الشباب ... ورهانات المستقبل
ضمن برنامج سماحة الشيخ لهذا الشهر الفضيل شارك سماحته في ندوةٍ أقيمت بمسجد الإمام زين العابدين بسيهات تحت عنوان الشباب ... ورهانات المستقبل.وقد افتتحت الندوة بمقدمة للمحاور وهو الأستاذ علي آل طالب إذ أكد في مقدمته على أن الشباب هم الجيل الأهم وعليهم المعول في المستقبل، كما تطرق إلى الأثر الكبير الذي يتركه الإعلام المعاصر في تفكير الشباب وسلوكهم.
بعد ذلك بدأ سماحة الشيخ حديثه بمقدمة اتخذها مدخلاً للحوار والنقاش، وقال سماحته في بداية هذه المقدمة: إن رهانات المستقبل هي التحدي الكبير الذي نواجهه اليوم. وتعرض للتقرير الصادر عن مجلس التنمية للأمم المتحدة والذي يحمل عنوان "تقرير التنمية الإنسانية العربية للعام 2002" وقال سماحة الشيخ أن هذا التقرير يحوي حقائق خطيرة تُعد جرس إنذارٍ للعالم العربي ككل.
ثم تساءل سماحته من ينتشل الأمة من هذا الواقع؟ وألقى بجزءٍ كبيرٍ ممن المسؤولية على القوى الكبرى في الأمة سياسيةً ودينية واجتماعية.
وتوجه سماحته بعد ذلك بالخطاب إلى الشباب دافعاً إياهم للانتفاض على هذا الواقع المؤلم، ودعاهم للتفكير في مستقبل أوطانهم وأمتهم لأنهم الأكثر تضرراً جراء هذا الواقع. وقال سماحته إن الشباب أمام هذا الوقع بين خيارين:
الأول: إما القبول بالمغريات واللهو بها والاستسلام للواقع المعاش.
الثاني: أو أن يقرروا بجدية ويأخذوا على عاتقهم النهوض لتغيير الواقع المعاش.
واختتم سماحته المقدمة بالإجابة على التساؤل الذي أكد على أهميته: ما هي المعوقات التي تواجه الشباب للوصول إلى مبتغاهم وتغيير الواقع إلى الأفضل؟
وقال سماحته إن أهم عائق هو استرسال الشباب في التعامل مع معطيات الحياة بعواطفهم وأحاسيسهم المتعطشة خصوصاً في المرحلة الحساسة التي يعيشونها. وقال سماحة الشيخ حتى يتفادى الشباب هذا العائق عليهم أن يتعاملوا مع الحياة بجدية ومسؤولية وبدون ذلك فإنهم لن يتمكنوا من تغيير أي وضع يعيشون فيه.
وبعد ذلك دار حوارٌ شيّقٌ وممتع بين سماحة الشيخ والحضور الشبابي، وفيما يلي نقتطف بعضاً من تلك الأسئلة وإجابة سماحة الشيخ عليها:
السؤال: هل هناك عوائق أخرى (مثلاً: المناشط الاجتماعية والمنبر)؟
سماحة الشيخ: هذه المعوقات ثانوية وليست أساسية.
السؤال: ممن يستقي الشاب معلوماته ومفاهيمه؟ أليس من المناشط الاجتماعية، فكيف لا تُعد معوقاً وهي تشكو من ضعف؟
سماحة الشيخ: ليست هذه هي منابر المعرفة الوحيدة وإنما تُعد الفضائيات والإنترنت من أهم منابر المعرفة في هذا العصر.
السؤال: من أين نبدأ مع الشباب؟
سماحة الشيخ: المحرك الأول والأساس هو أن نُشعر الشاب بأنه مخلوقٌ مسؤول في هذه الحياة، فعليه أن يتعامل مع معطيات الحياة بجدية.
السؤال: هناك تحولٌ كبير بين فكر الشباب تجاه التدين فهناك فجوة بين الماضي والحاضر، فما رأي سماحة الشيخ؟
سماحة الشيخ: أرى أن الحالة الأفقية للتدين، بمعنى حالة الانتشار والتوسع، فيها بطئ. أما الحالة العمودية، حالة التجذر، في مستوى متقدم. ثم ينبغي ‘لينا أن نُعيد النظر في مقاييس الحالة الدينية، فليس ضعف الإقبال على الأساليب الموروثة القديمة هو المقياس الأوحد وإنما ينبغي أن لا نغفل الوسائل الأخرى من مواقع إنترنت وفضائيات إذ تُعتبر من أبرز مصادر المعرفة في العصر الحاضر والمنافسة لتلك الأساليب الموروثة.
وأشار سماحة الشيخ إلى أن التدين الحقيقي هو تدين الفاعلية والنشاط وليس فقط الحضور المجرد إلى المساجد والحسينيات.
السؤال: هل هناك انحسار في المشروع سياسي؟ وهل هو سبباً في الوضع المعاش؟
سماحة الشيخ: السياسة بمعنى الاهتمام بواقع الناس لم تنحسر، وإنما تتخذ صوراً متعددة.
السؤال: هل وجود قيادة واضحة تعطي دافعاً للشباب نحو الفكر والثقافة؟
سماحة الشيخ: القيادة نتيجة وليست بداية، نتيجة النضج والوعي وجود قيادة. يقول تعالى: ﴿ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمةً ونجعلهم الوارثين﴾.
السؤال: سماحة الشيخ تتحدث بعض العوائل على أن الشباب الذين يلتحقون بركب التدين يمُارسون بعض التصرفات السلبية مع إخوانهم وأخواتهم بداعي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فما توجيهات سماحتكم تجاه ذلك؟
سماحة الشيخ: التدين يخلق في الإنسان روح السماحة والمرونة وحسن الخلق، وليس العكس؛ والشباب الذين يُمارسون مثل هذه التصرفات مخطئون وعليهم أن يُبرزوا الدين على أحسن وجه لا كما يتصرفون.
هذه نبذةٌ من الأسئلة التي طُرحت على سماحة الشيخ خلال الندوة المنعقدة في مسجد الإمام زين العابدين بسيهات وقد أخبر الأخوة في واحة الساحل الشرقي بمندى سيهات أنه سيكون للحوار تتمة على موقع منتدى سيهات: www.saihat.net
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا ونبينا محمدٍ وآله الطيبين الطاهرين.