الشيخ الصفار: الشعوب تتطلع لقرارات أممية تجرّم ازدراء الأديان

مكتب الشيخ حسن الصفار

 

طالب سماحة الشيخ حسن الصفار الأمم المتحدة بتجريم ازدراء الأديان والتعدي على المقدسات الدينية لكل الأمم والشعوب.

وتابع: إن التحريض على الكراهية لا يدخل ضمن حرية التعبير عن الرأي، ونتائجه خطيرة تضرّ بالأمن والسلم العالمي.

جاء ذلك خلال خطبة الجمعة 5 رجب 1444هـ الموافق 27 يناير 2023م بمسجد الرسالة بمدينة القطيف شرقي السعودية بعنوان: صنّاع الفتن بين الشعوب والمجتمعات.

وأوضح سماحته أن الممارسات اليمينية المتطرفة في الدول الغربية، ضد المقدسات الإسلامية يجب أن تثير القلق على المستوى العالمي.

وذكر أن التقارير والتحليلات الغربية تشير إلى تصاعد هذا التيار في عموم الدول الأوربية، والذي يتبنى فكرة تفوق الرجل الأبيض. ويشكّل أخطر التهديدات في أوربا منذ الحرب العالمية الثانية.

وتابع: إن هؤلاء ينطلقون من فكر متطرف، ونزعة عنصرية، ليحرضوا على الكراهية، ويشعلوا الحروب والمواجهات.

وأضاف: إنهم يعزفون على وتر العاطفة الدينية، والهوية الحضارية، بخطاب شعبوي بغيض، ليستقطبوا أبناء مجتمعاتهم.

وأدان سماحته إقدام زعيم حزب يميني متشدد على حرق القرآن الكريم بعد أن أخذ رخصة من الشرطة السويدية للتظاهر في خمس مناطق بالعاصمة ستوكهولم لإحراق القرآن في كل منطقة.

وتابع: وقد اختار لمظاهراته الأحياء التي يقطنها عدد كبير من المواطنين ذوي الأصول الأجنبية والمسلمين.

واستنكر ازدواجية القانون السويدي الذي يجرّم حرق علم المثليين لأنه يشكل تحريضًا ضد مجموعة من المواطنين، ولا يجرّم حرق القرآن، الكتاب المقدس لأكثر من ملياري مسلم، منهم عشرات الآلاف مواطنون سويديون!

وتابع: إنها ازدواجية مفضوحة ومرفوضة.

وبيّن أنه من المؤسف والمؤلم أن تفسح الحكومات الغربية المجال لهؤلاء المتطرفين ليشعلوا الحروب والفتن داخل البلدان الغربية نفسها، نظرًا للوجود الإسلامي فيها، وعلى مستوى العلاقات الدولية مع الحكومات والبلدان الإسلامية.

وتابع: إن المبرر الذي يطرحونه هو حرية التعبير عن الرأي مبرر مرفوض، لأن الإساءة للآخرين، والتحريض على الكراهية لا يدخل ضمن حرية التعبير عن الرأي.

ومضى يقول: إن على المسلمين أن يواجهوا هذا الاستهداف لدينهم ومقدساتهم ووجودهم، ولكن بخطط حكيمة مدروسة، حتى لا يقعوا في فخ صدام الحضارات، واستخدام الأساليب المشينة، والممارسات العنفية الإرهابية.

وأشار إن القارئ لتاريخ الحروب والنزاعات بين المجتمعات والجماعات، يجد أن قسمًا منها ينشأ بسبب تصرفات ومواقف متشنجة من أفراد ضمن هذه الجماعة أو تلك، يقابله انفعال ورد فعل مشابه من أفراد في الجماعة الأخرى، ثم يصبح النزاع شاملًا بين الجماعتين.

الداخل الإسلامي

وأشار سماحته لوجود تشابه لهذا التبرير الغربي المرفوض، فيما يطرحه بعض المتطرفين في داخلنا الإسلامي، من تبرير إساءاتهم لمقدسات المذهب المخالف لهم.

وتابع: إنهم يدعون أن ما يقومون به ضمن حرية التعبير عن المعتقد، مؤكدًا أنه مبرر مرفوض، لأن أئمة أهل البيت وجهوا شيعتهم للالتزام بأعلى درجات الأدب في التعامل مع المخالفين في الدين والمذهب.

وتابع: علينا أن نرفض أي صوت متطرف، أو ممارسة متشنجة، تسبب توترًا مذهبيًا طائفيًا في أوطاننا ومجتمعاتنا.

وحث العلماء والواعين في كل مجتمع ألا يسمحوا للعناصر المتطرفة الفاقدة للرشد العقلي، وهم السفهاء حسب التعبير القرآني، أن يعبثوا بسمعة المجتمع، وعلاقاته مع المكونات الوطنية والاجتماعية الأخرى.