تقديم كتاب: في وجه العاصفة، للكاتب : السيد عباس الشبركة
بسم الله الرحمن الرحيم
في وجه عاصفة كورونا (كوفيد -19) التي هبت على العالم، ونحن جزء منه، تجلّت في مجتمعنا ووطننا أروع صور التلاحم والعطاء، وأفضل مشاهد التضحية والثبات.
فبحمد الله تعالى كانت القرارات المعتمدة من قبل قيادة الوطن في أعلى درجات المبادرة والاستباق، والشفافية والوضوح، حيث اتخذت الإجراءات على وجه السرعة، وتم تجهيز المؤسسات الصحية بما يلزم من الإمكانات، وتوفير كل ما يحتاجه المواطنون في ظل الحجر الصحي وحظر التجول، فلم يشكُ أحد من نقص في الدواء أو الغذاء أو سائر احتياجات الحياة الأساسية، وكان مستوى تجاوب المواطنين مع تلك القرارات والإجراءات يكشف عن وعي وطني وإدراك لخطورة التحدي، واستعداد لمواجهة التداعيات.
ومن أروع ما نفخر به على الصعيد الاجتماعي والوطني هو بروز هذه الروح التطوعية لدى شريحة واسعة من أبناء المجتمع، الذين هبّوا لميدان القتال والمواجهة لصدّ هذا الفيروس الفتاك والوباء الخطير عن التغلغل في أرجاء وطنهم وأوساط مجتمعهم.
وكان الأطباء والكوادر العاملة في المجال الصحي على خط الدفاع الأول من معركة المواجهة، يتحدون الأخطار ويتعرضون لاحتمالات الإصابة بالفيروس، لكن روحية الثبات والتضحية لديهم كانت عالية، فأبلوا بلاءً حسنًا يثابون عليه إن شاء الله، ويستحقون به جزيل الشكر والتقدير.
وقد وقف إلى جانبهم متطوعون من أبناء المجتمع يؤدون مختلف أدوار الدعم والمساعدة في المراكز الصحية، مع ما يعني ذلك من احتمالات الخطر على صحتهم وحياتهم. ومؤلف هذا الكتاب كان في الطليعة من هؤلاء المتطوعين جزاهم الله جميعًا خير الجزاء.
وإني لأكبر في المؤلف (السيد عباس الشبركة) هذه الروح العالية، فهو في الأصل مناضل في ساحة الثقافة والفكر، كرّس حياته ووظّف جهده في خدمة المعرفة والأدب بتصديه لطباعة الكتب ونشرها عبر المؤسسة التي يديرها (أطياف للنشر والتوزيع) والتي أصبحت بفضل جهوده ونشاطه من أبرز مؤسسات النشر على المستوى الوطني، لكنه حين هبت هذه العاصفة الهوجاء (كورونا)، بادر إلى الالتحاق بصفوف المتطوعين والعمل في أحد المراكز الصحية، وهو يقدم في هذا الكتاب بعض الصور والمشاهد لجهود المتطوعين وعطاء الكوادر الطبية، لتبقى صفحة خالدة في سجل تاريخ المجتمع والوطن.
ولا يفوتني أن أشيد بسائر جهات العمل الوطني والتطوع الأهلي في صدّ هذه الجائحة، كالقوى الأمنية التي سهرت على تطبيق الإجراءات المتخذة، وكذلك الجمعيات الخيرية، ورجال الخير، واللجان المختلفة التي قامت بتقديم العون والمساعدة للمحتاجين والمتضررين.
نسأل الله تعالى أن يكشف هذا البلاء وأن يدفع هذا الوباء عن البلاد والعباد، وأن يوفق أبناء المجتمع والوطن لمزيد من التلاحم والتعاون.
وألف شكر للسيد عباس الشبركة على جهوده ومبادراته.
والحمد لله ربّ العالمين.
حسن الصفار
12 رمضان 1441هـ
5 مايو 2020م