تعزيزًا للقوة الاقتصادية واستيعابًا للطاقة الشبابية

الشيخ الصفار يدعو إلى رفد الساحة الاجتماعية بالمشاريع التنموية

مكتب الشيخ حسن الصفار

 

دعا سماحة الشيخ حسن الصفار إلى رفد الساحة الاجتماعية بالمشاريع التنموية تعزيزًا للقوة الاقتصادية في الوطن، واستيعابًا للطاقة الشبابية؛ مؤكدًا أنَّ الفرص الاقتصادية في بلادنا كثيرةً، كما أنّها تزخر بالكفاءات ورجال الأعمال، وهذا من مفاخر مجتمعنا، مضيفًا أنّ ذلك يجعل المسؤولية أكبر للتفكير الجاد في مشاريع تنموية لزيادة الحركة الاقتصادية وتنمية الثروة المالية، واحتضان الكفاءات العلمية والمهنية.

وأكد في الوقت ذاته: بأنّ تنمية القدرة الاقتصادية في المجتمع، لا يُمكن أن تتحقق إلا من خلال زيادة مستوى البذل والعطاء، من أجل تقوية البنية التحتية للمجتمع، فوجود نادي، أو جمعية خيرية، أو مشاريع تنموية، كلها تُمثّل بنية تحية للمجتمع، كما أنّها تخلق بيئة مناسبة للشباب لتنمية قدراتهم وطاقاتهم وممارسة هواياتهم ومهاراتهم.

جاء ذلك خلال اللقاء السنوي في منزل الحاج يونس الجارودي بحي الجوهرة بالقديح، بتاريخ 6 رمضان 1445هـ الموافق 16 مارس 2024م، والذي يستضيف فيه الشيخ الصفّار مع نُخبة من أبناء المجتمع.مجلس يونس الجارودي

وقد تحدّث الشيخ الصفّار في هذا اللقاء عن أهمّية شهر رمضان، في خلق الدافع الداخلي للإنسان لتنمية الصفات الحسنة في أعماقه، مؤكّدًا أنَّ ذلك يُعتبر من أهم الأعمال في الشهر الكريم، مستشهدًا بما ورد عن الرسول الأعظم أنه قال: «وَجَعَلَ لِمَنْ تَطَوَّعَ فِيهِ بِخَصْلَةٍ مِنْ خِصَالِ اَلْخَيْرِ وَاَلْبِرِّ، كَأَجْرِ مَنْ أَدَّى فَرِيضَةً مِنْ فَرَائِضِ اَللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَمَنْ أَدَّى فِيهِ فَرِيضَةً مِنْ فَرَائِضِ اَللَّهِ، كَانَ كَمَنْ أَدَّى سَبْعِينَ فَرِيضَةً مِنْ فَرَائِضِ اَللَّهِ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ اَلشُّهُورِ».

وبيّن أن الخصلة هي الصفة التي تكون في الإنسان، حسنة، كانت أو سيئة، ولكنها في الغالب تستعمل في الصفات الحسنة. والإنسان إنّما هو مجموعة من الصفات والخصال تتمثّل في سلوكه ومشاعره وأحاسيسه، وتُشكّل شخصيته. 

مضيفًا أنّ للإنسان شخصيّة جسمية شاخصة أمام الناس، تتمثّل في مظهره وشكله الخارجي، ولديه شخصيّة نفسية تتمثّل في صفاته التي تُشكّل سلوكه مع المحيط من حوله. مشيرًا أنّ هذه الصفات تتكوّن من خلال عدة عوامل، بسبب وراثي، أو من خلال التربية والبيئة التي يعيش في وسطها الإنسان، كما أن للثقافة الذاتية دورًا في تشكّل صفات الإنسان.

وتساءل: هل هذه الصفات ثابتة في شخصيّة الإنسان، أم أنّها قابلة للتغيير؟

مؤكدًا في إجابته على أنّ الصفات إذا كانت مكتسبةً فهي قابلة للتغيير، وبالتالي قد يكتسب الإنسان صفةً حسنةً، ثم بعد زمنٍ تتغير إلى صفةٍ سيئة، والعكس ممكن أيضًا بأن تكون للإنسان صفةً سيئة فتتحوّل إلى حسنة. مضيفًا أنَّ هذه الصفات المكتسبة لو كانت ثابتة لما كان هناك معنى لبعثة الأنبياء، ولا معنى لدور الأئمة، وكذلك لن يكون هناك فائدة من الإرشاد والتوجيه والموعظة.

وأشار إلى أن الحديث الشريف يؤكد أن شهر رمضان المبارك يُمثّل مرحلةً زمنيةً ليس من أجل القيام بالأعمال العبادية من قراءة قرآن، وصلاة النوافل، فحسب، وإنّما هو إضافةً لذلك يُمثّل فرصةً ذهبيةً من أجل تنمية الصفات الحسنة في النفس.

مؤكدًا أنّه ينبغي على كلّ إنسان أن يكون صريحًا مع نفسه، فيقوّم ذاته ليكتشف نقاط الخلل فيها، ويستثمر الشهر الكريم في تعزيز نقاط القوة لديه، وفي اكتساب صفاتٍ إضافية حسنةٍ، ليخرج من الشهر الكريم وقد أصبح شخصيّةً أرقى.

وتابع: يُمكن للإنسان أن يُحقق ذلك إن أراد، سواءً بالإيحاء الذاتي، أو بتدريب النفس، أو بصنع أجواء إيجابية لتحقيق ما يتطلع إليه.

وأضاف: مثلًا إذا لم يكن الإنسان متعودًّا على صلة الرحم وزيارة الأقارب، أو أنه ليس متعوّدًا على العطاء المادي والصدقات، أو غير متعود على القراءة واكتساب المعرفة، فليكن شهر رمضان المحطة الزمنية الأفضل لاكتساب مختلف الصفات الحسنة، فإنّ ذلك من أفضل الأعمال في هذا الشهر الكريم.

وعلى هامش اللقاء تم الحديث عن أحد مشاريع بلدة القديح، وهو تأهيل ملاعب نادي مضر، وجاء الحديث في شيءٍ من التفصيل عن مراحل العمل والإنجازات التي تحققت حتى وقت اللقاء.

وتعقيبًا على ذلك أبدى الشيخ الصفّار شكره العميق، لكل الجهود الرامية لتطوير المجتمع، ورفده بالمشاريع التنموية والاقتصادية، مثمّناً جهود القائمين على نادي مضر، ومشيدًا بالنادي وبإنجازاته والكفاءات التي يحتضنها، فتاريخه يشهد له بالتميّز.

وأكد أنَّ دعم كلّ مشروعٍ تنموي لا يقلّ أهميّة عن دعم بناء المساجد والحسينيات، إن لم يكن اليوم هو الأهم، وذلك لوجد اكتفاء نسبي من المساجد والحسينيات في مجتمعنا. مشيرًا أنَّ هذا العمل يُمثّل صدقةً جارية تُفيد الإنسان في دنياه وفي آخرته.

واختتم حديثه بأن شهر رمضان المبارك هو الفرصة الأهم، لدعم مثل هذه التوجّهات التنموية، حيث أنَّ نفوس الناس مهيئة للعطاء، كما أنَّ هذا العمل مصداقًا من مصاديق تنمية خصال الخير في نفس الإنسان، وذلك استجابةً للحديث الوارد عن رسول الله : «وَجَعَلَ لِمَنْ تَطَوَّعَ فِيهِ بِخَصْلَةٍ مِنْ خِصَالِ اَلْخَيْرِ وَاَلْبِرِّ، كَأَجْرِ مَنْ أَدَّى فَرِيضَةً مِنْ فَرَائِضِ اَللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَمَنْ أَدَّى فِيهِ فَرِيضَةً مِنْ فَرَائِضِ اَللَّهِ، كَانَ كَمَنْ أَدَّى سَبْعِينَ فَرِيضَةً مِنْ فَرَائِضِ اَللَّهِ فِيمَا سِوَاهُ مِنَ اَلشُّهُورِ».

مجلس يونس الجارودي