رعاية الوالدين في الكبر
الخطبة الأولى: رعاية الوالدين في الكبر.
في المجال المادي يبحث الإنسان عن فرص الربح والاستثمار، ويغامر من أجل الحصول على ما يحقق له أعلى العوائد. فمتى ما سمع عن فرصة استثمارية في مكان ما، أو مشروع ما، يحقق له ربحًا كبيرًا، فإنه يبادر على الفور للاستثمار فيها، حتى لو كلفه ذلك عناءً وتعبًا، وهذا شيء معقول ومقبول.
لكن على الإنسان ألا يُغفل جانب الاستثمار المعنوي، بل عليه أن يسعى لكسب ثوابه وآثاره. ومن خلال استعراض النصوص الدينية، فإنه ليس هناك فرصة للربح المعنوي، والاستثمار القيمي، أفضل من العناية بالوالدين، وخاصة في فترة الكبر والعجز.
حينما يبلغ الوالدان أو أحدهما مرحلة الشيخوخة والعجز، فهذا يعني أن أولادهما أمام أفضل فرصة للاستثمار المعنوي. على الإنسان أن ينظر الى هذه الحالة أنها نعمة ساقها الله إليه، وتوفيق قد أتيح له، لا أن يتعامل معها ـ كما هو الحال عند البعض ـ على أنها بلاء ومحنة، قد تورط بها، حتى يصل الأمر به إلى أن يبدي تذمره ويشكو حاله للناس! هذا سوء تقدير لفرصة استثمارية عظيمة.
بالطبع فإن أحدًا لا يتمنى أن يكون والداه عاجزين، بل يتمنى لهما الصحة والقوة طول حياتهما، لكن إذا حصل ذلك، فهي فرصة عظيمة للربح والكسب المعنوي، وذلك لأمور:
أولًا: تعزيز وتنّمية كمال الإنسان الأخلاقي:
ورد عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب : "بر الوالدين من أكرم الطباع"[1] . لا شيء يكشف عن تقدم وجدان الإنسان، وسموه الأخلاقي، مثل عنايته بوالديه، وإذا كان الإنسان متقدمًا في مجالات أخرى، بينما هو متأخر في هذا المجال، فإن تقدمه في المجالات الأخرى يعد تقدمًا زائفًا.
تنقل كتب التراث العربي قصة رجل كان يحب زوجته حبًا شديدًا. وذات يوم جاء لها بشيء ثمين يريد أن يظهر به حبه، وفي طريقه إلى غرفتها صادف أمه، فأخفى الشيء تحت عباءته. وحين جاء به إلى زوجته، وكانت قد لمحت فعله، سألته لماذا فعلت ذلك؟ فقال: حتى لا تراه أمي فترغب فيه، وقد خصصته لك. قالت: إذًا لست لي زوجًا! فتعجب من أمرها! قالت: إذا كنت مع أمك، ومع كل ما عانته من أجلك، من الحمل والرضاعة والولادة والتربية، ومع ذلك تتعامل معها بهذه النفسية، فكيف آمل أن تكون مخلصًا لي في الكبر، وأنا مهما أكون لن أحسن إليك مثل احسان أمك لك؟
هذا هو التقويم السليم. فبرّ الوالدين يعكس نفسية الإنسان ومستوى أخلاقه مع الآخرين.
ثانيًا: الثواب الجزيل من الله تعالى:
الأعمال التي يقوم بها الإنسان المتدين، من صلاة، وصوم، وحج، وصدقة، وزيارة، وغيرها، إنما يؤديها لنيل رضى الله واستحقاق مثوبته، إذا كان هذا غاية مناه، وأنعم بذلك، فليس هناك ثواب أعظم ولا أجزل عند الله من بر الوالدين.
النصوص تدل على أفضلية وأولوية الاهتمام بالوالدين حتى على الجهاد في سبيل الله، رغم ما يعنيه من التضحية بالنفس، والجود بالنفس أقصى غاية الجود.
جاء رجل الى رسول الله فقال: يا رسول الله أردت الغزو وجئتك أستشيرك، فقال: "فهل لك من أم؟" قال: نعم، قال: "فالزمها فإن الجنة عند رجليها"[2] .
من كان يريد ثواب الله ورضاه، فليس هناك مورد لنيل الثواب أعظم من رعاية الوالدين.
ثالثًا: كسب التوفيق في الحياة:
برّ الوالدين يؤهل الإنسان لتوفيق الله تعالى، والنصوص تشير إلى أنه يطيل في العمر، ويوسع في الرزق، والأهم من ذلك أنه سبب أساس لصلاح الذرية وبرّهم، كما ورد عن الإمام جعفر الصادق : "بروا آباءكم تبركم أبناءكم"[3] .
ودائمًا نحتاج إلى التذكير ببرّ الوالدين، خاصة في هذا العصر، حيث غلبة الاهتمامات المادية، وإهمال كثير من القيم الأخلاقية. فهناك من يجحد فضل والديه، ولا يبرّ بهما، وهناك من يتهرب من تحمل المسؤولية، ويوكلها إلى إخوته! وكأنه زاهد في نيل المثوبة، فلا ينافس في كسب أجرها. ورد عن علي : "لا يقولن أحدكم إن أحدا أولى بفعل الخير مني فيكون والله كذلك"[4] .
وفي بعض الحالات السلبية تجد بعض الأبناء عند كبر آبائهم ينقلونهم إلى دار العجزة وينسونهم. نعم، إذا كان ذلك من أجل العلاج والرعاية الصحية، من غير إهمال من جانب الابن في التواصل، فلا بأس، أما إذا كان لغرض التهرب من الخدمة، فهذا تفويت لفرصة استثمارية قيمية كبيرة، وهو جحود وتجاوز لأعظم حق على الإنسان.
وقد نشرت الصحافة المحلية اليوم الجمة 23/8/2013م خبراً فظيعاً عن امرأة خمسينية امرأة خمسينية أحضرها ابنها لقسم الإسعاف والطوارئ بمجمع الأمل «نساء» وتركها في صالة الانتظار، ولاحظتها العاملات في القسم وهي جالسة وحيدة، وعندما جئنها أخبرتهن بأن ابنها أحضرها وتركها في هذا المكان وليس لديها ما يثبت هويتها ولكن بعض أعضاء الفريق المعالج تعرفوا عليها، حيث أن المريضة تعتبر من الحالات المزمنة المعروفة بالمجمع ومشخصة بحالة «فصام وجداني ثنائي القطب»، وقد نومت عدة مرات وبعد آخر تنويم كانت تراجع في العيادات الخارجية ويصرف لها الدواء اللازم وكانت آخر مراجعة قبل إحضارها بيوم واحد وكانت حالتها مستقرة.
وعلى الفور شرعت ممرضات القسم بتقديم الرعاية التمريضية اللازمة وتقديم العلاج لها من واقع ملفها الطبي بالرغم من رفض المريضة التنويم بقسم الملاحظة بالطوارئ، مرددة بأن ابنها سيأتي إليها لأخذها، وكانت في حالة قلق وتوتر مستمر خوفا من عدم حضوره، وتطلب من العاملات الاتصال بابنها لكي يحضر لأخذها وهي تبكي وتتألم نفسيا بسبب تركه لها وعدم سؤاله عنها، ولسان حالها يقول: «ما الذي حول قلب أبني على حجر» وبالفعل تم الاتصال بولدها وبعد عدة محاولات رد عليهم ووعدهم بالحضور بعد نهاية الاختبار في الفترة المسائية ولكنه لم يحضر.
وفي صباح اليوم التالي لاحظت الممرضات تغيرا في حالة المريضة الصحية، وتم إعلان الشفرة الزرقاء (code blue) والبدء في عمل الإنعاش القلبي الرئوي لها دون أن تكون هناك استجابة فتم الإعلان عن الوفاة من قبل الطبيب الاستشاري المختص نتيجة هبوط حاد بالدورة الدموية والقلب[5] .
التأكيد على برّ الوالدين:
يؤكد الله تعالى على أهمية بر الوالدين بقوله تعالى: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ﴾، أي أمر أمرًا محكمًا محسومًا. ﴿أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً﴾، فهي قرينة التوحيد، ورتبة ثانية بعده مباشرة، كما أنه تعالى لم يحدد مجالًا من مجالات الإحسان، بل رصيد مفتوح لهما. ولا يقتصر الأمر ببر الوالدين المؤمنين فقط، بل حتى لو كانا مشركين يقول تعالى: ﴿وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً﴾. وتؤكد الآية الكريمة على مرحلة الكبر والضعف عند الوالدين وأهميتها في الرعاية: ﴿إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ﴾ أي ما يؤذي النفس من إظهار التضجر، كما لا يجوز اظهار الغضب ورفع الصوت عليهما: ﴿وَلا تَنْهَرْهُمَا﴾، عليك بلين القول، وأفضل الخطاب: ﴿وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً﴾، وإذا احتاجاك لرعاية خاصة نتيجة كبر السن فلا تتأفف من ذلك، بل تواضع في خدمتهما: ﴿وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ﴾.
وتستفيض النصوص الدينية حول تأكيد أهمية بر الوالدين. حيث ورد عن رسول الله : " يقال للعاق: اعمل ما شئت من الطاعة فاني لا أغفر لك "[6] ، كما أن الشرك بالله سبحانه وتعالى لا يغفر، كذلك بر الوالدين وهو رتبة ثانية بعد التوحيد، فإن التهاون فيه لا يغتفر. وورد عن رسول الله : "اثنان يعجلهما الله في الدنيا: البغي وعقوق الوالدين"[7] . وعنه : "من أحزن والديه فقد عقهما"[8] . هذا يلفت أنظارنا إلى أن العقوق درجات فحتى الأثر النفسي الذي تتركه في قلب الوالدين يعد عقوقًا.
علينا ان نهتم بهذا الأمر، ونوجه أبناءنا إليه. فبعض أبنائنا الشباب يقومون بواجب زوجاتهم وأبنائهم وعوائلهم، يلبون طلباتهم، يذهبون معهم إلى أماكن الترفيه، لكنهم لا يقومون بأدنى شيء من هذا لوالديهم!
وعلينا أن نذكِّر بأن برّ الوالدين لا ينقطع بوفاة الوالدين، بل يستمر ما بقي الإنسان، وذلك بالدعاء لهما، والصدقة وعمل الخير نيابة عنهما.
الخطبة الثانية: الإعلام العربي وصناعة التضليل.
يحرص الإنسان على معرفة الحقيقة فيما يهمه من الأمور، ويحاذر من احاطتها بالتشويش والتضليل. لأن ذلك سوف يحرف مساره عن جادة الطريق. وليست الحقائق كلها واضحة سهلة الوصول، فهناك من الأمور ما يصعب التحقق منها، لأن درجة الوضوح فيها غير كافية، ويخالطها بعض الشوائب فيحار فيها العقل. هذا ما يبينه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب : "فَلَوْ أَنَّ الْبَاطِلَ خَلَصَ مِنْ مِزَاجِ الْحَقِّ لَمْ يَخْفَ عَلَى الْمُرْتَادِينَ، وَ لَوْ أَنَّ الْحَقَّ خَلَصَ مِنْ لَبْسِ الْبَاطِلِ انْقَطَعَتْ عَنْهُ أَلْسُنُ الْمُعَانِدِينَ، وَ لَكِنْ يُؤْخَذُ مِنْ هَذَا ضِغْثٌ وَ مِنْ هَذَا ضِغْثٌ ـ أي شيء من هذا وشيء من هذا ـ فَيُمْزَجَانِ فَهُنَالِكَ يَسْتَوْلِي الشَّيْطَانُ عَلَى أَوْلِيَائِهِ وَ يَنْجُو الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ الْحُسْنى "[9] .
لهذا على الإنسان أن يتحمل مسؤولية البحث والتفتيش عن الحقيقة، ولا يسمح لنفسه بالتهاون والتقصير فيكون سببًا في تضليل نفسه. الأمر مشابه تمامًا للعناية الصحية، فالإنسان يفتش عن الطعام الجيد، ولا يقبل الملوث منه، وهذا ما ينبغي أن يكون في المجال المعرفي الذي يغذي به الإنسان فكره، إذ عليه أن يبحث عن المعرفة الصحيحة. وكما أن الإنسان يصرف مالًا وجهدًا ووقتًا في البحث عن الطعام الجيد، ويسعى له حتى لو كان على مسافة بعيدة عنه، كذلك عليه أن يصرف ما يستطيع من مال ووقت وجهد، لكسب المعرفة والعلم، سيما عند اختلاط الأمور وضبابيتها. روي عن الإمام الحسن بن علي : "عجب لمن يتفكر في مأكوله كيف لا يتفكر في معقوله!؟ فيجنب بطنه ما يؤذيه ويودع صدره ما يرديه"[10] .
حينما ترتبط الحقيقة بالموقف من شخص أو جهة، فإن على الإنسان أن يحذر في تقييم المواقف، وأن يكون موضوعيًا منصفًا حتى لا يقع في ظلم الآخرين. لا ينبغي للإنسان أن ينخدع بالشعارات فقد تكون زائفة، وكما يقول أمير المؤمنين : "كلمة حق أريد بها باطل"[11] .
لفهم الأحداث العربية المعاصرة:
من هذه المقدمة نشير إلى ما تمر به المنطقة العربية من أحداث عاصفة مصيرية. هذه الأحداث التي تختلط فيها الإرادات، وتتعدد القوى المؤثرة، مما أوجد خلطًا في الأوراق، وتشويشًا في الرؤية حول ما يجري، ومن أجل تجلية الموقف نشير إلى بعض ما يساعدنا على الفهم السليم:
أولًا: تطلع الشعوب نحو الخلاص من الاستبداد. حيث عاشت شعوب المنطقة العربية زمنًا طويلًا من الاستبداد السياسي، وهي الآن تتطلع للخلاص وتناضل من أجله.
ثانيًا: تعدد القوى الداخلية واختلاف تشخيص الواقع. هذه الشعوب في داخلها قوى مختلفة متعددة، كالتنوع القومي والمذهبي والسياسي، كما هو شأن سائر المجتمعات. هذا التنوع من الطبيعي أن يفرز اختلافًا في الآراء حول كيفية الخلاص، وخارطة الطريق، وكيف نبني المستقبل الذي نطمح أن نكون فيه؟ هذه الأمور وغيرها مطروحة بين القوى المختلفة، وينتج عنها تعارض في الأفكار، وتضارب في المصالح.
ثالثًا: تجذّر القوى المستبدة التي لن تقبل بالهزيمة سريعًا، وسوف تقاوم بكل قوة حفاظًا على مصالحها ومراكزها.
رابعًا: القوى الخارجية لا تريد الخير لمجتمعاتنا. هذه البلاد العربية محط أنظار القوى الخارجية الطامحة، التي تريد أن تفرض هيمنتها وسيادتها على هذه الشعوب، وزرعت في وسطها الغدة السرطانية ـ إسرائيل ـ حتى تحقق ما تصبوا إليه. فهي لا ترغب في زوال الأنظمة القائمة التي تغذي مطامعها، وفي المقابل فإن القوى المستبدة في الداخل لن تجد مناصرًا لها أقوى من الإرادات الخارجية. هناك تبادل مصالح بين القوى الخارجية والداخلية. لهذا لن تُترك الشعوب لتستلم زمام أمورها بكل سهولة ويسر.
خامسًا: فقر التجربة السياسية في أبناء الأمة العربية. بسبب هذه الحقبة الطويلة من الاستبداد، فإنه لم يكن متاحًا لأبناء الأمة أن ينخرطوا في الشؤون السياسية وتكوين الأحزاب، وممارسة الحريات، مما أفقر أبناء الأمة من التجربة السياسية، فكان من الصعب أن تحقق نتائج مرضية فور اتاحة الفرصة لها لإدارة البلاد، بل إن الأخطاء والمشاكل سوف تكون كثيرة وكبيرة.
التضليل وخلط الأوراق:
هذه الأمور مجتمعة تحدث حالة الارتباك التي تعيشها مناطق الأمة في أكثر من بلد. وإن أهم أداة تستخدم لإرباك الساحة، وتشويه المواقف، وخلط الأوراق، هي القناة الإعلامية.
الإعلام كما يقال سلطة رابعة، من شأنه أن يصنع الأجواء المناسبة لأهل المطامع والمصالح. فهو أداة بيدهم يحركونها لصالحهم. يصنع الإعلام أجواء للانحياز لهذا الموقف ومخالفة ذاك، ويختلق الأكاذيب ضد هذه الفئة أو تلك، ويضخم الأمور، ويعبئ هذه الفئة ضد تلك ويثير الحرب بينهما. وقد جربنا كيف يلعب دوره في إثارة الحروب الطائفية، يتهم جهة معينة بشيء لم تقم به، ويروج له بتواطؤ وسائل الإعلام حتى يكون حقيقة ثابتة عند الناس، ليخدم مصالح القوى المستبدة.
لهذا ينبغي الحذر من التضليل الإعلامي، فمتى ما قبلت فئة باستخدام السلطة الإعلامية ضد غيرها، فلتترقب دورها يومًا ما. فالاستبداد ليس له صديق. من اكتوى بقذائف الحرب الإعلامية ضده، عليه أن لا يفرح بوصولها إلى غيره، لأن المستفيد الأول والأخير هو الاستبداد، كما أن كل إنسان مسؤول عن مواقفه فلا يشارك في الظلم، ولا يضلل نفسه باتخاذ موقف غير سليم تجاه هذا الطرف أو ذاك.
الإعلام له دور كبير في ما يجري من فتن ومآسي في بلاد عربية عريقة في تاريخها، كمصر وسورية ولبنان والعراق. كم تتألم نفس الإنسان لما يحدث بسبب هذا الإعلام المضلل الذي يريد أن يحوّل الحق الى باطل، والباطل إلى حق بمزج هذا بذاك، وتشويش الأمور على الناس.