الشيخ الصفار يلقي كلمة في أربعين الحاج عباس حبيب الناصر
أعده: تركي العجيان.ألقى سماحة الشيخ حسن الصفار كلمةً في أربعين الحاج عباس حبيب الناصر، مساء الثلاثاء 5 صفر 1426هـ (15 مارس 2005م)، بالأوجام. أكد فيها على أهمية أخذ الدروس والعبر في مثل هذه المناسبات فالكل يعلم أنه على موعدٍ مع الموت، فهو النهاية التي لابد من الوصول إليها.
وأضاف: نحن من خلال وجداننا وفطرتنا ندرك أن الإنسان تمر عليه فترات يكون فيها في غاية الراحة، بينما هناك فترات يكون فيها منزعجاً كئيباً. وبالطبع كلما كانت فترات الراحة والسرور لدى الإنسان أكبر كانت حياته أطيب، وعلى العكس من ذلك إذا اتسمت حياته بالنكد والضجر.
وأكد الشيخ الصفار أن الإسلام يريد للإنسان أن يعيش حياة رغيدة طيبة، وجاءت رسالة الإسلام من أجل توفير سبل الراحة والاستقرار للإنسان، حتى في ساعات النكد والانزعاج فإن للإسلام تعاليماً في كيفية التعامل مع هذه الساعات.
من جانب آخر أكد الشيخ الصفار أن من أكبر مصادر الراحة للإنسان هو أن يعيش حالة التوافق والانسجام مع محيطه الاجتماعي، سواء ضمن الأسرة أو العمل أو المحيط الاجتماعي الخارجي، ودليله في ذلك، قول الرسول الأكرم : «أربع من سعادة المرء: الخلطاء الصالحون، والولد البار، والمرأة المؤاتية، وأن يكون رزقه في بلده».
وخلص الشيخ الصفار من خلال حديثه إلى نقطة مهمة، وهي: ما هي مسؤوليتنا تجاه بعضنا البعض؟ وكيف نوفر لبعضنا البعض الراحة والسعادة؟ مؤكداً أن إدخال السرور على الآخرين هو من أهم الأمور التي تُدعم حالة التوافق والانسجام الاجتماعي، وأشار إلى مظاهر التعامل القاسي الذي يتعامل به الناس فيما بينهم على مختلف الأصعدة الاجتماعية، في حين أنه ينبغي أن يكون أسلوب التعامل بالرفق واللين.
وأكد على ضرورة أن يتحمل كل فرد مسؤوليته تجاه المحيط الذي يعيش فيه سواءً الأسري أو العملي أو الاجتماعي العام، مشيراً إلى أن هناك روايات عديدة مصنفةً في باب عنوانه: باب إدخال السرور على أخيك المؤمن، تؤكد أهمية هذا الجانب الذي يغفل عنه الكثير من الناس.
وتطرق الشيخ الصفار إلى جملة من تلك الروايات:
فعن الرسول الأكرم يقول: «من نفّس عن أخيه المؤمن كربة من كرب الدنيا نفّس الله عنه سبعين كربة من كرب الآخرة».
وعن الإمام الصادق يقول: «يخرج المؤمن من قبره، فيخرج معه مثال يقدمه أمامه، فكلما مرّ بهول من أهوال يوم القيامة قال له ذلك المثال: لا تجزع، فيلتفت المؤمن إليه ويقول له: من أنت؟ فيقول: أنا السرور الذي كنت أدخلته على أخيك المؤمن».
وقال الإمام الصادق : «أي مسلم لقي مسلماً فسرّه، سرّه الله عز وجل».
وقال الإمام الكاظم : «اعلم أن لله تعالى تحت عشره ظلاً لا يسكنه إلى من أسدى إلى أخيه المؤمن معروفاً، أو نفّس عنه كربة، أو أدخل على قلبه سروراً».