احتفالات الأعراس
ألقى سماحة الشيخ حسن الصفار "حفظه الله" ليلة الخميس الموافق (10 شعبان 1423هـ) في منزله العامر بالقطيف درساً فقهياً ضمن سلسلة دروس (من فقه الأسرة) وكان عنوان هذا الدرس: احتفالات الأعراس.وقد تطرق سماحة الشيخ في بداية حديثه إلى أن الناس يملكون حرية التعبير عن مشاعر الحزن والفرح ولكن ينبغي أن يكون ذلك مرشداً.
وأضاف سماحة الشيخ إن الإسلام لا يقمع حالة التعبير عن المشاعر، ولكنه يهذبها ويُرشدها ويضع لها الضوابط التي تجعلها تسير ضمن الإطار الشرعي.
وتحدث سماحته بعد ذلك عن نموذج مشرق في الزواج من العهد الإسلامي الأول وهو زواج الإمام علي بالسيدة فاطمة الزهراء وأشار إلى جوانب عديدة من ميزات هذا الزواج.
ثم تساءل سماحته: ما هي أساليب التعبير عن الفرح والسرور التي ينبغي أن تسود في المجتمع؟
وللإجابة على هذا التساؤل تحدث عن ثلاث ملاحظات، هي:
أولاً- ينبغي أن يكون التعبير عن الفرح بأساليب مجازة شرعاً.
وضمن هذه الملاحظة تكلم سماحته عن:
1- الغناء في ليلة الزواج.
تحدث عن حكمه الشرعي لدى المذاهب الإسلامية، وتحدث عن الاستثناءات التي أجاز فيها الفقهاء الشيعة الغناء بالنسبة للرجال والنساء، وهي: في الحداء أثناء السفر، وفي ليلة العرس بالنسبة للنساء وضمن ضوابط شرعية يذكرها الفقهاء.
2- البحث عن البدائل.
وقال سماحته إن تبيين الحكم الشرعي الشرعي في مثل هذه الظواهر قد لا يُجدي كثيراً، والمطلوب هنا أن تكون هناك بدائل عن حالة الغناء واللهو حتى يتفاعل الناس مع الخطاب الديني.
3- الاختلاط غير المحتشم.
وأضاف سماحة الشيخ إنه قد يكون هناك في بعض الحالات نوع من الاختلاط غير المحتشم بين الرجال والنساء في مثل هذه المناسبات، فينبغي تجنب ذلك الفعل المحرم شرعاً. أما إذا كان الاختلاط محتشماً وضمن الضوابط الشرعية فليس هناك أي إشكال.
ثانياً- نفقات الاحتفاء بليلة العرس.
وذكر سماحة الشيخ إن ليلة العرس في مجتمعنا قد أحيطت بعادات وتقاليد مرقهة للمتزوجين، إذ أن هذه العادات تعيق انطلاقهم، وخصوصاً ما يحدث من نفقاتٍ باهظة في ليلة الزفاف.
ثالثاً- طبيعة برامج ومراسيم الاحتفال.
وتحدث سماحة الشيخ أيضاً عن البرامج والمراسيم التي تُرهق الزوجين ولا تجعلهما يلتقيان إلا بعد مشوار طويل من الارهاق والتعب.
وأضاف سماحة الشيخ قائلاً: ينبغي أن تُزال هذه العراقيل من مجتمعنا.
وأخيراً أشاد سماحة الشيخ بفكرة الزواج الجماعي، وتألم لما آل إليه وضع هذا المشروع المميز في مجتمعاتنا.
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا ونبينا محمدٍ وآله الطاهرين.