الشيخ الصفار يدعو لتفعيل دور المرأة في الشأن العام
أعده: تركي العجياندعا سماحة الشيخ حسن الصفار إلى تفعيل دور المرأة في الشأن العام، مؤكداً على ضورة أن ينعكس إحياء ذكرى أربعين الإمام الحسين والذي يكون فيه التركيز على دور السيدة زينب (علهيا السلام) على هذا الجانب المهم، ولكن مع الأسف لم تعطِ المرأة في المجتمعات الإسلامية الدور والمكانة الملائمة لها بحكم الشرع والعقل. وعرّج الشيخ الصفار بفكره على المعاناة التي قاستها العقيلة زينب في مسيرة الأربعين يوماً مؤكداً أن السيدة زينب (علهيا السلام) مع كل هذه المعاناة التي تهد الجبال الرواسي صمدت صموداً ليس له مثيل، وقامت بدورها الرسالي والبطولي في إيصال صوت الحق بما يعجز البيان عن تفصيله. واختتم الشيخ الصفار خطابه بالتأكيد على حاجة المجتمع إلى النساء المقتديات بالسيدة زينب (علهيا السلام) في جهادها ومسيرتها البطولية. جاء ذلك في خطاب الشيخ الصفار الذي ألقاه ظهر الجمعة 21 صفر 1426هـ (1 أبريل 2005م) بمناسبة ذكرى أربعين الإمام الحسين .
أشار الشيخ الصفار في بداية خطابه أن في أربعين الإمام الحسين عادةً ما يكون الذكر فيه لدور السيدة زينب ، مؤكداً أنه دورٌ يجب أن يُحفظ ويُسجّله التاريخ للأجيال بأحرفٍ من نور.
وأكد أن تخليد هذا الدور أعمق من كونه تعظيماً لشخصيتها أو إجلالاً لمقامها، وإنما ينبغي أن ينعكس هذا الأمر على مبدأ إسلامي هام يرتبط بدور المرأة ومكانتها في الشأن الإسلامي العام.
وأشار إلى الفترات التاريخية التي مرت على الأمة والتي أثارت الكثير من الغبار على مفاهيم إسلامية كانت واضحة الصراحة في العصر الإسلامي الأول. مؤكداً أن للمرأة في عهد رسول الله دوراً كبيراً في جميع جوانب الحياة الاجتماعية، ولكن تلك العصور التي تلت هذه المرحلة أعادت الأمة إلى رواسب الجاهلية.
وأضاف: وفي العصر الحديث حيث قطعت المرأة شوطاً كبيراً لإثبات وجودها في سائر المجالات العلمية والسياسية والاجتماعية، مع التحفظ على بعض الممارسات التي استُخدمت فيها المرأة كمثير للشهوة.
من جانب آخر، قال الشيخ الصفار: إلى جانب الواقع المتقدم للمرأة في العالم اليوم نجد الواقع المتخلف الذي تعيشه المرأة في معظم البلاد الإسلامية، حيث لم تعطَ للمرأة الدور والمكانة الملائمة لها بحكم الشرع والعقل؛ مؤكداً أن هذا الواقع يُكرّس النظرة الدونية التي يحملها الآخرون تجاه الإسلام.
وحول ما تناقلته الأخبار عن المرأة التي أمّت صلاة الجماعة المختلطة في أمريكا تحدث الشيخ الصفار عن أبعاد صلاة الجماعة المتعلقة بالمرأة مبيناً أن الأصل فيها الاستحباب، وكانت النساء في عهد الرسول الأعظم تحضرن الصلاة إلى جانب الرجال، وشرعاً ليس هناك مانع من إمامة المرأة للنساء. ودعا إلى ضرورة وجود صلاة جماعة خاصة بالنساء، أو أن تُشارك المرأة في صلاة الجماعة مع الرجال، ففي ذلك تأكيدٌ لحضور المرأة الاجتماعي إضافةً لنيلها الثواب الكبير لصلاة الجماعة.
وأضاف الشيخ الصفار: حينمت تُمنع المرأة من المباح والجائز شرعاً فإن ذلك يؤدي إلى حصول ردّة فعلٍ معاكسة والنتائج ليست في صالح المجتمع.
وبعد هذا الطرح الاجتماعي تحول الشيخ الصفار بفكره إلى الدور الكبير الذي قدّمته عقيلة بني هاشم السيدة زينب (عليها السلام) مؤكداً أن لثورة الحسين بطلين: الحسين وزينب، مضيفاً أن دور الحسين اكتمل في يوم العاشر من المحرم، ولكن السيدة زينب (علهيا السلام) واصلت تلك المسيرة الرسالية إلى نهاية حياتها المباركة.
وتحدث الشيخ الصفار عن ملامح من المعناة التي قاستها السيدة زينب (علهيا السلام) بعد يوم العاشر من المحرم ولمدة (40) يوماً، مؤكداً أنه لو لم يكن من مواقف وآلام السيدة زينب (علهيا السلام) إلا ذلك الموقف الذي وقفت فيه على جسد أخيها الحسين وللوهلة الأولى لاستشهاده وهي تخاطب الله عز وجل بقولها: اللهم تقبل منا هذا القربان. لو لم يكن من السيدة زينب (علهيا السلام) إلا هذا الموقف لكفى به شاهداً على عظمتها وإرادتها وقوة شخصيتها.
ولكن المسألة لم تقف عند هذا الحد، بل إن السيدة زينب (علهيا السلام) لاقت من المعاناة ألواناً كثيرة، نفسية وجسدية، حيث كانت شماتة أهل الشام تعكس المعاناة النفسية الأليمة، والجوع والعطش والسير الكثير والركوب على النياق كل ذلك يعكس جانباً من المعاناة الجسدية للسيدة زينب (علهيا السلام).
وأكد الشيخ الصفار أن السيدة زينب (علهيا السلام) مع كل هذه المعاناة التي تهد الجبال الرواسي صمدت صموداً ليس له مثيل، وقامت بدورها الرسالي والبطولي في إيصال صوت الحق بما يعجز البيان عن تفصيله، ويكفي وقوفها في مجلس عبيد الله بن زياد، فيسألها: كيف وجدت صنع الله بأخيك؟ فتجيبه، وهي الناطقة عن فصاحة أبيها أمير المؤمنين : والله ما رأيت إلا جميلاً، فتحبط بذلك كل مخططات عبيد الله بن زياد لتحطيم نفسية العقيلة الطاهرة زينب (علهيا السلام).
وفي مجلس يزيد تقف العقيلة زينب (علهيا السلام) موقفاً مماثلاً وتخاطب زيد بين معاويةً متحديةً: فكد كيدك، واسع سعيك، وناصب جهدك، فو الله لا تمحو ذكرنا، وتميت وحينا.
وقد أثبت الزمان ذلك، ففي يوم الأربعين هذا احشدت الجموع المليونية عند قبر أبي عبد الله الحسين تجدد العهد بالثبات على خطه ومنهجه، وما ذلك إلا تحقيقاً لقسم العقيلة زينب (علهيا السلام).
وهاهي العقيلة (علهيا السلام) تعود إلى كربلاء بعد أن أمضت (40) يوماً في معاناة الأسر، لتجدد العهد مع أخيها الحسين وتسأله: هل قد وفيت؟
واختتم الشيخ الصفار خطابه بالتأكيد على حاجة المجتمع إلى النساء المقتديات بالسيدة زينب (علهيا السلام) في جهادها ومسيرتها البطولية.