إضاءات من حياة الشيخ محمد جمال الخباز
تقديم لكتاب إضاءات من حياة الشيخ محمد جمال الخباز للأستاذ مصطفى الخباز
بسم الله الرحمن الرحيم
تعرفت على الشيخ محمد جمال الخباز (رحمه الله) في وقت مبكر من حياتي حينما بدأت ممارستي للخطابة المنبرية، في بداية العقد الثاني من عمري، واستمرت علاقتي به إلى ان اختاره الله تعالى إلى جواره.
والسمة الأساس التي ارتسمت في ذهني لشخصيته هي الوقار، إلى جانب صفاته الكريمة الأخرى، كان وقوراً في مشيه وجلسته وملامحه وحديثه وتعامله مع الآخرين، فلا تكاد تراه خارج إطار الجدية والوقار، لا يرغب في الجلسات الفارغة، ولا يشارك في الحديث عن شأن لا يعنيه، ولم يدخل في صراع أو خصومة مع طرف من الأطراف في الساحة الدينية والاجتماعية مع انتشار تلك الصراعات واشتداد أمواجها في بعض الأحيان.
كان يبدي اهتمامه في اللقاءات والزيارات بالحديث عن الكتب التي يطلع عليها أو يسمع عنها، وبالمواضيع الدينية والثقافية التي تشغل باله ويفكر في تناولها في خطابته.
حيث كان يشعر بمسؤولية الخطاب المنبري عن تثقيف الشباب دينياً، والإجابة على تساؤلاتهم، والتحدث معهم بلغة عصرهم، فكان يجتهد كثيراً في تحضير خطاباته لتكون بمستوى الحاجة التحدي، وهذا ما دفعه لتنويع مطالعاته وقراءاته، ولتداول الآراء والأفكار مع من يلتقيه من العلماء والخطباء والشباب المهتمين بالثقافة والمعرفة.
كرّس حياته لخدمة المنبر الحسيني، وتفرّغ لهذه المهمة، كان عاشقاً للعلم والمعرفة، مستقيم السيرة والسلوك، فاكتسب ثقة الناس وتقديرهم، لذلك ترك رحيله حسرة في النفوس، وسيبقى ذكره حياً في قلوب عارفيه والمستفيدين من منبره الرسالي.
تغمده الله بواسع المغفرة والرحمة وأعلى في الجنان درجته ومقامه.
وأشيد هنا بهذه المبادرة الكريمة التي قام بها الأخ العزيز الأستاذ مصطفى محمد جمال الخباز في إعداد هذا الكتاب عن حياة والده (رحمه الله) حيث يمثل مصداقاً من مصاديق البر بأبيه، وتوثيقاً لسيرته العطرة، وإحياءً لذكره الجميل. فله وافر الشكر والامتنان، وأرجو له من الله تعالى جزيل الأجر والمثوبة والتوفيق لكل خير.
حسن موسى الصفار
12 شوال 1442هـ
24 مايو 2021م