معالجة الخصومات العائلية
ورد عن الإمام علي بن موسى الرضا عن آبائه عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين قال: إنّ رسول الله خطبنا ذات يوم فقال: إِنَّ رَسُولَ الله خَطَبَنَا ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّهُ قَدْ أَقْبَلَ إِلَيْكُمْ شَهْرُ اللهِ بِالْبَرَكَةِ وَالرَّحْمَةِ وَالْمَغْفِرَةِ، شَهْرٌ هُوَ عِنْدَ اللهِ أَفْضَلُ الشُّهُورِ، وَأَيَّامُهُ أَفْضَلُ الْأَيَّامِ، وَلَيَالِيهِ أَفْضَلُ اللَّيَالِي، وَسَاعَاتُهُ أَفْضَلُ السَّاعَاتِ، وَهُوَ شَهْرٌ دُعِيتُمْ فِيهِ إِلَى ضِيَافَةِ اللهِ، وَجُعِلْتُمْ فِيهِ مِنْ أَهْلِ كَرَامَةِ اللهِ، أَنْفَاسُكُمْ فِيهِ تَسْبِيحٌ، وَنَوْمُكُمْ فِيهِ عِبَادَةٌ، وَعَمَلُكُمْ فِيهِ مَقْبُولٌ، وَدُعَاؤُكُمْ فِيهِ مُسْتَجَابٌ، فَاسْأَلُوا اللهَ رَبَّكُمْ بِنِيَّاتٍ صَادِقَةٍ وَقُلُوبٍ طَاهِرَةٍ أَنْ يُوَفِّقَكُمْ لِصِيَامِهِ وَتِلَاوَةِ كِتَابِهِ فَإِنَّ الشَّقِيَّ مَنْ حُرِمَ غُفْرَانَ اللَّهِ فِي هَذَا الشَّهْرِ الْعَظِيمِ)[1] .
من أهمّ تطلّعات المؤمن في شهر رمضان، نيل رحمة الله ومغفرته، لذلك يجتهد في الدعاء والتوسل إلى الله، كي يشمله بعفوه ورضاه، ويكرّر في كلّ يوم من أيامه: «اللَّهُمَّ إِنْ لَمْ تَكُنْ غَفَرْتَ لَنَا فِيمَا مَضَى مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ فَاغْفِرْ لَنَا فِيمَا بَقِيَ مِنْهُ».
إنّ شهر رمضان المبارك موسم للرحمة والغفران، لذلك ورد عن رسول الله أنه قال: «إنَّما سُمِّيَ رَمَضانُ؛ لأَنَّهُ يُرمِضُ الذُّنوبَ» أي يحرقها، فأساس تسميته جاءت من كونه شهر مغفرة وقرب من عفو الله ورحمته.
ورد رسول الله أنه قال: «إنَّ رَمَضانَ إلى رَمَضانَ كَفّارَةٌ لِما بَينَهُما»[2] .
وورد عن الإمام الصادق أنه قال: «إذا كانَ أوَّلُ لَيلَةٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ غَفَرَ اللهُ لِمَن شاءَ مِنَ الخَلقِ، فَإِذا كانَتِ اللَّيلَةُ الَّتي تَليها ضاعَفَهُم، فَإِذا كانَتِ اللَّيلَةُ الَّتي تَليها ضاعَفَ كُلَّ ما أعتَقَ، حَتّى آخِرِ لَيلَةٍ في شَهرِ رَمَضانَ تَضاعَفَ مِثلَ ما أعتَقَ في كُلِّ لَيلَةٍ»[3] .
هكذا تكون أبواب الرحمة والمغفرة مفتوحة على مصارعِها في شهر رمضان المبارك، ومع توفر هذه الفرص الكبيرة لنيل مغفرة الله ورحمته، فإنّ من يُحرم منها يعتبر من الأشقياء، كما جاء في خطبة النبي : «الشقي من حرم غفران الله في هذا الشهر العظيم» فليحذر الإنسان أن يكون شقياً، لا سمح الله!
الخصومات حرمان من المغفرة
كيف يحذر الإنسان هذه النتيجة السيئة ويبتعد عن الشقاء والحرمان من مغفرة الله؟
الله سبحانه فتح المجال للمغفرة، ويريد أن يشمل برحمته ومغفرته أكبر قدر من خلقه، لكن هناك موانع تحول بين الإنسان وبين رحمة الله!
يظهر من الروايات والنصوص أنّ من أبرز موانع المغفرة في شهر رمضان حالات الخصومة والشحناء، بين الإنسان و أقاربه أو أبناء مجتمعه، فقد ورد عن الإمام الرضا عن آبائه عن رسول الله : «وفي أوَّلِ لَيلَةٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ تُغَلُّ المَرَدَةُ مِنَ الشَّياطينِ، ويُغفَرُ في كُلِّ لَيلَةٍ سَبعينَ ألفًا، فَإِذا كانَ في لَيلَةِ القَدرِ غَفَرَ اللهُ بِمِثلِ ما غَفَرَ في رَجَبٍ وشَعبانَ وشَهرِ رَمَضانَ إلى ذلِكَ اليَومِ، إلّا رَجُلٌ بَينَهُ وبَينَ أخيهِ شَحناءُ، فَيَقولُ الله عزّ وجلّ: أنظِروا هؤُلاءِ حَتّى يَصطَلِحوا»
ونصوص كثيرة تؤكد أنّ الخصومة والشحناء تجعل المغفرة معلقة على قائمة الانتظار، لا تنال التوقيع الإلهي إلّا بمعالجة تلك الخصومات.
في حياتنا تواجهنا بعض القضايا في النزاعات بين الناس، تجد شخصاً يثبت عليه الخطأ وينتظر العقوبة إلّا أن يتنازل الطرف الآخر، فيبعث من يتوسط ويتوسل، ويبدي استعداده لتقديم أيّ شيءٍ حتى ينجو من العقوبة!.
وفي يوم القيامة تتكرر ذات المعادلة، فعلى الإنسان أن يعالج الخصومات التي بينه وبين الآخرين، وإلّا سيجد نفسه في موقف لا يحسد عليه.
والمشكلة أنّ الحلول في يوم القيامة تكون متوقفة، فـ (اليوم عمل ولا حساب، وغداً حساب ولا عمل).
وفي خطبة رسول الله : «ومَن وَصَلَ فيهِ رَحِمَهُ وَصَلَهُ الله بِرَحمَتِهِ يَومَ يَلقاهُ، ومَن قَطَعَ رَحِمَهُ قَطَعَ الله عَنهُ رَحمَتَهُ يَومَ يَلقاهُ».
يقطع الله عنه رحمته مهما كانت صلاته، صيامهُ، حجهُ، فالنص مطلق، وهو إنذار خطير لا يصح الاستهانة به.
أسوأ العداوات
إذا كانت العداوة مع الناس أمراً سيئاً، فإنها مع الأقرباء والأرحام أشدّ سوءاً، وذلك للأسباب التالية:
أولًا: لأنها تؤدي إلى قطيعة الرحم، وهي من الموبقات!
يقول تعالى: ﴿وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ﴾.
ورد عن رسول الله : «ما مِن ذَنبٍ أجدَرَ أن يُعَجِّلَ اللهُ تعالى لِصاحِبِهِ العُقوبَةَ في الدنيا مَع ما يَدَّخِرُ لَهُ في الآخِرَةِ مِن قَطيعَةِ الرَّحِمِ»[4] .
وعن الإمام علي : «حُلُولُ النِّقَمِ في قَطيعَةِ الرَّحِمِ»[5] .
وعنه : «أقْبَحُ المَعاصي قَطيعَةُ الرَّحِمِ وَالعُقُوقُ»[6] .
وقال في خطبة: «أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الذُّنُوبِ الَّتِي تُعَجِّلُ الْفَنَاءَ».
فَقَامَ إِلَيْهِ عَبْدُ الله بْنُ الْكَوَّاءِ الْيَشْكُرِيُّ، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَوَ تَكُونُ ذُنُوبٌ تُعَجِّلُ الْفَنَاءَ؟
فَقَالَ: «نَعَمْ، وَيْلَكَ، قَطِيعَةُ الرَّحِمِ، إِنَّ أَهْلَ الْبَيْتِ لَيَجْتَمِعُونَ وَيَتَوَاسَوْنَ وَهُمْ فَجَرَةٌ، فَيَرْزُقُهُمُ الله، وَإِنَّ أَهْلَ الْبَيْتِ لَيَتَفَرَّقُونَ وَيَقْطَعُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، فَيَحْرِمُهُمُ اللهُ وَهُمْ أَتْقِيَاءُ»[7] .
ثانيًا: الخصومة مع الأرحام تكرس حالة الأنانية وتبلّد المشاعر في نفس الإنسان.
فإنّ من يتجرّأ على الإساءة لرحمه تهون عليه الإساءة للآخرين، فهو إذا كان يسيء إلى أقاربه ويقاطعهم فكيف سيتعامل مع الآخرين؟!
ثالثًا: حياة الإنسان مع الأرحام فيها تداخل، ونوع من الالتصاق، فإذا حصلت خصومة مع هذا التداخل تسبب ضغطاً كبيراً على نفس الإنسان.
لذلك ورد عن علي أنه قال: «عَداوَةُ الْأَقارِبِ أَمَضُّ مِنْ لَسْعِ الْعَقارِب»[8] حيث تسبب ضغطًا على الإنسان أكثر من أيّ عداوة أخرى.
يقول الشاعر:
وظلم ذوي القربى أشدّ مضاضة
على المرء من وقع الحسام المهند
الخلافات الزوجية
زوجان يعيشان حياة مشتركة، قد يكون بينهما تباين في المزاج، اختلاف في الرأي، وقد يحصل بينهما سوء تفاهم، وهو أمر طبيعي، لكن حذارِ أن يصل ذلك إلى الشحناء والخصومة، أو إلى الحقد المتبادل، هذا أمر سيئ جداً!!
لقد أصبحت حالة الخلافات الزوجية متفشية في المجتمع، وسجلات المحاكم تتحدث عن أرقام غير متوقعة!
الحياة الزوجية التي يفترض فيها أن تكون سكناً واستقراراً نفسيًّا، كما يقول الله تعالى: ﴿لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾[سورة الروم، الآية: ٢١].
تتحول إلى شقاء بسبب الخلافات، وإذا بحثت الأمر في كثير من هذه الخلافات تجد جوهر المسألة عدم القدرة على تقديم التنازلات المتبادلة، كلّ طرف يتمسك بموقفه فلا يقدّم التنازل للطرف الآخر، مما يسبب تفجّر المشاكل وتفاقم الخلافات!
لقد رأيت بنفسي شباباً من ذوي الكفاءة، حياتهم واعدة، وكذلك فتيات شخصياتهنّ يرجى منها كلّ خير، لكنهم إذا وقعوا في هذا المطب، تتحول حياتهم إلى كدر وشقاء، يصبح كلّ واحدٍ منهما مهموماً بمعاداة الآخر!.
وحين يطّلع الإنسان على بعض قضايا الخلافات الزوجية في المحاكم، يتعجب كيف تصل درجة الخصومة والعداوة بين زوجين عاشا معاً فترة من الحب والانسجام إلى هذا المستوى الفظيع؟ حيث يسعى كلّ واحدٍ منهما إيقاع أكبر قدر من الأذى بصاحبه!
هذا ما ينبغي التفكير فيه، لماذا يصل الإنسان إلى هذه المرحلة؟!
خيار الانفصال
إذا لم يتمكن الطرفان من العيش في جوٍّ من المودة والوئام، فليتفقَا على الانفصال بسلام، لا يوجد حلّ آخر، القرآن الكريم لا يفترض في الحياة الزوجية إلّا أحد هذين الخيارين، (إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان).
لا بُدّ من السعي من أجل (الإمساك بالمعروف) أما إذا استعصى الحلّ، ولم تكن هناك إمكانية لتقديم التنازلات فليكن (تسريح بإحسان).
والمشكلة التي يؤسف لها في مجتمعاتنا أنّ حالات الطلاق ـ في الغالب ـ تأتي أشبه بالولادة القيصرية الصعبة، تسبقها مشاكل واتهامات ودعاوى، وتعقبها العداوة بين الطرفين، وقد تمتد إلى الأبناء وسائر أفراد العائلتين! بينما يؤكد القرآن الكريم على أن تتم حالة الانفصال في حالة من الإحسان.
من أحكام الطلاق
إذا كان الطلاق رجعياً (غير بائن) تعتدّ المرأة، فتبقى في بيت زوجها، يقول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ﴾ [سورة الطلاق، الآية:١].
إذا طلق الرجل زوجته لا يجوز له أن يخرجها من البيت وقت العدة في الطلاق الرجعي، ولا يجوز لها أن تخرج.
وفي الآية استثناء ﴿إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ﴾ والفاحشة كما تقول الروايات هي الإساءة والبذاءة مع الزوج أو أهله، أي إذا كان بقاء المرأة في البيت يسبب الاصطدام.
كما يستحب للمطلقة رجعياً في وقت العدة أن تتزيّن لزوجها، ورد عن الإمام الصادق أنه قال: «الْمُطَلَّقَةُ تَكْتَحِلُ، وَتَخْتَضِبُ، وَتَطَيَّبُ، وَتَلْبَسُ مَا شَاءَتْ مِنَ الثِّيَابِ؛ لِأَنَّ اللهَ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ يَقُولُ: ﴿لَعَلَّ اللهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذلِكَ أَمْرا﴾ لَعَلَّهَا أَنْ تَقَعَ فِي نَفْسِهِ، فَيُرَاجِعَهَا»[9] .
متعة الطلاق
وردت آيات وروايات تنصّ على أن يعطي الزوج للزوجة مبلغاً من المال بعد الطلاق، بعض فقهاء المسلمين قالوا بالوجوب، لكنّ فقهاء الشيعة يقولون بالاستحباب، إلّا في صورة واحدة، وهي إذا لم يفرض لها مهراً وطلقت قبل الدخول. هنا متعة الطلاق تكون واجبة بأن يعطيها مبلغًا من المال أما في غير هذه الحالة فإنّ متعة الطلاق مستحبة
يقول تعالى: ﴿وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ﴾[سورة البقرة، الآية: ٢٤١].
﴿وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتَاعًا بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ﴾ [سورة البقرة، الآية: 236].
وورد عن الإمام الباقر في قوله تعالى: ﴿فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلا﴾ قال: «﴿مَتِّعُوهُنَّ﴾ أَيْ جَمِّلُوهُنَّ بِمَا قَدَرْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ مَعْرُوفٍ، فَإِنَّهُنَّ يَرْجِعْنَ بِكَآبَةٍ وَوَحْشَةٍ وَهَمٍّ عَظِيمٍ، وَشَمَاتَةٍ مِنْ أَعْدَائِهِنَّ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ كَرِيمٌ يَسْتَحْيِي وَيُحِبُّ أَهْلَ الْحَيَاءِ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ أَشَدُّكُمْ إِكْرَاما لِحَلَائِلِهِمْ»[10] .
تعويض الطلاق في النظام الغربي
في أمريكا وبعض الدول الغربية تستحق المرأة نصف ثروة الرجل إذا طلقها، وقد تناقلت وكالات الأنباء أخيراً خبر أغلى طلاق في التاريخ.
فقد توصل رئيس شركة أمازون (جيف بيزوس) إلى تسوية طلاق مع زوجته السابقة، حصلت من خلالها على (4%) من أسهم شركة «أمازون»، تصل قيمتها إلى نحو 38 مليار دولار!
فلماذا في المجتمع الإسلامي الذي يملك هذا الكم من الأحكام والنصوص حول المرأة. لماذا يمرّ الطلاق بحالة من الشحناء والخصومة؟!
دور العائلة
ينبغي أن يكون دور العائلة إيجابياً في حالات الخلاف، يقدمون النصح والتوجيه لأبنائهم وبناتهم، كي يتحلّوا بصفات الكرم والعفو والتسامح.
ومن المؤسف أن نسمع عن حالات التحريض والشحن، سواء من أهل الزوج أو الزوجة، فتستمر الدعاوى في المحاكم سنوات، يعيش فيها الطرفان حياة الشقاء!!
قبل أيام جاءني أحد الشباب، طلّق زوجته منذ سنتين، لكنه يعيش الاضطراب في حياته بسبب الدعاوى المستمرة في المحكمة!
نسأل الله أن يوفقنا وإيّاكم للصلاح في حياتنا وإلى إصلاح ذات البين.
﴿رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً﴾.