إشراقة المبعث النبوي
في بداية الحديث أكد سماحة الشيخ على أن يوم السابع والعشرين من رجب هو يوم المبعث النبوي كما جاء عن روايات الأئمة.
مدخل تعريفي
ثم أخذ سماحته في تعريف المبعث وقال: هو بداية الوحي، والوحي هو المسألة الأساسية التي يختلف عليها الماديون والإلهيون، حيث الوحي يعني أن هناك اتصالاً خاصاً بين الله تعالى وأحد من خلقه يبعثه هادياً ومنذراً ومبشراً إلى البشر.
وقال أيضاً: إن الوحي في اللغة هو الإشارة السريعة. فالإلهيون يعتقدون بوجود قناة اتصال بينهم وبين الله تعالى وعبرها تأتي الأحكام إلى البشر.
ثم قال سماحته: إن أساس الإيمان ببعثة الأنبياء تنطلق من قاعدة اللطف، وهي تعني: أن الله تعالى بلطفه على العباد ورحمته عليهم بعث إليهم أنياء ورسلاً يهيؤون لهم طريق الهداية. يقول تعالى: ﴿الله الذي أعطى كل شيءٍ خلقه ثم هدى﴾.
كيف يتصل الله بالبشر ليوصل إليهم سبل الهداية:
- هل إن الله يتصل بالبشر فرداً فرداً ليضع لهم طريق الهداية؟ كلا! لأن هذا لا يتناسب مع الحكمة الإلهية، بيد أن ذلك يقتضي أن كل البشر يكونون معصومين.
- هل إن الله تعالى يُرسل كائنات من جنسٍ آخر ليقوموا بعملية الاتصال؟ وهذا الأمر يُسبب تشكيكاً في أصل الاتصال.
- بل الطريق الأمثل أن الله بحكمته بعث أنبياء مهيئين لعملية الاتصال به تعالى، وعبر ذلك الاتصال يكون طرح الرسالة الهادية للبشر.
حول ظاهرة الوحي هناك خلاف:
1- من يقول بأنه ليس هناك خالق، والله ليس موجود أساساً.
2- والبعض ممن يؤمن بوجود الله أنكر إرسال الأنبياء.
3- والبعض الآخر يقولون بأن الله لم يرسل أحداً، وإنما عن طريق الارتياض البشري أي (الرياضة النفسية) وعبرها تنفتح لهم آفاق لا تُكشف للآخرين. وهنا عدة ملاحظات:
أولاً- المرتاضون تصدر منهم أخطاء.
ثانياً- ليس هناك مرتاض قدم برنامجاً أو رسالةً متكاملة لهداية الناس والبشر.
ثالثاً- المرتاضون قدراتهم في جوانب معينة وليست في كل الجوانب، بعكس الأنبياء فقدراتهم شاملة لجميع أبعاد الحياة.
4- بعض الماديين قالوا هذه درجة من درجات النبوغ، فالأنبياء نوابغ. وهذا الكلام مردود:
أولاً- لأن أي نابغة من نوابغ البشر ينسب النبوغ لنفسه بينما النبي يتجرد من كل شيء وينسب إمكاناته لله، ﴿إن هو إلا وحيٌ يوحى﴾، وقال : «لو عصيت لهويت».
ثانياً- النبوغ في جوانب معينة محدودة، وليس في جميع جوانب الحياة كما هو الحال بالنسبة للأنبياء.
وبعد هذا العرض انتقل سماحة الشيخ عن نبينا الأكرم وقال: إن نبينا الأكرم لم يكن يقرأ أو يكتب ولم يكن مفكراً، ولكنه جاء بهذه الرسالة الهادية للبشر التي تتحدى الجميع الشعراء والمفكرون والنوابغ ليأتوا ولو بسورةٍ منه أو آية.
ثم تحدث سماحة الشيخ عن بداية البعثة ونفى ما يُنقل في كتب السير من أن النبي أصابه شك أو خوف، أو أن السيدة خديجة جاءت له بورقة بن نوفل، واعتبر ذلك أكاذيباً حيث أن الأئمة لا يُعطون لها أي نوع من الصحة.
وفي ختام الكلمة قارن سماحة الشيخ بين ما كانت عليه الأمة في عهد الرسول الأعظم وما آل إليه الوضع الإسلامي فقل سماحته: جاء النبي إلى الأمة وهي في أردى وضعها وجعلها خير أمة، وكانت كذلك حينما استجابت لنداء الحق ولكنها في هذا العصر عادت إلى أسوء وضعٍ فهي تعيش الذل والهوان. يكفي أن أكبر الدول الغربية وهي الولايات المتحدة الأمريكية تصدر قانوناً يزدري المسلمين هذا القانون يفترض أن كل مسلم يدخل إلى أمريكا فهو إنسان مشبوه ويتعرض لتفتيشٍ دقيق.