تحية إلى الشيخ حسن الصفار

 

 

تتعقَّد قضايا المجتمع يومًا بعد يوم، ويتأزَّم فيه الفرد نفسيًّا واجتماعيًّا واقتصاديًّا ومعرفيًّا إلى ما هنالك من تفاصيل تفرضها المعيشة والظروف المحيطة به.

هذه القضايا والأزمات تنعكس على التربية والتنشئة في الأسر والمؤسسات التربوية التعليمية انعكاسًا مباشرًا وتؤثر فيها سلبًا أو إيجابًا، لذلك فالمجتمع، أفرادًا وجماعات، بحاجة مستمرّة إلى أن نلتفت إلى قضاياه وأزماته على أرض الواقع ومعالجتها بمنهجية مدروسة ومعدَّة إعدادًا مسبقًا.

أكتب هذه المقدمة لأدخل في الحديث عن محاضرات الشيخ حسن الصفار لهذا العام 1441هـ من محرم، فمن خلال حضوري مجالسه ومتابعتي له في اليوتيوب، تبيَّن لي المنهج الذي خطّه لمحاضرات هذا العام، فهي تسير ضمن سلسلة من المواضيع وكأنها ضمن كتاب يقودك كلّ فصل فيه إلى فصل آخر يتمِّم الذي قبله.

لقد مهَّد الشيخ لعلم النفس ليدخل في تكوين الشخصية وسماتها وأمراضها وكيفية العلاج، وعزَّز الشخصية الاستقلالية في الإنسان وذمّ التبعية العمياء، كما أنه عالج سيكولوجيًّا العنف والعدوان على المستوى الاجتماعي (الأفراد والأسر)، وتأثير تحدّيات الحياة على الصحة النفسية إلى غير ذلك من موضوعات جلّها من المجتمع، وتصبّ في المجتمع.

من الواضح جدًّا أنّ مجالس الشيخ الصفار يقف خلفها فريق من العمل يمتاز بالمتابعة وتقصّي المعلومة والإحصائيات، إضافة إلى تفعيل دور الأدب هذا العام بإشراك نخبة من الشعراء، وتخصيص وقت لكلّ شاعر قبل المحاضرة، ويقف فريق آخر وآخر للتنظيم اليومي، والنقل المباشر، والتسجيل، والاستقبال، ونشر المعرفة الورقية حينما تهمّ بالخروج، وغير ذلك ممّا شاهدناه ولمسناه.

إنّ محاضرات الشيخ تقدِّم نموذجًا للخطاب التوعوي العلاجي، الذي هو من أولويات المجتمع والفرد في مقاربة أزماته، لصناعة الشخصية السوية، وبالتالي استثمار طاقتها فيما يخدم المجتمع.

فالشيخ وأمثاله ممن اختطوا منهجًا رساليًّا في الأطروحات الاجتماعية النفسية، ينظرون إلى المناسبة نظرة أبعد من حصرها في الصّراعات الإيدلوجية وتصفية الحسابات مع تيَّار أو أفراد، وزجّ المجتمع في مزيدٍ من الأزمات، فيخرج الفرد متوتِّر الأعصاب مشحون القلب على فلان والتيار الفلاني.

أديب وشاعر من الأحساء