الانفتاح على الرأي الآخر
أمّ سماحة الشيخ حسن موسى الصفار \"حفظه الله\" جموع المصلين يوم الجمعة الموافق 8 شوال 1423هـ في مسجد سماحة الشيخ علي المرهون حفظه الله بالقطيف. وقد قدّم سماحة الشيخ لحديثه بالمقدمة التالي:في عالم الماديات إذا وجد الإنسان أمامه خيارات متعددة تجده يُفكر أيٍّ منها أفضل فيختار عن بصيرة وتفكير، أما إذا وجد أمامه خيار واحد فقط تجده يقبل به دون أي تفكير وتمحيص.
كذلك الحال في عالم الأفكار دون فارق بينهما.
ثم أكد سماحة الشيخ أن الله تعالى إنما خلق الإنسان على أساس الاختيار وأتاح له حق الاختيار يقول تعالى: ﴿إنا هديناه السبيل إما شاكراً وإما كفوراً﴾. والروايات عن الرسول الأعظم وأهل البيت تؤكد هذه الحقيقة، قال : «اطلبوا العلم ولو بالصين»، مع العلم أنه الحالة في الصين ليست حالة دينية. وقال الإمام علي :« الحكمة ضالة المؤمن يأخذها حتى من المنافق».
ثم تساءل سماحة الشيخ: هل كل رأي جديد يستقطب الإنسان وينجذب إليه؟ وهل كل رأي قديم يتخلى عنه؟
كلا! إن المطلوب من الإنسان أن يعرف الرأي الذي يؤمن به ثم ينفتح على الآراء الأخرى، وهذا ما تؤكده آيات القرآن الحكيم، يقول تعالى: ﴿ليهلك من هلك عن بينة، ويحيا من حيَّ عن بينة﴾.
وهنا يأتي السؤال: لماذا يعزف الإنسان عن الاطلاع على الرأي الآخر؟
يقول سماحة الشيخ: هناك حالتان:
الأولى: إما أن يكون الامتناع ذاتي.
من أبرز مظاهره: الجهل، اللامبالاة، الكسل عن البحث، الخوف من مواجهة الحقيقة.
الثانية: أو أن يكون هناك جهة تمنع الرأي الآخر عن الناس.
وهذا يكون لعدم ثقة هذه الجهة بالرأي الذي تتبناه، ويُعد هذا ظلمٌ بحق الآخرين والقرآن الحكيم يحذر من هذا التصرف عندما يُحدثنا عن الكفار وكيف تعاملوا مع رسالة اإسلام التي جاء بها خاتم الأنبياء نبينا الأكم محمد ، يقول تعالى: ﴿وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغو فيه لعلّكم تغلبون.﴾
ملاحظة مهمة
واختتم سماحة الشيخ الحديث بأنه ينبغي على اإنسان حينما يطلّع على الرأي الآخر أن يأخذه من مصادره الموثوقة من أصحابه لا من أعدائهم أو من مصادر غير موثوقة.
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمدٍ وآله الطاهرين.