوض لغة فاشلة معهم. إنهم لا يفهمون سوى لغة القوة، وما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، هذا ليس أمرًا نظريًا، بل شهدناه في غزة وفي لبنان، وحتى المفاوضات التي تحركت بين العرب واسرائيل لولا الانتصار الجزئي الذي تحقق في أكتوبر 73 لما وافقت إسرائيل على الانسحاب من الأراضي التي أعادتها لأصحابها كأراضي سيناء وأراضي الأردن، وبشروط تنتقص السيادة. فسيناء عادت لمصر، ولكن ليس لمصر سيادة كاملة فيها، فهي لا تستطيع أن تحرك جيشها على أراضي سيناء إلا بالتوافق مع اسرائيل.
إن هذا الواقع يحتم على الجميع أن تعود القضية الفلسطينية قضية للعرب كلهم، وليس الفلسطينيين فقط. بل كل المسلمين وليس العرب فقط. بل كل الأحرار في العالم، وليس المسلمين فقط. هذه القضية ينبغي أن تأخذ بعدها الإسلامي الكامل، فكل المسلمين مسؤولون عن تحرير القدس، وعن إنقاذ هذا الشعب المستضعف الذي وقعت عليه الويلات والآلام طوال هذه العقود. وحيث نحتفي بيوم القدس ـ آخر جمعة من شهر رمضان ـ نؤكد وقوفنا مع أي مبادرة، من أي جهة تريد التأكيد على محورية بيت المقدس وقضية فلسطين. مع الأسف الشديد يراد لهذه القضية أن يتخلى عنها أهلها. فتركيا التي كان ينظر إليها في العالم العربي بتقدير واحترام لمواقف قيادتها الحالية في الدفاع عن فلسطين، تغيرت النظرة إليها الآن، وأصبحت هناك حملة إعلامية تجاهها بسبب موقفها مما يحصل في مصر. وإيران الجمهورية الإسلامية، التي أعلنت موقفها الصريح والمناوئ تجاه الكيان الصيهوني من أول يوم لانتصار ثورتها، تُشن ضدها حملة إعلامية في العالم العربي، وكذلك ضد المقاومة في لبنان وفلسطين.
هذا الواقع الذي تعيشه الأمة إنما يصب في مصلحة إسرائيل. ولكننا نعيش التفاؤل بالله تعالى وبالأمة التي استطاعت أن تواجه المصاعب طوال تاريخها، وأملنا أن ينتج من المخاض الذي تعيشه البلاد العربية والإسلامية، ولادة إرادة شعبية في مختلف البلاد العربية والإسلامية تعطي لهذا الصراع محوريته، وتعطي لهذه القضية مكانتها المطلوبة.