الشيخ الصفار يُهنئ الفائزين بانتخابات المجالس البلدية ويدعو جميع المرشحين إلى تبني مشاريع اجتماعية جديدة لخدمة المجتمع
أعده: تركي العجيانهنأ سماحة الشيخ حسن الصفار المرشحين الفائزين في انتخابات المجالس البلدية التي انتهت يوم الخميس 22 محرم 1426هـ، داعياً جميع المرشحين الآخرين إلى تبني مشاريع اجتماعية جديدة لخدمة المجتمع.
وأكد الشيخ الصفار على ضرورة الاستفادة من هذه التجربة من أجل تحقيق إنجازات واستحقاقات أخرى في المستقبل، موجهاً خطابه إلى المرشحين الفائزين محملاً إياهم مسؤولية تحقيق ما طرحوه في حملاتهم الانتخابية، كما أكد على المرشحين الذين لم يحالفهم الحظ إلى التحلي بالروح الرياضية ودراسة هذه التجربة للنجاح في تجارب أخرى قادمة، وأكد على الجمهور بأن لا ينساقوا خلف المهاترات التي قد تنشأ من هنا وهناك حتى لا تُحدث هذه التجربة شروخاً في المجتمع والمجتمع في غنىً عنها.
جاء ذلك في الخطاب الأسبوعي للشيخ الصفار الذي ألقاه ظهر الجمعة 23 محرم 1426هـ (4 مارس 2005م).
بدأ الشيخ الصفار حديثه بتأمل لعظمة الله وحكمته بأن أوجد هذا الكون وجعله في حالة من النظام الدقيق مع كل ما فيه من أجرامٍ هائلة وموجودات كثيرة، يقول تعالى: ﴿لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ﴾، وأكد أن الله تعالى أراد للمجتمع البشري أن يستوحي من النظام الذي يحكم هذا الكون فكرة التنظيم لأمور وشؤون الحياة، فاستطاع الإنسان ومنذ القدم أن يضع موازين ومقاييس تحكم علاقته ومعاملاته مع بني جنسه، مشيراً أن الإنسان اهتدى لهذه الموازين من خلال العقل ومن خلال تسخير موجودات الكون له، ويؤكد الله تعالى في كتابه الحكيم أهمية هذا الأمر في قولاه تعالى: ﴿وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ * أَلاَّ تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ * وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ﴾، واسترسل الشيخ الصفار في ذكر معاني هذه الآيات المباركة.
وأضاف الشيخ الصفار: كما أن الإنسان اهتدى إلى المقاييس المادية كذلك هداه الله إلى مقاييس معنوية فاستطاع من خلال تلك المقاييس أن يُميز بين الأفراد من حيث القدرة العقلية والعلمية، وحتى الصحية.
وتحدث الشيخ الصفار عن وجود مقياسٍ حديث في المجتمعات البشرية استطاعت من خلاله رصد توجه وآراء الناس في المجالات الاجتماعية ذلك المقياس يتمثل في الانتخابات، مؤكداً أن الانتخابات باستطاعتها أن تقيس بدقة رأي الناس حول من يُمثلهم ولكن بشرط أن تكون بنزاهة وعدم التعدي على النظام.
وأشار الشيخ الصفار إلى الحدث الاجتماعي الذي شهدته المنطقة الشرقية في الفترة الأخيرة وهو انتخابات المجالس البلدية، مؤكداً أن من أهم فوائدها قياس رأي الجمهور في جانب محدد وهو جانب الخدمات البلدية، متطلعاً إلى توفر فرص أكبر لكي يُعبر فيها الناس عن آرائهم في مجالات أخرى.
وأشار إلى وجود نقطة ضعف في القانون الذي وضع لهذه الانتخابات حيث لم يتح الفرصة لصدور تحالفات بشكلٍ رسمي حتى تبرز العملية الانتخابية في أجلى صور الديمقراطية، ومع ذلك أكد الشيخ الصفار أن الأمور سارت بشكل إيجابي وطبيعي.
ودعا الشيخ الصفار إلى ضرورة الاستفادة من هذه التجربة الحديثة في تاريخ المملكة، موجهاً خطابه إلى ثلاث جهات:
أولاً- المرشحون الفائزون أولاً.
عليهم أن يضعوا نصب أعينهم المسؤولية التي وضعوا أنفسهم فيها، فهم ممثلون عن المجتمع في جانب الخدمات البلدية وعليهم أن يُحققوا تلك التطلعات التي تحدثوا عنها في حملاتهم الانتخابية. ثم إن عليهم أن يستفيدوا من موقعيتهم في تقديم خدماتٍ أخرى للمجتمع، وللمطالبة باستحقاقات أخرى في المستقبل لتوسيع رقعة المشاركة الشعبية.
ثانياً- المرشحون الذي لم يحالفهم الحظ.
أولاً لهم الشكر الجزيل على ما أظهروه من استعداد للدفاع عن حقوق المجتمع في الشؤون البلدية، كما قد كان لهم دور بارز في تفعيل العملية الانتخابية.
وعليهم أن يُدركوا أن ساحة العمل الاجتماعي واسعة الأفق، فعليهم أن يُسهموا في العمل الاجتماعي العام بتكوين اللجان والجمعيات التي من شأنها خدمة المجتمع في مختلف ميادين الحياة.
ثالثاً- الجمهور.
فهو الدعامة الأساسية في العملية الانتخابية، وقد برهن المجتمع حرصه على انتهاء هذه التجربة بنجاح، والمهم بعد الانتخابات أن يتحلى الجمهور بروحٍ رياضية، سواءً أتباع المرشحين الفائزين أو غيرهم، ينبغي أن لا تحدث هذه التجربة شروخاً في المجتمع.
وأكد الشيخ الصفار في ختام كلمته على ضرورة أن تدرس كل جهة من الجهات المشاركة هذه التجربة التي قدموها ليستفيدوا منها في تجارب أخرى قادمة، وإن لم يُحالفهم الحظ هذه المرة فإنه قد تتوفر لهم فرص أخرى يحققون فيها الفوز والنجاح.