الشيخ الصفار يحث على اغناء العاطفة الدينية بالوعي وترجمتها بالالتزام
ويقول إن هناك جهات تتاجر بالعواطف الدينية في سبيل المزايدة.
ويأسف لبروز من يتفاخر بتخطي العقلانية في الشعائر الحسينية.
ويحمّل القيادات الدينية المسئولية عن تبيين حدود الشعائر الدينية.
ويعتبر الاعتدال في العاطفة الدينية تحديا أمام الإنسان المؤمن.
حذّر سماحة الشيخ حسن الصفار من الانجراف خلف العاطفة الدينية الخالية من المضمون والتي قد تقود إلى الانحراف عن الدين نتيجة غياب الوعي والمعرفة الدينية.
جاء ذلك خلال المحاضرة العاشورائية الثانية مساء الثلاثاء 2 محرم 1443هـ الموافق 11 أغسطس 2021م بمجلس الحاج سعيد المقابي في حي الجزيرة بمدينة القطيف.
وقال الشيخ الصفار إن التحلي بالعاطفة الدينية دون وعي ومعرفة ربما أدى إلى خلل في التدين والوقوع في الانحراف عن الدين.
وشدد القول بأن العاطفة الدينية وحدها لا تغني عن الوعي والمعرفة الدينية.
وحثّ سماحته على ترجمة العاطفة الدينية بالالتزام السلوكي العملي والأخلاقي.
وانتقد الشيخ الصفار الاتجاه الذي يُغري الناس بالتساهل في الالتزام الديني بذريعة الاكتفاء بحب أهل البيت وأن ذلك كاف للنجاة في الآخرة.
ورأى أن من غير الصحيح الاسترسال في هذا الاتجاه الخاطئ استنادا إلى مقولات الشعراء. مشددا بأن الثواب والعقاب منوط بالعمل لا العاطفة المجردة وحدها.
تحدي الاعتدال والاستقامة
واعتبر سماحته بأن الاستقامة والاعتدال في العاطفة الدينية يمثل تحديا للإنسان المؤمن.
وأرجع ذلك إلى ان العاطفة الدينية قد تقع في المبالغة على نحو يقود إلى الغلو والخرافات والابتداع في الدين.
وأشار سماحته إلى تحذير أهل البيت المشدد لأتباعهم من دسائس الغلاة والمناوئين للدين الذين يعمدون إلى بتشجيع حالة الغلو والخرافات في الساحة الدينية لإرباكها وتشويهها.
وتابع إن هناك جهات "تتاجر بالعواطف الدينية" في سبيل المزايدة وتحقيق أغراض مصلحية فتدفع نحو انفلات العاطفة الدينية.
وأوضح بأن بعض هؤلاء ينطلقون من حسن نية بذريعة تعزيز الولاء لأهل البيت بزعمهم فيلجؤون إلى الكذب وترويج الخرافات.
واضاف بأن هذا المسلك غير جائز "فلا يطاع الله من حيث يعصى" وقد حذّر الأئمة والعلماء من الوقوع فيه.
مسؤولية الترشيد
وحمّل سماحة الشيخ الصفار القيادات الدينية المسئولية عن تبيين حدود ممارسة الشعائر الدينية وبرامج ترسيخ عاطفة الولاء.
واعتبر البيانات التي أصدرتها المرجعية العليا من مكتب المرجع السيستاني انموذجا لترشيد الخطاب الديني والولائي.
وأسف سماحته إلى بروز من يتفاخر بتخطي العقلانية في الشعائر الحسينية حاملًا شعار الجنون استنادا إلى مقولات لا أساس لها ومنها "حب الحسين أجنني".
وتسائل "هل يصح أن يكون الجنون شعارًا في مجتمع دين يقوم على العقل والتعقل".
ومضى يقول "لا يصح أن يترك المجال لانفلات العواطف الدينية خارج حدود الشرع والعقل ومصلحة المجتمع والدين وخاصة مع التحديات التي نعيشها في هذا العصر".
وأضاف إن نهضة الحسين من أجل الإصلاح الشامل الفكري والسياسي والاجتماعي وكان شعاره "إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي".
لمشاهدة المحاضرة بعنوان: ترشيد العاطفة الدينية
https://www.youtube.com/watch?v=ZqV9GNXmehI
للاستماع للمحاضرة: