الشيخ الصفار يحذّر من الأمراض التي تفتك بالقلب العضلي والمعنوي
حذّر سماحة الشيخ حسن الصفار من الأمراض التي تفتك بالقلب العضلي والمعنوي.
ودعا لاتباع الإجراءات الوقائية والاستشارات الطبية للحفاظ على صحة القلب العضلي، وبالالتزام الديني والابتعاد عن المعاصي للحفاظ على القلب المعنوي، وذلك بمناسبة مرور يوم القلب العالمي خلال الأسبوع الماضي.
جاء ذلك ضمن خطبة الجمعة 1 ربيع الآخر ١٤٤٦هـ الموافق 4 أكتوبر ٢٠٢٤م في مسجد الرسالة بالقطيف شرقي السعودية بعنوان: القلب إبداع الخالق وسرّ الحياة.
وأوضح سماحته أن هناك معنيين وإطلاقين للقلب في ثقافة مختلف المجتمعات البشرية.
وتابع: هناك القلب العضلي الموجود في القفص الصدري على الجانب الأيسر منه، ومهمته ضخّ الدم إلى أنحاء الجسم.
وأضاف: وهناك القلب المعنوي، ويقصد به قوة الإدراك والفهم، ومركز العواطف المختلفة، كالحب والبغض والميل والنفور والخوف والشجاعة، وسائر العواطف والمشاعر، وهو بهذا المعنى مرادف لإطلاق النفس، وقد يعبّر به عن العقل.
وأبان أن الاحتفاء بيوم القلب العالمي الذي تأسس في عام 1999م، ثم أعتمد يوم 29 سبتمبر من كل عام، يقصد منه القلب بالمعنى الأول. والنصوص الدينية تتحدث عن القلب غالبًا بالمعنى الثاني.
وتابع: إنّ لإدارة شخصية الإنسان مركزين، مركز معني بإدارة حركة جسمه وهو القلب العضلي، ومركز معني بإدارة البعد الروحي والنفسي والفكري، ويطلق عليه القلب أيضًا، كما يطلق عليه الروح والنفس والعقل.
التأمل في عظيم خلق الله
ومضى يقول: حين يتأمل الإنسان ما كشفه العلم الحديث عن دور القلب العضلي في حياة الإنسان، يدرك شيئًا من عظيم قدرة الله تعالى وإبداعه.
وتابع: يستمر القلب العجيب في عمله الجبار دون هوادة ولا توقف للحظة واحدة من ليل أو نهار حتى تنتهي الحياة.
وذكر أن حجم القلب عند كل شخص بحجم قبضة يده، ويزن قلب الشخص المكتمل النمو من 250 إلى 350 جرامًا، كما ذكر علماء التشريح.
وتابع: إن عمل القلب يبدأ مبكرًا في حياة الإنسان منذ اليوم الثاني والعشرين من تلقيح البويضة، وهو أول الأعضاء تكونًا وخلقًا وآخرها توقفًا وموتًا.
وأضاف: ويضخ القلب حوالي 4.7 لترًا من الدم في الجسم كل دقيقة، وحوالي 7.600 لترًا يوميًا، أما في حالة الركض والعمل الشاق فإنه يضخ حوالي عشرين لترًا من الدم في الدقيقة، وينبض في الدقيقة من 60إلى 100 نبضة.
وأشار إلى أنّ على الإنسان أنْ يستحضر عظمة الخالق جلّ وعلا، وقدرته من خلال التأمل في مظاهر هذا الابداع والاتقان التكويني، وعليه أن يشكر الله تعالى على نعمة إيجاده وخلقه في أحسن تقويم، وتزويد جسمه بهذه الأجهزة الدقيقة.
وتابع: من ناحية أخرى، فإن على الإنسان أن يحافظ على هذه النعم برعايتها وحمايتها وسلامتها والاستفادة المثلى منها، فجسمك بكل أجهزته وأعضائه أمانةٌ عليك أن تحافظ عليها، وعليك أن تهتم بصحة قلبك، وتحميه من الأمراض والعوامل التي تسبب الخلل في كفاءته.
واستعرض وصايا الأطباء والاخصائيين في هذا المجال والإجراءات الوقائية المتبعة للحفاظ على صحة القلب، كالحفاظ على مؤشر كتلة الجسم لتكون تحت السيطرة، وضمن الوزن الطبيعي، تجنبًا للسمنة وزيادة الوزن.
وتابع: كذلك مراقبة ارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستوى الكولسترول، عبر الفحص المبكر، وتناول الادوية، عندما يتم التشخيص، وتجنب الخمول، واختيار نمط حياة نشط، فيه حركة وبذل جهد بدني، لا يقل عن ٣٠ دقيقه يوميا.
وأضاف: كما على الإنسان أن يلتزم بنظام غذائي صحي متوازن، ويتجنب التدخين والكحول، ويراقب صحة قلبه من خلال برامج الاستشارة والتوعية. داعيًا لإدارة التوتر، وتقليل الضغوط والأزمات النفسية.
وبين سماحته أن القرآن الكريم تحدث عن صحة القلب المعنوي وسلامته، كما تحدث عن أمراضه وأسقامه.
وتابع: هناك (12) آية تتحدث بهذا التعبير ﴿فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ﴾.
ولفت إلى أنّ الأنانية المفرطة، والحسد والضغينة والتّكبر، واتباع الأهواء والشهوات، كلها أمراض تفتك بقلب الإنسان المعنوي، وتمثل ضغوطًا مؤذية لقلبه العضلي.
وتابع: كما أن على الإنسان أن يراقب صحة قلبه العضلي من خلال التوعية والاستشارة والفحوصات، فإن عليه أن يراقب صحته الروحية والنفسية، من خلال التزامه الإيماني والأخلاقي، وعبر محاسبة النفس.
وأضاف: كما يحتاج الإنسان إلى بذل جهد بدني للحفاظ على لياقته وصحته الجسمية، فإن عليه أن يبذل جهدًا في ترويض نفسه وتهذيبها، بالكف عن المعاصي والذنوب، واتباع الأهواء والشهوات.