تشييع الشهداء رسالة ثبات وصمود
بسم الله الرحمن الرحيم
تشييع الشهداء رسالة ثبات وصمود
أراد الإرهابيون القتلة بفعلتهم الشنيعة التي استهدفت بيتاً من بيوت الله وجمعاً من المصلين المؤمنين في يوم الجمعة بمسجد الإمام علي في القديح، أرادوا أن يبثوا الرعب والذعر في النفوس، وأن يدفعوا الناس باتجاه مواقف التشنج والتوتر إيقادًا للفتنة الطائفية، لكن آمال الإرهابيين قد خابت وفشلت، فأبناء القطيف قد رضعوا الشجاعة والثبات والعزيمة والقوة بتمسكهم بدينهم وولائهم للنبي وآل بيته الكرام (عليهم السلام)، وهم يختزنون الحب الصادق للوطن، والوعي العميق بالوحدة الوطنية، لذلك من الطبيعي أن ينجحوا في تجاوز هذا الامتحان الصعب مع هول الفاجعة وقسوة الألم.
لقد كان التشييع للشهداء مشهدًا عظيمًا لم تشهد البلاد له نظيرًا، أثبت فيه الأهالي تلاحمهم، وقدرتهم على إدارة المواقف، وتنظيم الأمور.
وكانت رسالتهم واضحة في الثبات والصمود ضد الإرهاب والإجرام، وفي إدانة ورفض التحريض على الفتنة الطائفية، هذا التحريض المستمر الذي يوغل في جرح كرامتهم والتشكيك في دينهم واتهامهم بالكفر والشرك والابتداع، والقدح في ولائهم الوطني، بأساليب قذرة، ولغة بذيئة، عبر مختلف وسائل الإعلام والمنابر.
وطالما خاطبوا المسؤولين في الدولة لوضع حدّ لهذا التحريض المهين، وخاصة بعد حادثة الدالوة الأليمة في الأحساء قبل شهور، هذا التحريض الذي يجرح الكرامة ويوحي بالمهانة والإذلال، ويهيئ أجواء الفتنة، ويشجع على القتل والإرهاب.
ونأمل أن تؤدي هذه الرسالة التي أكدها مئات الآلاف من المشاركين في التشييع دورها، وأن تجد الإصغاء والاستجابة الضرورية لحفظ أمن الوطن وحماية وحدته.
رحم الله الشهداء الأبرار الذين عرجت أرواحهم إلى بارئها في يوم مبارك، ومكان مقدس، وهم يؤدون الصلاة لربهم.
ومنَّ الله على الجرحى بالشفاء العاجل وألهم الله أهالي القديح الكرام خاصة، وأهالي القطيف عامة الصبر والسلوان.
وشكرًا للجهود المبذولة من قبل اللجان وجميع المواطنين في إظهار هذا التشييع بالمظهر اللائق، وجزيل الامتنان للوفود التي شاركتنا هذا المصاب الأليم من مختلف المناطق من داخل المملكة وخارجها.
والحمد لله رب العالمين.
حسن الصفار
6 شعبان 1436 هـ