محاضرة عن حقوق الإنسان في دار التبليغ الإسلامي
استضافت دار التبليغ الإسلامي بمنطقة السيدة زينب في ريف دمشق سماحة الشيخ حسن الصفار لإلقاء محاضرة عن حقوق الإنسان بتاريخ 21 جمادى الأولى 1426هـ الموافق 28 يونيو 2005م.
بدعوة من راعي المؤسسة ومديرها سماحة السيد عز الدين الفائزي.
وكان حديث الشيخ الصفار في محاضرته عن محورين:
المحور الأول: تأصيل البحث في حقوق الإنسان دينيًا عبر مناهج الدراسة العلمية الحوزوية.
حيث دعا سماحته إلى اعتماد عناوين وأبواب جديدة في البحوث الفقهية، تتجاوز العناوين والأبواب المتداول بحثها منذ قرون في الحوزة العلمية، بسبب وجودها في الكتب والمتون الفقهية المتوارثة، والتي هي مدار الشرح والتعليق والمناقشة في بحوث الدراسات العليا (البحث الخارج).
مشيرًا إلى أن مسائل وأبحاثًا كثيرة تتعلق بحقوق الإنسان مبثوثة في أبواب الفقه الإسلامي، ولا يكاد يخلو منها باب من الأبواب. لكنها يجب أن تُبحث الآن كمنظومة متكاملة بالاستفادة من تطور الفكر الإنساني، وتراكم الخبرة والتجربة في هذا المجال فكريا واجتماعيًا، حيث أصبحت وثائق حقوق الإنسان معتمدة على الصعيد الأممي العالمي.
وذلك يستدعي مقاربتها علميًا على الصعيد الديني لمعرفة موارد الاتفاق والاختلاف في موادّ هذه الوثائق والنصوص الحقوقية المعتمدة.
وأبان سماحته أن جمعًا من الفقهاء والقانونيين المسلمين يمثلون كل الدول الإسلامية، ضمن منظمة المؤتمر الإسلامي، أصدروا عام 1979م إعلانًا عالميًا إسلاميًا لحقوق الإنسان، يتجاوز بعض الثغرات في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي اعتمدته الأمم المتحدة عام 1948م.
المحور الثاني: الاهتمام بطرح قضايا حقوق الإنسان على مستوى التبليغ والخطاب الديني.
وانتقد الشيخ الصفار استغراق معظم الخطاب الديني في القضايا التاريخية والخلافات العقدية، وتجاهل المشاكل الاجتماعية، حيث تنعدم أو تضمحل ثقافة حقوق الإنسان في تعامل الناس مع بعضهم بعضًا.
وأشاد بما يطرحه العلماء والخطباء من التذكير بحقوق الله تعالى على العباد، من توحيده وعبادته وأداء الأحكام الشرعية، مضيفًا أن ذلك لا يكتمل إلا بالتأكيد على حقوق العباد بعضهم على بعض، فقد يغفر الله تعالى للعبد تقصيره في عبادته، لكن مالا يغفره الله هو ظلم العباد بعضهم لبعض. كما ورد في الأحاديث.
وأشار سماحته إلى ما تحمله النصوص الدينية من تأكيد على قبح الظلم والعدوان، وعلى ضرورة احترام حقوق الآخرين، وعدم انتهاك حرماتهم المادية والمعنوية، لكن الواقع الاجتماعي بين المسلمين فيه الكثير من الظلم وتجاوز الحقوق، حتى في العلاقات الأسرية والعائلية، وبين الجماعات المتدينة.
مما يوجب استحضار ثقافة حقوق الإنسان في الخطاب الديني والتأكيد عليه.
وبعد المحاضرة التي حضرها جمع من العلماء والخطباء وطلاب العلوم الدينية دار حوار مفيد حول الموضوع بين سماحته وبعض المشاركين.