الإمام علي فكرٌ مغيّب
عن البراء بن عازب، قال: أَقْبَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ في حجة الوداع التي حج فنزل في الطَّرِيقِ، فَأَمَرَ: الصَّلَاةُ جَامِعَةً فَأَخَذَ بِيَدِ عَلِيٍّ فقال: «ألست بأولى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ؟» قَالُوا: بَلَى! قَالَ: «أَلَسْتُ بأولى بِكُلِّ مُؤْمِنٍ مِنْ نَفْسِهِ؟»، قَالُوا: بَلَى! قَالَ: «فَهَذَا وَلِيُّ مَنْ أَنَا مَوْلَاهُ، اللَّهُمَّ والِ مَنْ وَالَاهُ وعادِ مَنْ عَادَاهُ»[1] .
لا يشك أيّ باحث منصف في تاريخ الدعوة الإسلامية، أنّ الإمام عليًّا كان هو الأكثر استيعابًا لمبادئ الرسالة ومفاهيمها، والأوسع إحاطة بالمعارف الدينية.
فقد كان الأقرب إلى رسول الله ، نشأ في حجره، حيث ولد قبل البعثة بعشر سنوات، وكان في صغره يرافق النبي في خلواته بجبل حراء، وعندما ابتُعِثَ النبي بادر للتصديق به، وهو لم يسجد لصنمٍ قطُّ، ولا تلوّث فكره بشرك الجاهلية، لذلك اختصّه المسلمون دون كلّ الصحابة بقولهم: (كَرَّمَ اللهُ وَجْهَه)[2] .
واستمرت مرافقته لرسول الله إلى اللحظة الأخيرة من حياته.
حيث ورد عنه : «لَقَد قُبِضَ النَّبِيُّ وإنَّ رَأسَهُ لَفي حِجري، ولَقَد وَلِّيتُ غُسلَهُ بِيَدي»[3] .
فهو قد رافق النبي طوال حياته في الدعوة، وعاش تجربة تأسيس الكيان الإسلامي عن قرب أكثر من غيره.
وواكب نزول الوحي آية آية، فقد ورد عنه : «والله ما نَزَلَت آيَةٌ إلّا وقَد عَلِمتَ فيما نَزَلَت، وأينَ نَزَلَت، وعَلى مَن نَزَلَت، إنَّ رَبّي وَهَبَ لي قَلبًا عَقولًا ولِسانًا طَلِقًا»[4] .
لذلك جاء في مسند ابن حنبل أنه قال في حقّ عليٍّ: «أَقْدَمَ أُمَّتِي سِلْمَا، وَأَكْثَرَهُمْ عِلْمًا»[5] .
وجاء في تفسير الطبري عن مكحول: قَرَأَ رَسولُ اللّه ِ : ﴿وَتَعِيَهَآ أُذُنٌ وَعِيَةٌ﴾ ثُمَّ التَفَتَ إلى عَلِيٍّ فَقالَ: «سَأَلتُ الله أن يَجعَلَها اُذُنَكَ». قالَ عَلِيٌّ : «فَما سَمِعتُ شَيئًا مِن رَسولِ الله فَنَسيتُهُ»[6] .
كما واكب مسيرة الأمة وتطور الأحداث بعد رسول الله ، فهو لم يبايع أبا بكر في البداية؛ لأنه يرى نفسه الأحقّ والأجدر بخلافة رسول الله ، للنص عليه كما في حديث الغدير، لكنه حفاظًا على وحدة الأمة ولتفويت الفرصة على أعدائها، دخل فيما دخل فيه المسلمون.
فكان قريبًا مما يجري ويحدث، حيث كان يستشيره الخليفة في النوازل والمشاكل.
فعَن سعيد بن المسيب قَالَ: (كَانَ عمر بن الْخطاب يتَعَوَّذ بِاللَّه من معضلة لَيْسَ لَهَا أَبُو الْحسن)[7] .
ويقول السيد أبو الحسن الندوي: (وكان عليٌّ لسيّدنا عمر ناصحًا أمينًا، وقاضيًا في المعضلات حكيمًا، يفضّ المشكلات، ويزيح الشبهات، حتّى أُثر عن سيّدنا عمر أنّه قال: (لولا عليٌّ لهلك عمر)، واشتهر في التاريخ والأَدب، وذهب مثلًا: (قضية ولا أبا حسنٍ لها)، وروي عن النبي أنّه قال: أقضاهم عليٌّ، وقد استخلفه عمر عند رحيله إلى القدس)[8] .
القدرات الفكرية المتميّزة
وإلى جانب إحاطته بعلوم الشريعة، فقد منحه الله بصيرة نافذة، وفكرًا وقّادًا، يتأمل به في شؤون الطبيعة والخلق، وقضايا المجتمع، وخبايا النفوس، وحركة المشاعر والسلوك عند بني البشر، فيكشف عمّا أودع الله تعالى في خلقه من مظاهر الحكمة والإبداع، وسنن الكون، وقوانين الوجود، ومآلات حركة التاريخ، ومسارات حياة الأمم والمجتمعات، ويتحدّث عن كلّ ذلك بأرقى مما تحدّث به الفلاسفة والمفكرون من عباقرة البشر، حتى قيل عن كلامه أنه: (دونَ كلامِ الخالِقِ، وَفَوْقَ كلامِ المَخْلوقِ)[9] .
يقول العقاد: (والحقّ الذي لا مراء فيه أنه كان على نصيبٍ من الفطنة النافذة لا ينكره منصف، وأنه أشار على عمر وعثمان أحسن المشورة في مشكلات الحكم والقضاء، وأنه أشبه الخلفاء بالباحثين والمنقبين أصحاب الحكمة ومذاهب التفكير، وعنه أخذ الحكماء الذين شرعوا علم الكلام قبل أن يتطرق إليه علم فارس أو علم يونان.. وكان يفهم أخلاق الناس فهم العالم المراقب لخفايا الصدور، ويشرحها في عظاته وخطبه شرح الأديب أخلاق اللبيب)[10] .
عطاؤه العلمي والفكري
كان عليٌّ متفردًا في علمه، متميّزًا في فكره، وكان سخيًّا في عطائه العلمي والفكري، لا يترك فرصة ولا مناسبة إلّا استثمرها في تبيين معالم الدين، ومقاصد الشريعة، وتوعية الناس وتثقيفهم، وتوسيع مداركهم الفكرية، وإصلاح سلوكهم الاجتماعي.
يقول المؤرخ المسعودي في كتابه مروج الذهب: (والذي حفظ الناس عنه من خطبه في سائر المقامات، أربعمئة ونيف وثمانون خطبة، يوردها على البديهة، وتداول الناس ذلك عنه قولًا وعملًا)[11] ، في حين أنّ عدد خطب نهج البلاغة التي جمعها الشريف الرضي 239 خطبة، أي أقلّ من نصف العدد الذي ذكره المسعودي، المتوفى قبل الشريف الرضي بمئة عام تقريبًا.
وقد ورد عنه : «أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي قَدْ بَثَثْتُ لَكُمُ الْمَوَاعِظَ الَّتِي وَعَظَ بِهَا الأنْبِيَاءُ أُمَمَهُمْ، وَأَدَّيْتُ إِلَيْكُمْ مَا أَدَّتِ الأوصِيَاءُ إِلَى مَنْ بَعْدَهُمْ، لله أَنْتُمْ! أَتَتَوَقَّعُونَ إِمَاماً غَيْرِي يَطَأُ بِكُمُ الطَّرِيقَ، وَيُرْشِدُكُمُ السَّبِيلَ؟»[12] .
كان يحفّز من حوله للمناقشة والسؤال، حرصًا منه على أن يقدّم لهم أكبر قدرٍ من المعرفة والوعي، فكان يكرّر قوله: «سَلُونِي قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُونِي»[13] .
وبذلك ترك للأمة ولأجيال البشر تراثًا فكريًّا عظيمًا، لكنّ المتكالبين على السلطة والحكم، أرادوا حرمان الأمة والبشرية من كثير من عطائه الفكري، حيث ناوأوه وحاربوه وعملوا على إشغاله بالمعارك والصراعات، وتأليب الناس عليه، ومحاصرة فكره وتراثه.
وفي عهد الدولة الأموية كان ذكر الإمام علي مخاطرة، والرواية عنه جرمًا، وأصبح يشتم على المنابر.
تغييب فكر عليٍّ
كانت نتيجة تلك السياسات المناوئة لعليٍّ، محاصرة فكره في تلك العصور، وتغييبه في القرون اللاحقة.
لذلك ليس غريبًا أن نجد أنّ البخاري لا ينقل عن عليٍّ إلّا عددًا محدودًا من الأحاديث في صحيحه، الذي أصبح كتاب الحديث الأول عند المسلمين، قياسًا بما نقله عن صحابة آخرين.
فقد نقل عن عليٍّ الذي رافق رسول الله من قبل البعثة وبعدها إلى وفاته، وكان هو الأقرب إليه، تسعة وعشرين حديثًا، بينما أورد عن أبي هريرة الذي أسلم في السنة السابعة للهجرة، 446 حديثًا، ونقل عن بضعة رسول الله فاطمة الزهراء حديثًا واحدًا، بينما نقل عن أم المؤمنين عائشة 242 حديثًا، حسب الإحصاء الذي جاء في مقدّمة فتح الباري بشرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني[14] .
هذا التعتيم على تراث الإمام عليٍّ وأهل بيته أثار الغرابة والتساؤل عند الباحثين المنصفين، ومن أواخر من أشار لهذه الظاهرة، الدكتور الكويتي إسماعيل الشطي في كتابه (جذور الثقافة)، يقول: (وإنه لأمر مستغرب أن يصلنا عن معاوية بن أبي سفيان مئة وثلاثة وستين حديثًا، بينما لم يصلنا عن معاصره الحسن بن علي سوى ثلاثة عشر حديثًا، وعن أخيه الحسين ثمانية أحاديث، وهما يشكلان ذخيرة الحديث في بيت محمد )[15] .
واستمر تأثير ذلك الحصار والتغييب لفكر علي إلى عصرنا الحاضر، حيث تجد أعلامًا في الأمة ومفكرين وباحثين كبارًا، لم يطّلعوا ولم يتعرّفوا على فكر عليٍّ إلّا عن طريق المصادفة.
محمد عبدُه ونهج البلاغة
فمثلًا الإمام الشيخ محمد عبدُه، مفتي الديار المصرية، ومن كبار علماء الأزهر، وأبرز رجالات الفكر الإسلامي في القرن التاسع عشر (ت 1905م)، الذي كان له دور أساس في التعريف بنهج البلاغة، ونشره في العصر الحديث في العالم العربي، حيث قام بشرح الكلمات التي تحتاج إلى شرحٍ لغوي.
فهو يقول في مقدّمة الكتاب: (وبعد، فقد أوفى لي حكم القدر بالاطّلاع على كتاب «نهج البلاغة» مصادفة بلا تعمّل: أصبته على تغيّر حال، وتبلبل بال، وتزاحم أشغال، وعطلة من أعمال، فحسبته تسلية، وحيلة للتخلية، فتصفحت بعض صفحاته، وتأملت جملًا من عباراته، من مواضع مختلفات، ومواضيع متفرقات، فكان يخيّل لي في كلّ مقام أنّ حروبًا شبّت، وغارات شنّت، وأنّ للبلاغة دولة، وللفصاحة صولة).
(وأحيانا كنت أشهد أنّ عقلًا نورانيًّا، لا يشبه خلقًا جسدانيًّا، فصّل عن الموكب الإلهي واتصل بالروح الإنساني، فخلعه عن غاشيات الطبيعة، وسما به إلى الملكوت الأعلى).
(وآنات كأنّي أسمع خطيب الحكمة ينادي بأعلياء الكلمة، وأولياء أمر الأمة، يعرّفهم مواقع الصواب، ويبصّرهم مواضع الارتياب، ويحذّرهم مزالق الاضطراب، ويرشدهم إلى دقائق السياسة، ويهديهم طرق الكياسة، ويرتفع بهم إلى منصات الرئاسة. ويصعّدهم شرف التدبير، ويشرّف بهم على حسن المصير).
(وهو لم يترك غرضًا من أغراض الكلام إلّا أصابه، ولم يدع للفكر ممرًّا إلّا جابه)[16] .
نهج البلاغة لم يكن مقرّرًا دراسيًّا في الأزهر، ولا مصدرًا أساسيًّا يرجع إليه علماؤه، ولا كتابًا مهمًّا يتقصّدون قراءته، لكن من يطّلع عليه بالصدفة تصيبه الدهشة، ويسيطر عليه الانبهار والاعجاب.
مرتضى مطهري ونهج البلاغة
ويعلّق الشيخ مرتضى المطهري على ما حصل للشيخ محمد عبدُه مع نهج البلاغة قائلًا: ولا عجب ولا استغراب في بُعد عامل غير شيعي عن (نهج البلاغة)، إنما العجيب الغريب غربة (نهج البلاغة) حتى في دياره بين شيعة علي ، وحتى في الحوزات العلمية).
ويتحدّث عن نفسه، وأنه بعد سنوات من دراسته في الحوزة العلمية في مشهد، ثم في الحوزة العلمية في قم، وإلى قرب حضوره لدروس بحث الخارج، يقول: (أعترف أنّي كنت حينئذٍ ككثير من أقراني من الطلبة، بعيدًا عن عوالم (نهج البلاغة) أتلقّاه وكأني غريب عنه، وأمرّ به وكأني بعيد عنه! حتى سافرت إلى مدينة أصفهان، فعرفني التوفيق هناك برجل عارف بنهج البلاغة، فأخذ ذلك الرجل بيدي وأوردني بعض مناهله، وحينذاك شعرت بأنّي لم أكن أعرف هذا الكتاب الكبير.. ومنذ ذلك الحين تبدّلت صورة (نهج البلاغة) في نظري، وتعلّق قلبي به وأحببته، وكأنه كتاب آخر غير الذي كنت أعرفه منذ صغري، وكأنّي اكتشفت عالمًا جديدًا)[17] .
هذا هو حظّ فكر عليٍّ في الوسط الديني العلمي عند السنة والشيعة، فكيف تتوقع أن يكون حضوره في أوساط المثقفين من أبناء الأمة؟
رياض الرّيس ونهج البلاغة
نشير إلى نموذج واحد تحدّث عن تجربته في هذا المجال، وهو إعلامي وكاتب بارز، قرأ لمفكري الشرق والغرب، لكنه كان غافلًا عن نهج البلاغة، وزاهدًا في الاطّلاع عليه لسنوات.
يقول رياض الرّيس: (وقعت عيني على كتاب (نهج البلاغة) في ركن على رفٍّ من رفوف مكتبتي وقد علاه الغبار؛ لأنه لم يمسسه أحد منذ أن رُكن عليها قبل سنوات عشر أو يزيد. ومددت يدي وفتحته وقلّبت صفحاته، ومرت ساعات، حزمت أمري بعدها بأن أطرق هذا الباب الأساسي من أبواب المعرفة).
وبعد ذلك يقول: (عند ما فتح لي السيد الشريف الرضي الباب على مصراعيه في كتابه (نهج البلاغة)، كان ذلك بالنسبة لي ساعات ضياء وسط ظلمة كانت تخيّم على كلّ شيء حولنا، وعشت ردحًا من الأنوار في رحاب (نهج البلاغة)، وقد ملأني إحساس وكأننا نهضنا من أنقاض الذلّ الذي تمسّحنا فيه كلنا، وخرجنا من دركات العار التي وصلناها، وأتاح لي السيد الشريف الرضي عبر أيام طويلة، راحة كبرى).
(قرّرت أن أطرق باب أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب وأزوره في (نهج البلاغة)، سعيًا وراء حديث صحافي مع خليفة رسول الله ووالد سيّد الشهداء.
وهكذا كان. وخرج الموضوع، ونشر الحديث الصحافي في (المستقبل) في 26 شباط 1983.
ولا أذكر أنّ موضوعًا كتبته حتى الآن، تناقلته الأيدي أكثر من هذا المقال)[18] .
فكر عليٍّ مكاسب عظيمة
إنّ تغييب فكر الإمام علي هو ظلم بحقّ الفكر والمعرفة، وخسارة للأمة والإنسانية، واستحضار فكر الإمام علي وبثه في ساحة الأمة، وعلى الصعيد العالمي يحقّق مكاسب عظيمة.
إنّ فكر عليٍّ يمثل الصورة المشرقة للإسلام في أصالته ونقائه، وفي تأكيده على القيم الإنسانية الأساس، التي هي مقاصد الدين، كالعدالة والكرامة والمساواة وحقوق الإنسان.
وفي مواجهة فكر التطرف والتشدّد، واتجاهات الإرهاب والعنف، ما أحوج شباب الأمة للانتهال من فكر عليٍّ الذي أسّس لمواجهة التطرف والعنف، وقاد المعركة ضدّ الخوارج المارقين.
وفي مقابل الصورة المشوهة عن الإسلام التي يبثّها اليمين المتطرف في الغرب، يجب أن ننشر في العالم فكر عليٍّ بمختلف اللغات الحيّة، يقول الأديب المسيحي اللبناني نصري سلهب: (لو قدّر "لنهج البلاغة" من ينقله، روحًا ومعنى، إلى بعض لغات الغرب، لأخذ عليٌّ مكانه بين أعظم المفكّرين الذين خاطبوا القلوب والعقول والضمائر)[19] .
ويقول الفيلسوف والمستشرق الفرنسي هنري كوربان (ت: 1978م) بعد أن اطّلع على نهج البلاغة: (وممّا نأسف له أنّ دراسة هذا الكتاب -نهج البلاغة- ظلّت مهملة في الغرب حتى الآن)[20] .
إننا يجب أن نشعر بالتقصير تجاه فكر الإمام عليٍّ ، ونحن ننتسب إليه، ونعلن انتماءنا لأهل البيت ، فما هو مستوى حضور فكره في أوساط مثقفينا وأدباءنا، وأين هو دور نهج البلاغة في بنائنا الثقافي، وواقعنا الاجتماعي، ومسارنا السلوكي؟
وما هو مدى سعينا لنشره على مستوى الأمة والعالم؟
وهل نقوم بإحياء أمر أهل البيت بالطريقة التي أمرونا بها فيما روي عن الإمام علي بن موسى الرضا : «رَحِمَ اَللَّهُ عَبْدًا أَحْيَا أَمْرَنَا، قُلْتُ: وَكَيْفَ يُحْيِي أَمْرَكُمْ؟ قَالَ: يَتَعَلَّمُ عُلُومَنَا وَيُعَلِّمُهَا اَلنَّاسَ»[21] .