السياسة النبوية ودولة اللاعنف في طبعته الجديدة
ما تعرضت له الصحافة الدنماركية من نشر رسومات تسيء إلى أعظم وأعز رمز من رموز المسلمين وهو نبي الرحمة محمد أثار ثورة عارمة من التنديد والشجب شكلت أزمة عالمية كبيرة، انعكست على مختلف الأبعاد السياسية والثقافية والاقتصادية. وقد كشف ذلك عن عمق الولاء والانتماء في جماهير الأمة الإسلامية لدينها ونبيها الأعظم .
وقد أثمرت هذه الثورة الغاضبة ظهور فعاليات طيبة لنصرة رسول الله كان منها مؤتمرات وندوات هدفها التعريف برسول الله لإيصال الصورة الحقيقية المشرقة عن رسول الله للآخر الذي يجهل ـ مع كل أسف ـ هذه الشخصية التي ليس لها في هذا الكون مثيل ولا شبيه.
كما كانت هناك كتب ودراسات حول هذه الشخصية العظيمة المقدسة، وضمن هذا التوجه المبارك جاءت مبادرة إعادة طبع هذا الكتاب ( السياسة النبوية ودولة اللاعنف ) لسماحة الشيخ حسن الصفار، والذي طبع قبل عامين سنة 1425هـ -2004م في بيروت.
وتمت الطبعة الثانية هذه في مؤسسة المعارف للمطبوعات لهذا العام 1427هـ - 2006م في 144 صفحة من القطع المتوسط.
أشار المؤلف في كتابه إلى حالة الاستبداد السائد في المجتمع الإسلامي والتي رسمت للآخرين صورة سيئة عن نهجه القويم وعن رسوله الكريم وأن لهذا الاستبداد جذور تاريخية ومدرسة دينية لتأصيله وتشريعه.
إلا أن من يبحث بعين الإنصاف ويفصل بين الواقع التاريخي السيئ للمسلمين وبين حقيقة مفاهيم الإسلام وتشريعاته يلحظ الفارق الكبير بين الاثنين، وأن سيرة رسول الله أجمل صورة لرؤية الإسلام ومنهجه السياسي.
وقد ذكر المؤلف في مقدمة الطبعة الثانية إلى أن الغرض من الكتاب التأكيد على تطلع شعوب الأمة إلى بناء مؤسسة الحكم الصالح القائم على مبدأ الشورى واحترام إرادة الأمة، كما أرسى قواعده رسول الله . والإشارة إلى خطأ الصورة المغرضة التي يحاول الأعداء نشرها عن شخصية رسول الله ظلماً وعدواناً.