الشيخ الصفار يبرز آثار الشعائر الحسينية على المجتمعات الشيعية
أعده: تركي العجيان.أبرز سماحة الشيخ حسن الصفار في خطابه الأسبوعي آثار الشعائر الحسينية على المجتمعات الشيعية وذلك على أعتاب موسم عاشوراء، وأكد في حديثه على ثلاثة منها: الارتباط بالقيادة الدينية وفق القيم الدينية، الحساسية تجاه الظلم، ضبط الانفعالات. مؤكداً أن هذه الآثار هي نتاج الثقافة السائدة في المجتمعات الشيعية والتي بمجملها تتمركز في حضور سيرة أهل البيت (عليهم السلام) في هذه المجتمعات. وعزز حديثه بنماذج معاصرة للمجتمعات الشيعية ظهرت فيها هذه الآثار بشكلٍ واضح، كما في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والجنوب اللبناني، والعراق. وأشار سماحته إلى أهم الأمور التي ينبغي التركيز عليها خلال موسم المحرم القادم حتى يُستثمر الاستثمار السليم، وهي: التحدي الأخلاقي القيمي الذي تواجهه مجتمعاتنا، التماسك الاجتماعي، التفاعل الوطني. كان ذلك ظهر الجمعة 24 ذو الحجة 1425هـ (4 فبراير 2005م).
أكد سماحة الشيخ حسن الصفار في بداية خطابه الأسبوعي على أن الثقافة السائدة في أي مجتمع من المجتمعات لها تأثير كبير على صياغة نفسيات أبناء ذلك المجتمع وعلى توجيه سلوكهم، معرّفاً الثقافة بأنها: ذلك الكم من المعارف والعلوم والمعتقدات والأخلاق والتقاليد السائدة في المجتمع. وأضاف: إن الباحثين في علم الاجتماع وفي دراسة الظواهر الاجتماعية عادة ما يدرسون ثقافة المجتمع لتفسير سلوكيات أبناء المجتمع. مشيراً إلى أن من يريد دراسة الظواهر الاجتماعية في المجتمعات الشيعية المنتمية إلى مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)، وهي جزءٌ من الأمة الإسلامية، لا بد أن يدرسها على ضوء الثقافة السائدة في هذه المجتمعات.
وأشار الشيخ الصفار إلى بعض الظواهر والنماذج المعاصرة في المجتمعات الشيعية والتي أذهلت الباحثين الغربيين مما دعاهم لدراسة الخلفيات الثقافية لهذه المجتمعات الشيعية، فكيف استطاع المجتمع الشيعي في إيران أن يقود وينتج ثورة هي من أضخم وأهم الثورات الشعبية في هذا العصر؟ وكيف واجه المجتمع الشيعي في لبنان التحدي الصهيوني واستطاع أن يحرز انتصاراً مذهلاً؟ وأخيراً كيف حقق المجتمع الشيعي في العراق أرقى أسلوب حضاري في التعامل مع القضية العراقية، مع ما عانوه من اضطهاد وظلمٍ طيلة حكم الطاغية صدام.
وأكد الشيخ الصفار أن هذه الظواهر تلفت نظر الباحثين، مما يدعوهم لدراستها، ودعا في حديثه الباحثين الذي يريدون دراسة هذه الظواهر بضرورة الالتفات إلى الثقافة السائدة في هذه المجتمعات، مؤكداً أنها بمجملها تتمركز في حضور سيرة أهل البيت (عليهم السلام) في هذه المجتمعات. إضافةً إلى التغذية الروحية التي تستمدها هذه المجتمعات مما أثر عن أهل البيت (عليهم السلام) من الأدعية والمناجاة التي تعمق ارتباط الإنسان بخالقه.
وبمناسبة قرب موسم المحرم، أبرز الشيخ الصفار آثار الشعائر الحسينية على المجتمعات الشيعية وأكد في حديثه على ثلاثة منها:
أولاً- الارتباط بالقيادة الدينية وفق القيم الدينية، لأن الارتباط والانتماء إلى أهل البيت (عليهم السلام) أكد الانتماء إلى من يشكلون امتداداً لأهل البيت وهم الفقهاء.
ثانياً- الحساسية تجاه الظلم، فالشيعة دائماً يتحدثون عن الظلامات التي وقعت على أهل البيت ى(عليهم السلام)، وهذا يوجد في نفس الإنسان الشيعي حساسية تجاه الظلم.
ثالثاً- ضبط الانفعالات، وهذا ناتج من سيرة الأئمة (عليهم السلام) حيث أنهم صبروا وتحملوا كل الآلام التي وجهت إليهم، ضمن إطار المراعاة للمصلحة العامة ولوحدة الأمة، وهذا يُعزز هذه الميزة في المجتمعات الشيعية.
وأكد الشيخ الصفار على ضرورة استثمار موسم المحرم لتعزيز الخصائص التي تميز المجتمعات الشيعية، نافياً أن تكون هذه المجتمعات خالية من وجود منحرفين، وهذا مما لا يخلو منه أي مجتمع. وأشار إلى مجموعة من الأمور التي ينبغي التركيز عليها من الخطباء خلال هذا الموسم العظيم:
أولاً- التحدي الأخلاقي القيمي الذي تواجهه مجتمعاتنا، حيث انتشار المخدرات، وبعض السلوكيات الطائشة من بعض الشباب، إضافةً إلى الانفتاح على الإنترنت والفضائيات والتي بمقدار ما لها من فوائد ومنافع، لها مضار كبيرة جداً على المجتمعات.
ثانياً- التماسك الاجتماعي، بتعزيز اللجان العاملة في مختلف المجالات الاجتماعية. ودعا الشيخ الصفار إلى ضرورة تكوين لجان في كل جانب من الجوانب التي يعاني منها المجتمع، مثل: المشاكل الأسرية، المرضى، المساجين، وغيرها من الأمور.
ثالثاً- التفاعل الوطني، فالمجتمع الشيعي جزءٌ من الوطن فينبغي أن يكون له حضوره في جميع القضايا الوطنية العامة كملتقى الحوار الوطني، والجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، والمجالس البلدية، بحيث لا يغيب هذا المجتمع عن أي قضية وطنية عامة.
وفي ختام حديثه دعا الشيخ الصفار الجميع للتفاعل مع مواكب العزاء التي تنظمها مجاميع من الشباب بهدف تعزيز هذا الجانب الرائد لدى الشباب، مؤكداً على الجميع بأنهم إذا كانوا يستاءون من السلوكيات الخاطئة لبعض الشباب، عليهم أن يترجموا هذا الاستياء بالتفاعل الإيجابي مع الأنشطة الإيجابية للشباب ومنها مواكب العزاء في عاشوراء.