الشيخ الصفار يؤكد أن البرامج الروحية تؤهل لجودة الحياة
رفض سماحة الشيخ حسن الصفار أن تكون البرامج الروحية هروبًا من الحياة أو بديلًا عن مهامها، مؤكدًا أنها إعداد وتأهيل للتصدي الأفضل لشؤون الحياة، وتحقيق الجودة في عيشها.
وتابع: يجب أن تنعكس آثار البرامج والمواسم الروحية كشهر رمضان المبارك على حياة المتدينين جودةً وتقدمًا ورقياً.
جاء ذلك خلال خطبة الجمعة 9 شوال 1442هـ الموافق 21 مايو 2021م في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرق السعودية.
وقال الشيخ الصفار إن مهمة الدين الأساس هي تذكير الإنسان بالبعد الروحي وبالمصير الأخروي، ليدرك قيمة وجوده ومعنى حياته، وليؤمّن مستقبله الأخروي.
واستنكر سماحته انحصار هموم معظم الناس في إدارة شؤون دنياهم، وكسب المصالح المادية فيها، وتجاهلهم للبعد المعنوي الروحي، حيث يغفلون عن التفكير في مستقبلهم الأخروي.
وأبان أن في الدين برامج لاستحضار البعد المعنوي الروحي في حياة الإنسان وهي البرامج العبادية كالصلاة والصيام والحج والدعاء.
وأوضح أن هناك حدًا أدنى لا يستغني عنه الإنسان من هذه البرامج وقد فرضها الدين كواجبات.
وأضاف: هناك أفق مفتوح للاستزادة من هذه البرامج تتمثل في المستحبات والسنن من الصلاة والصوم والحج والدعاء والزيارة لمراقد الأنبياء والأئمة والأولياء.
وأشار إلى وجود ثروة روحية كبيرة في تراث أهل البيت ، فيها برامج مكثفة.
وعن سبب ذلك قال سماحته: هذه الثروة تكونت بسبب ما يمتلكه أهل البيت من أصالة وعمق في هذا المجال، ولحاجة جمهور الأمة بسبب غلبة الأجواء المادية.
وتابع: ولأن اتباع أهل البيت كانوا بحاجة لتعزيز انتمائهم لمدرسة أهل البيت حتى لا يذوبوا في المحيط العام المخالف.
وأبان أن قدماء علماء الشيعة قد صنّفوا كتبًا تضم هذا التراث وفي طليعتها الصحيفة السجادية.
وأشار إلى مبادرة الشيخ عباس القمي (ت: 1359هـ) في تأليف كتابه (مفاتيح الجنان) حيث اختار ما يعتقد أنه الأصلح فاجتهد حسب رؤيته في الاختيار والتحقيق، حتى أصبح الكتاب المعتمد عند غالبية المؤمنين.
وأوضح أن لبعض العلماء ملاحظات على كتاب (مفاتيح الجنان) وإن كانت لا تخدش من قيمته، مشيدا بكتاب (المفاتيح الجديدة، ط1، 2010م) للمرجع الديني الشيخ ناصر مكارم الشيرازي.
ودعا أن تستهدف هذه البرامج الروحية بناء الإنسان الصالح في الحياة والذي ينال الفوز في الآخرة بصلاحه في الدنيا.
وتابع: هذا يعني أن تنعكس هذه البرامج على حياة الإنسان، ليكون أفضل حياة وأكثر تصديًا لإصلاح الحياة وإعمارها. رافضاً ما يمارسه بعض المتدينين الذين يغفلون عن هذا الجانب فيمارسون البرامج الروحية ممارسة طقوسية منفصلة عن الحياة، أو شاغلة عنها.
وأشار إلى قيام المرجع الديني الشيخ جوادي آملي بتأليف كتاب بعنوان (مفاتيح الحياة، ط1، 2011م) ليتكامل مع (مفاتيح الجنان) عرض فيه برامج لتعامل الإنسان مع ذاته ومع أخيه الإنسان، ومع بيئته الطبيعية والدولة التي يعيش فيها، وقد طبع هذا الكتاب أكثر من (160) طبعة خلال عشر سنوات.
وطالب سماحته أن يسعى الإنسان لجودة الحياة، فحياة المتدين يجب أن تكون الأفضل، مستشهدا بقوله تعالى ﴿فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً﴾.
لمشاهدة الخطبة بعنوان: البرامج الروحية وجودة الحياة
https://www.youtube.com/watch?v=_1fzUvff7Jc
للاستماع للخطبة: